التي بدأت منذ 11 عاماً بهدف صياغة تصورات لمواجهة المستجدات العالمية والإسهام في جهود استشراف المستقبل . وتتميز القمة التي تعقد في مدينة دبي بمشاركة أكثر من 150 دولة و25 رئيس دولة وأكثر من 250 وزيراً و 10 آلاف مسؤول حكومي في جميع أنحاء العالم، ومفكرين وباحثين وخبراء ومستشارين وصانعي القرار بهدف طرح الأفكار ومبادرات خلاقة لاستثمار أحدث ما توصلت إليه العقول البشرية، كما توفر فرصة لبناء جسور تواصل بين ممثلي حكومات العالم لإيجاد الحلول المستدامة للتحديات التي قد تواجه الدول والحكومات في القطاعات الأكثر إرتباطاً بالإنسان ، علماً بأن (تركيا والهند وقطر) ضيوف شرف النسخة الجديدة من القمة .
هذا، وقد تأسس الإقبال على المشاركة في هذه القمة -التي تعقد من 12 الي 14 فيفري - علي جاذبية موضوعات استشراف حكومات المستقبل ، وحرص الجهة المنظمة -ومنذ انطلاق القمة العالمية للحكومات منذ أكثر من 10 سنوات -علي مناقشة الموضوعات التنموية المُلحة وتلك التي لها أهمية للإقتصاد الدولي والإستثمار المستدام ، ويضم برنامج الدورة الجديدة جلسات حول الدور الذي يلعبه الذكاء الإصطناعي في تشكيل المشهد الإقتصادي العالمي ومستقبل الصناعات الإبداعية ، والكيفية التي توازن بها الحكومات بين الإزدهار المجتمعي والخوف من التكنولوجيا .
تتسم فعاليات القمة بالتنوع فيما يتعلق بالموضوعات والمنتديات التي تعقد علي هامشها ( الإدارة الحكومية العربية ، منتدي القيادات الشابة ) وتحرص الجهة المنظمة وحكومة الإمارات علي دعوة الشخصيات الدولية المؤثرة ( رئيس المنتدي الإقتصادي العالمي، وعدد من الحائزين علي جائزة نوبل ) ، وتضم قائمة المتحدثين في الجلسة الإفتتاحية رئيس جمهورية رواندا ، وكذلك كلمة رئيسية لمدير عام منظمة الصحة العالمية، علي أن يلقي كل من رئيس جمهورية موريشيوس والرئيس الكيني كلمة في اليوم التالي ، ويستضيف اليوم الثالث حواراً مع رئيس حكومة الوحدة الليبية.
تشارك مجموعة من المنظمات الإقليمية في فعاليات القمة ويبرز هنا حضور كل من أمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط وأمين عام مجلس التعاون الخليجي ، إلي جانب رئيس مجموعة البنك الدولي ومدير عام صندوق النقد الدولي . كما تضم قائمة المتحدثين في برنامج القمة كل من رئيس الوزراء المصري ورئيس الحكومة العراقية ، وتبحث القمة أيضاً التحولات الجيوسياسية علي الصعيد الدولي ومسارات حكومات المستقبل مع التطرق أيضاً إلي دور قطاع الطاقة في ميزان القوي العالمي في إطار جلسة تعقد باليوم الثاني للقمة وتحمل عنوان ' هل سيبقي إقتصاد العالم مرهوناً بالنفط !؟ ' ، ويلاحظ ان القمة تعقد في توقيت دقيق للغاية سواء بالتصعيد الجاري في الشرق الأوسط وتداعياته الإنسانية والإقتصادية أو التوترات في البحر الأحمر والمضايق البحرية وتأثيراتها على إنتظام حركة التجارة الدولية .
يبدو أن تلك الأحداث -ذات التأثير عابر الحدود - قد أثرت على إختيار موضوعات جلسات اليوم الثاني للقمة التي تركز على طرح العديد من الصيغ الإستفهامية فنجد أن من المحاور التي تناقش التحولات الجيوسياسية جلسة تحمل عنوان ' هل سينجو العالم في القرن القادم ' ويشارك في بحث تلك المسألة الوجودية وزير خارجية دولة تركمانستان، في حين تعقد جلسة أخرى بعنوان هل سيقودنا الذكاء الإصطناعي إلي نهاية العالم !؟ .