مخاوف من "كارثة ومجزرة عالمية في رفح ومصير النازحين مهدد ... اجتياح بري إسرائيلي قد يطيل أمد الحرب ويقضي على فرص الهدنة

يشنّ الطيران الإسرائيلي غارات مكثفة على مدينة رفح ،

وسط مؤشرات على اقتراب عملية برية يعد الجيش الإسرائيلي لإطلاقها في المدينة المكتظة بالنازحين قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك رغم التحذيرات الدولية الصادرة سواء عن منظمات أو حكومات وسط مخاوف من كارثة جديدة في المدينة التي تضم نحو 1.3 مليون نازح ووسط أوضاع معيشية كارثية يعانيها كل سكان قطاع غزة المنكوب منذ بدء الحرب الإسرائيلية قبل 5 أشهر.

وأمر نتنياهو جيش لإحتلال بالتحضير لإخلاء رفح تمهيدا لشنّ عملية عسكرية في المدينة . ويبدو ان اجتياح رفح جزء من محاولات نتنياهو الهروب من أزماته الداخلية المتزايدة والانقسام الإسرائيلي الحاد داخل الحكومة والشارع الإسرائيلي الغاضب، وكذلك أزماته الخارجية واهمها خلافه مع إدارة بادين بشأن الهجوم والهدنة بكل ما يحمله ذلك من انعكاسات على الحملة الرئاسية الامريكية وحظوظ بايدن في الانتخابات القادمة . ومدينة رفح وهي آخر ملاذ آمن للنازحين الذين تم تهجيرهم من محافظات أخرى، ويبلغ عددهم نحو مليون و300 ألف، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وسط تحذيرات من التداعيات الوخيمة والخطيرة لاتساع رقعة العمليات العسكرية .
من جهتها حذرت القاهرة، من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة".جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل.
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية أمس الأحد.
وأضاف نتنياهو في مقابلة ضمن برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" عبر قناة "إيه بي سي نيوز" امس الأحد "النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس ، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".
وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".

تحذيرات دولية

الى جانب مصر صدرت أيضا تحذيرات مماثلة عن كل من السعودية والأردن وفلسطين وألمانيا بشأن الاجتياح المحتمل على المدينة ومايحمله ذلك من تداعيات كارثية متوقعة على السكان هناك. ووفق تقارير إعلامية فقد وصلت العملية البرية إلى خانيونس، كما نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفا مدفعيا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي وسط أنباء عن قرب تنفيذ الإحتلال عملية برية عارمة في رفح .بوناء على ذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح ماينذر بإطالة أمد الحرب وما سيحمله ذلك من نتائج وحصيلة مريعة.
وقالت حركة حماس إن موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن تبعاته.
كما دعت جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب إبادة جماعية في مدينة رفح.
وأشارت الرئاسة الفلسطينية -في بيان- إلى أن الخطط الإسرائيلية باجتياح رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وفق تعبيرها.
وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن شن هجوم عسكري على مدينة رفح، دون التخطيط المناسب، سيكون بمثابة "كارثة".
وقال البيت الأبيض إنه لن يدعم العمليات الكبرى، دون إيلاء الاعتبار الواجب للاجئين هناك.وفي حديثه ودون الإشارة إلى رفح، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن تصرفات إسرائيل في غزة "تجاوزت الحدود".وكانت الأمم المتحدة حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وقالت إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.

مامصير النازحين؟
تقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص. وقد نزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو 6 مرات هروبا من القصف الإسرائيلي وفق تقرير لبي بي سي.

وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف، وغالبا بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، في رقعة أرض ضيقة محاطة بالسياجات الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.
وتقول الوكالات الإنسانية إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمنا، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإن المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "جميع ملاجئنا مكتظة ولا يمكنها استيعاب المزيد من الأشخاص".

خلافات تؤجل الهدنة

وفي سياق مباحثات الهدنة والخلافات القائمة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والإحتلال فقد ،أفادت مواقع إسرائيلية بأنّ إسرائيل رفضت معظم مطالب حماس التي شملها رد الحركة على الصفقة المقترحة، وقالت إنها مستعدة لمفاوضات على أساس مقترح باريس.

ويرى متابعون أن الأيام المقبلة ستشهد نسقا حثيثا في إطار مباحثات إبرام صفقة تهدئة، وبعد فشل جولة بلينكن في تحقيقة التوافق المتوقع يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز القاهرة يوم غد الثلاثاء لعقد اجتماعات بشأن مفاوضات الصفقة بين حركة حماس وإسرائيل.

ضربات في لبنان

وأثارت حرب غزة مخاوف من اتّساع نطاقها الى نزاع إقليمي، خصوصًا مع التوتّرات على جبهات عدّة منها بين حزب الله اللبناني وإسرائيل عبر الحدود، وفي المناطق البحرية المقابلة لليمن مع هجمات الحوثيين دعما لغزة، وأخرى تستهدف القوات الأمريكية في العراق وسوريا عبر فصائل مدعومة من طهران.

ونجا قيادي في حماس من ضربة إسرائيلية استهدفته في لبنان السبت، طالت بلدة جدرا الساحلية وأدت الى مقتل شخصين أحدهما عنصر في حزب الله.

كما قتل مدني لبناني وأصيب تسعة آخرون في غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية قرب مسجد في بلدة حولا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115