ايام قرطاج لفن العرائس: مسرحية "السحابة المفقودة" اخراج حسام العابد مسرح الطفل مساحة لصناعة مواطن واع ومثقف

يبدعون في محاكاة خيال الطفل وقدراته على تفكيك اصعب الشيفرات،

يعملون على شحن الطفل المتلقي بالعديد من القيم والرسائل التربوية والقيمية من خلال حركة الماريونات والموسيقى والنص، يبدعون في نحت اجمل التفاصيل لكتابة عمل مسرحي ناقد ومختلف، مجموعة من ممارسي الفن الرابع اختاروا الطفل مجال ليكتبوا احلامهم المسرحية ويسكبوا العرائس اجمل قيم الحب والجمال هكذا هو عمل "السحابة المفقودة".

قدم العمل ضمن فعاليات ايام قرطاج لفن العرائس وهو من انتاج طالمركز الثقافي القناع" بالمحرس نص واخراج حسام العابد وتمثيل كل من مصطفى الكضاعي، وليد الرياحي، أشرف الغريبي، مازن بوعلي، رحاب غرس، خيرالدين حابة، وجلال عبيد وموسيقى اكرم سليم وسليمة خيتوني وصنع العرائس وليد الوسيعي.

للعرائس سحرها

الى عالم الخيال والحكايات الجميلة تكون الرحلة المسرحية، متعة مشاكسة خيال الطفل ودعوته الى المزيد من التركيز في الحكاية وأسرارها ولشد انتباه المتلقي الطفل الصغير والكبير وظفت كل عوامل السينوغرافيا والمشهدية لتحقيق فرجة بصرية ناجحة، على الركح خمسة ممثلين او محركي عرائس، وعازفي موسيقى وراويين جميعهم اتحدوا لينجحوا عرض مسرحي توالدت فيه افكار وخيالات تمتع الطفل والكهل وتقدم العديد من الرسائل.
مسرح الطفل مساحة للإبداع والطفل متلقي ذكيّ ولمسرح الطفل دوره في توعية المتفرج الصغير بمشاكل العالم وجعله عنصرا فاعلا في صناعة اشياء ايجابية ومواقف حقيقية تجعل منه مواطنا صالحا في المنظومة الكونية ومن قدسية المسرح وجمالياته ينطلق العرض المسرحي ليحمل الجمهور في جولة تجمع الواقع والخيال وتدافع عن البيئة وتبرز اهمية كل عنصر على البسيطة كما تنقد المسرحية حالة التلوث الشديدة التي وصل اليها العالم بسبب النفايات والتلوث الهوائي.
ابطال الحكاية خمسة، ثلاثة اخيار وشريرين، الاخيار من الاطفال هم "محبة" و"محبّ" و"حبوب" ثلاثة اطفال حالمين، يلعبون ويبحثون عن عالم سعيد وجميل، اما الاشرار فهما "شرشور" و"فرفور" الاول عالم بالشر وبارع في صنتاعته والثاني مجرد منفّ لتلك الافكار، وطيلة الساعة سيكون الصراع بين الخير والشر وبين براعة الاطفال وخبث الاشرار تكون الجولة الخيالية والمسرحية.
"السحابة المفقودة" هو عنوان العمل والسحابة ستكون محرك الأحداث السحابة هنا ترمز الى المطر والماء ومنه الخير لكل الكرة الارضية، في المشهد الاول تحاور السحابة بركة الماء الكبيرة وتخبرها بجولتها في الارض لتمطر وتبعث الحياة في الارض وتروي الانسان والنباتات، تنطلق السحابة في جولتها لكن "شرشور" يرسل لها بمساعده "فرفور" بتعلة انه يبيع العطور وبعقاقيره الفاسدة تمرض السحابة ثم يسجنها الشرير "شرشور" في قصره المخيف، النتيجة تكون جفاف الارض والزرع وعطش الانسان والحيوان، وحدهم الاطفال سيقدرون على فكّ رموز الشر وثم طلب المساعدة من كل السحب لإنقاذ السحابة الصغيرة، الاطفال باجنحتهم الصغيرة واحلامهم الكبرى سينقذون الكون من الجفاف والموت، فالأطفال قادرين على التغيير ومتى فهم الطفل دوره وقدرته اصبح صاحب قوة خرقة بفضل المعرفة والعلم وهي من ابرز رسائل المسرحية.
المسرح مسكون بالنقد

في المسرحية ينقد الممثلين عبر عرائسهم التلوث البيئي ويشيرون لى خطورة التلوث على المحيط والجفاف، عبر تلك العرائس المتقنة الصنع والمليئة بالوان تشجع الطفل على الفرجة قدموا العديد من الرسائل للجمهور ومنها الدعوة المباشرة للحفاظ على البيئة واحترام الطبيعة والحفاظ على نظافة النهر والبحر من خطر البلاستيك وكذلك ابراز قيمة العمل الجماعي والوحدة لاجل تحقيق الاهداف الكبرى، فالجماعة قادرة على انجاز اصعب المهام عكس الافراد كما نوهت تلك العرائس الجميلة لقيم الحب والتضامن لنشر ثقافة الحب والخير.

تصنع الموسيقى عوالم جد خاصة، تساعد الطفل على الرحيل بخياله الى عوالم اجمل، في "السحابة المفقودة" اختار مخرج العمل ان تكون المعزوفات حية حتلى اصبحت الالات الموسيقية جزء من اللعبة المسرحية، على ايقاعات الكمان والكونترباص تنطلق ضحكات الاطفال وتكتب احلامهم الصغرى اما موسيقى القيثارة فتصاحب كل المواقف الشريرة والصراعات داخل المسرحية.
بالموسيقى يكتشف الجمهور عوالم سحر المسرح وتفاصيل الحكايات الكثيرة المروية على الخشبة، من خلال لعزف المباشر يلتقي مع براءة الاطفال وذكائهم ويتعرف على خبث الاشرار ودسائسهم، على الركح ينسجم العازفين اكرم سليم وسليمة خيتوني مع تفاصيل العمل وتصبح موسيقاهم بمثابة الشخصية الجديدة والمساهمة في حركة الاحداث وتصاعد نسقها.
"السحابة المفقودة" مسرحية للاطفال وظفت فيها تقنيات مسرح العرائس والتمثيل والحكاية، على الخشبة اجتمعت مدارس تمثيلية ومسرحية مختلفة لتقدم للجمهور عمل مشحون بطاقة الحب والرغبة في خلق فرجة بصرية ومسرحية تلبي كل الاذواق، على الركح اجتمع ممثلين اختاروا المسرح مهنة ومسارا ويحاول كل منهم الدفاع عن هذا الفن العظيم وايصال اجمل الرسائل الى الجمهور.
في مدينة المحرس تحديدا مركز القناع ولد عمل مسرحي موجه للطفل، والقناع فضاء ثقافي خاص للثنائي حسام العابد ورحاب غرس هو فضاء للابداع المسرحي والفني وتجربة تدافع عن لامركزية الثقافة وتدافع عن حق الجميع في الفنون فرجة وممارسة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115