وإسرائيل تضع هدفاً واحداً معلناً لسياستها، وهو إسقاط المقاومة الفلسطينية، بغرض تحقيق الهدف الأكبر الخفي، وهو تفتيت الدولة الفلسطينية وفرض مشروع التقسيم على البلاد، وكلاهما فشلت في تحقيقه حتى الآن، لكنها ما زالت مستمرة في محاولاتها وأهدافها، حيث وضعت كل ثقلها في معركتها على غزة لأنها أدركت أن عجزها عن وقف إجتياح القطاع من قبل رجال المقاومة، سيشكل بداية لإنهيارها في فلسطين، فكسر شوكة الإسرائيليين في غزة يعني بداية العد التنازلي لنهاية إسرائيل وسحقها في كافة المناطق والقرى التي لا زالت تحت وطأتها.
وبطبيعة الحال، ضخت إسرائيل ترسانتها المليئة بالأسلحة الأمريكية بالإضافة إلى ملايين الدولارات في هذه الحرب على الشعب الفلسطيني بداعي إسقاط المقاومة، بالنتيجة سقط نتنياهو في الامتحان الفلسطيني، وكل ما أنجزه هو تدمير للبنية التحتية و قتل الآلاف من الأطفال و النساء ، في حين لا تزال المقاومة تدك الكيان الصهيوني بنيران الصواريخ وترفض رفع الرايات والإستسلام، وإنطلاقاً من ذلك فشلت إسرائيل في تحقيق أحلامها بالمنطقة، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالح إسرائيل كونها إتبعت سياسة خاطئة، فضلًاً عن زيادة نفوذ محور المقاومة في المنطقة ووقوفه ضد أهداف إسرائيل، التي لم تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في غزة.
وعلى الجانب الأخر فإن إعلان الرئيس الأمريكي وقوفه بالكامِل في خندق الكيان الصهيوني، يشعل فتيل حرب إقليميّة في المنطقة، وبذلك يبدو أن بايدن على حافّة الإقدام على “المُغامرة” أو “المُقامرة” الأكبر في حياته السياسيّة، خاصّةً أن مغامرته الأخرى في سورية عادت عليه بالعديد من المشاكل والإخفاقات المستمرة هناك.
وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال تتساقط تحت ضربات رجال المقاومة ، وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهّموا سهولة إسقاط غزة ، فبعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدأ الكيان الصهيوني إعادة النظر في استراتيجيته القائمة والمعلنة اتجاه غزة، لذلك فإن النصر على هذا الكيان ودحره واجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن أستطاع رجال المقاومة كسر المعايير المتعلقة بالتوازن وإسقاط كل حسابات إسرائيل والغرب بشأن غزة..
في سياق متصل إن عجز إسرائيل والغرب في هزيمة المقاومة، وإحتلال غزة وعدم كسر محور ايران- سورية – حزب الله- العراق- اليمن، الذي يتضح الآن إنه زاد من قوته جعل رهان أمريكا وحلفاؤها على الكيان الصهيوني خاسر، وبذلك تكون قد خسرت في غزة مصداقيتها وقوة آلتها العسكرية ومجدها السياسي وزعمها بريادتها لقضايا حقوق الإنسان، و هنا لا بد من الإقرار بفشل الرهان الغربي وتجاوزه للواقع بشأن غزة.
لقد ظن نتنياهو وحلفاؤه إن الفلسطينيين غير قادرين على سحق الجيش الإسرائيلي، فإذا بالفلسطينيين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرين على هزيمة هذا الجيش ومن يقف وراءه، ووجهوا ضربة قاسية للاستراتيجية الإسرائيلية في غزة، لذلك نقول ونحن على يقين ثابت بأن إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة لتحقيق أهدافها التي لم تكن تتخيلها في غزة، بمقاومتها وشعبها المصمم على الوقوف خلفها بكل قوة.