في قطاع غزة مع توجه وفد من الحركة الفلسطينية إلى القاهرة، وسط آمال بتحقيق تقدم في هذا المسار رغم الخلافات القائمة بين حماس وإسرائيل وتمسك الطرفين بشروطهما . وإلى حد الآن لم تفض المحادثات عن اتفاق جديد، إذ يبدو نتنياهو متعنتا، فقد قال بشأن محادثات القاهرة في اليومين الأخيرين إن المسؤولين الإسرائيليين حضروا المحادثات للاستماع فقط، كما أن المسؤول عن ملف الرهائن في الوفد الإسرائيلي كان غائبا، لأن نتنياهو لم يعط الفريق الإسرائيلي تفويضا لتقديم أفكار جديدة. وتنعقد هذه الإجتماعات فيما لا يزال نحو مليون ونصف مليون فلسطيني يواجهون تهديد هجوم عسكري بري إسرائيلي على رفح التي تشكل ملاذهم الأخير، بعد أن فروا إلى هناك هربا من القصف الإسرائيلي لمناطق أخرى من غزة خلال الحرب المستعرة منذ أكثر مايقارب الـ5 أشهر.
ويرأس مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية وفدا إلى القاهرة للقاء رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وفق وكالة فرانس براس.واستضافت مصر مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برينع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لإجراء محادثات بشأن هدنة تشمل إطلاق سراح رهائن جدد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء أنّ الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة بعد ذلك.وجرت المناقشات "في أجواء إيجابية"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى". وقال المسؤول نفسه في نهاية الاجتماع "ستستمر المفاوضات خلال الأيام الثلاثة المقبلة"، وفقا للقناة.
ويأتي ذلك فيما يستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء في القاهرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أحد أبرز منتقدي الحملة العسكرية الإسرائيلية، في زيارة تهدف لترسيخ المصالحة بعد قطيعة استمرّت أكثر من عقد. وأوضح إردوغان أنّ هذه الرحلة إلى مصر، وكذلك إلى الإمارات سابقاً، تنبع من اهتمام أنقرة بفعل "كل ما في وسعها لوقف إراقة الدماء".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، "نعمل بشكل مكثّف مع مصر وقطر بشأن مقترح للإفراج عن الرهائن".وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر. وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيماً يضمّ كلّ منها 25 ألف خيمة في جنوب غرب قطاع غزة، كجزء من خطة الإخلاء.ورفح التي تحولت إلى مخيم ضخم، هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية الشحيحة التي لا تكفي لتلبية احتياجات السكان المهددين في ظل البرد بالمجاعة والأوبئة، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة.
في هذا السياق دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حركة حماس إلى أن تنجز "بسرعة" صفقة تبادل في قطاع غزة، لتجنب "كارثة أخرى"، بحسب ما أوردت وكالة وفا الفلسطينية.وقال عباس "نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها، ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948، ولتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا".
وطالب عباس "الإدارة الأمريكية والأشقاء العرب، بالعمل بجدية على إنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة، وذلك لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات هذه الحرب المدمرة".وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أكد الشهر الماضي أنه بحث مع عباس في "أهمية إصلاح السلطة الفلسطينية وسياساتها وحوكمتها لكي تتمكن بفاعلية من تولي مسؤوليتها في غزة"، مجددًا تأكيد تأييد واشنطن لإقامة دولة فلسطينية.
"مآرب خفية لنتنياهو"
شارك عشرات الآلاف من مدينه نيويورك معظمهم من الشابات والشباب في مظاهره حاشدة بدأت في ميدان يونيون سكوير الشهير في مدينه نيويورك Union Square وسارت بعدها في شوارع الشارع الخامس Fifth Avenue وبارك اڤنيوا وليكسينتون اڤنيو منتهية في احد أشهر معالم نيويورك جراند سينترال.
وهتف المتظاهرون ضد الاحتلال الصهيوني وجرائمه ومجازره اليومية التي يرتكبها يوميا ضد المدنيين الفلسطينيين كما هتف المتظاهرون بالتحية والصمود لشعب فلسطين في رفح والتي تعرضت بالأمس لأبشع هجوم صهيوني بربري راح ضحيته العشرات من المدنيين بالإضافة لغزة العزة وفلسطين مجملا.
هذا وصرح ماهر عبد القادر، القيادي في الكونغرس الفلسطيني الأمريكي لـ''المغرب'' انه ورغم تصريحات نتنياهو المتكررة أن لا بد لإسرائيل أن تنتصر وتصميمه على خوض معركة رفح وارتكاب المزيد من المجازر والإبادات الجماعية حيث يقطن الآن أكثر من 1.4 مليون مهجر فلسطيني ، فهو لا يفعل ذلك فقط من أجل بقائه السياسي؛ بل لأن استمرار الحرب يضمن عدم محاكمته ويدفع بالانتخابات المبكرة إلى الوراء، مستندا إلى قاعدته اليمينية المتطرفة.
وتابع ''يضاف إلى ما سبق أن مصر وفق صحيفة "وول ستريت جورنال هددت بتعليق معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل إذا مضت إسرائيل في مخططها واحتماليه تهجير الفلسطينيين إلي سيناء وهو أمر مرفوض من مصر ويعتبر خطا احمر. الأمر الآخر أن الإسرائيليون انقسموا حول التعامل مع هذا الأمر حيث اعتبروه خطرًا حقيقيا يجب أخذه في الاعتبار واحتمال كبير أن إدارة بايدن تعيره اهتماما كبيرا لأنها كانت تعمل قبل 7 أكتوبر، ولا تزال بعده، من أجل دمج إسرائيل في المنطقة عبر تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، ضمن مخطط أكبر'' وفق تعبيره . وأكّد "لا شك أنّ الكيان الصهيوني جعل أهل غزة العزة يعيشون في جهنم بكل ما تعنيه الكلمة، هذا رغم أن محكمة لاهاي ومجلس الأمن لا زالا يتداولان وقف حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل تقترن بعدم استجابة حكومة نتنياهو لما طلبته محكمة العدل".
وتابع ''رغم الألم والحصار والقتل والتشريد إلا أن القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة عالميًا، والأحداث وجرائم الاحتلال أظهرت أن قضية فلسطين قضيه عادله وأنها تتعلق بحق شعب واقع تحت الاحتلال منذ عقود طويلة ومن حقه أن يقرر مصيره بالحرية وبدوله مستقلة ".
وأضاف محدثنا ''إن الاحتلال الصهيوني يتحمل بشكل كامل مسؤولية كل أعمال العنف التي تندلع في منطقه الشرق الأوسط كونه أطول واعنف وأسوأ احتلال عرفه التاريخ المعاصر، المظاهرات العارمة والشبه يوميه في الغرب وخاصة أمريكا تعتبر تطورا مميزا فاجأ كل المراقبين كونه وجها من وجوه تغير الدعم الشعبي لإسرائيل في الغرب خاصة الولايات المتحدة، خاصة بين فئة الشباب الذين باتوا يدعمون الشعب الفلسطيني وبشكل متزايد وهذا الأمر ليس بالجديد تماما".
وأشار الكاتب إلى أنه ''ومع اندلاع الحرب الأخيرة بعد السابع من أكتوبر ، غرقت منصات التواصل الاجتماعي في العالم وخاصة الولايات المتحدة بمقاطع فيديو تظهر مظاهرات داعمة لفلسطين في حرم الجامعات العريقة كهارفارد وكولومبيا وبينسيلڤانيا وغالبية مراكز المدن الأساسية الأمريكية ، حيث رفعت رموزا نضالية للفلسطينيين مثل الكوفية وعلم فلسطين، ويردد كثيرون شعار "فلسطين حرة''. وأضاف ''أمريكا تشهد يوميا العشرات من المظاهرات المؤيدة لفلسطين في مدن مختلفة أهمها كان في الرابع من نوفمبر لعام 2023 حيث تظاهر أكثر من 400 ألف شخص في العاصمة الأمريكية واشنطن، وهي المظاهرة الأكبر الداعمة لفلسطين في تاريخ الولايات المتحدة''.
"نصرالله: الجبهة اللبنانية لن تهدأ "
من جهته أشار الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله إلى "أنّنا كشعب لبناني وكدولة ووطن، مصلحتنا عندما يكون في جوارنا عدو مغتصب ألا يكون قويًا، بل أن يكون مستنزَفًا وضعيفًا ومردوعًا".
ولفت نصرالله، في كلمته خلال الاحتفال التّكريمي الّذي يقيمه "حزب الله" في ذكرى يوم الجريح، إلى أن "المصلحة الوطنية اللبنانية والسورية والأردنية والمصرية قبل المصلحة الوطنية الفلسطينية، هو أن تخرج إسرائيل من هذه المعركة مهزومة".وشدد أمين عام حزب الله على أن "خروج إسرائيل منتصرة من الحرب خطر على دول المنطقة وبالدرجة الأولى على لبنان، لذا ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية مسؤولية وطنية".
وإذ رأى نصرالله أن "هناك أطرافًا لديها أحكام مسبقة أيًا كانت الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه وهمي"، شدد على أن "القول بأن الجبهة اللبنانية لا جدوى منها ولا تخدم غزة هو أمر كارثي".
وتطرق نصرالله إلى موضوع الجدل الحاصل في لبنان حول القرى الجنوبية الحدودية، واعتبر أنه "يجب عدم تحويل المشكلة إلى جدال طائفي وعدم تحميل مسؤولية أي موقف لطائفة معينة"، مشيرًا إلى أن "الانقسام حيال إسرائيل موجود في لبنان منذ نشوء كيان الاحتلال وهناك شهداء مسيحيون ومسلمون في مواجهته".وقال: "من يتحمل العبء الأول في المواجهة على الجبهة اللبنانية هم أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب"، مضيفًا: "تقديم القرى الحدودية لهذه التضحيات يعبر عن الإرادة الحقيقية للأغلبية الساحقة وهو أمر عابر للطوائف".
من جهة أخرى، أشار أمين عام حزب الله إلى أن "زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو حماية إسرائيل وإعادة المستوطنين إلى الشمال"، مشيرًا إلى أن "هذه الوفود لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة، وهي تتبنى بالمطلق الورقة الإسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان".
وكرر نصرالله تشديده على أن "الجبهة اللبنانية لن تهدأ إلا في حال توقفت الحرب على قطاع غزة"، موضحًا أن "الجبهة في جنوب لبنان هي ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو وإضعافه حتى يوقف العدوان".
وقال: "العدو ليس في موضع فرض الشروط على لبنان بل هو الضعيف والمأزوم، والمكاسب السياسية التي يتم التلويح بها لنا من هنا وهناك لن تؤثر علينا ولن تجعلنا نوقف الجبهة".
مقترح فرنسي
في الأُثناء قدمت فرنسا اقتراحا مكتوبا إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وذلك بحسب وثيقة وفق ''رويترز'' تدعو المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لحزب الله، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.
وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين جماعة حزب الله، وبين إسرائيل عبر الحدود. ويجري القصف المتبادل بالتوازي مع الحرب في غزة وأثار مخاوف من حدوث مواجهة مدمرة وشاملة.
وقال أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين إن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سلم الوثيقة الأسبوع الماضي، لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية بمن فيهم رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال أسابيع من الوساطة الغربية.
يعد الاقتراح الفرنسي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال أسابيع من الوساطة.والهدف من الاقتراح هو منع نشوب صراع يخرج عن نطاق السيطرة وفرض وقف محتمل لإطلاق النار عندما تكون الظروف مناسبة، كما يتصور الاقتراح إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.وتنص الخطة المكونة من ثلاث خطوات على عملية خفض التصعيد مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات الحدود.
وقال ستيفان سيجورنيه في مؤتمر صحفي "قدمنا مقترحات.. نحن على اتصال بالأمريكيين ومن المهم أن نجمع كل المبادرات ونبني السلام"، مشيرا إلى أن الخطة تقترح توقف الجماعات المسلحة اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضها البعض، بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان.
كما تقترح الوثيقة أن تقوم الجماعات المسلحة اللبنانية بتفكيك جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود، وسحب القوات القتالية بمن فيهم مقاتلو الرضوان من حزب الله والقدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات على بعد 10 كيلومترات على الأقل شمال الحدود.وبالإضافة إلى ذلك سيتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله.ومن شأن أي انسحاب من هذا القبيل أن يجعل مقاتلي حزب الله أقرب بكثير إلى الحدود من الانسحاب لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني اللبناني، وهو ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل في عام 2006.