في معرض جماعي للرابطة التونسية للفنون التشكيلية: رؤى وجماليات وأجيال تتقاطع في "ممر"

هي لوحات ومنحوتات وإبداعات تحدّث عن حكايات وذكريات

وتنقل ارتسامات للواقع وللأحلام ازدان بها الفضاء الثقافي "سانت كروا" بالمدينة العتيقة ضمن المعرض الجماعي للرابطة التونسية للفنون التشكيلية الذي يحمل عنوان "ممر".

يتواصل معرض "ممر" إلى غاية يوم 24 فيفري 2024 في انفتاح على تيارات وجماليات متنوعة المدارس والأجيال.

أكثر من 50 عمل فني في "سانت كروا"

أكثر من 50 عمل فني في الفضاء الثقافي "سانت كروا" يخاطبون الإحساس والحواس للنفاذ إلى الفكر والعقل في تحريض على توليد الأسئلة والمعاني في حوار طويل ومفتوح مع اللوحات والمنحوتات والخزفيات والفوتوغرافيا... يلتقي في معرض "ممر" فنانون من مشارب وأجيال متنوعة على غرار : لطفي بن صالح - الزين الحرباوي - غزلان بوحولة - وصال بن سليمان - محمد القماطي - أنس المصمودي - سيرين بن ساسي - شيماء الزعفوري - الهادي زويّة...

يندرج معرض "ممر" ضمن الأنشطة السنوية للرابطة التونسية للفنون التشكيلية التي ترأسها الفنانة وصال بن سليمان. وتتوزع هذه المواعيد ما بين المعارض الفنية والندوات الفكرية المستجدة في المجال الفني التشكيلي...
وفي سياق الاعتراف بمسيرته وبإضافته للمشهد الفني التونسي، تمّ تكريم روح الفنان الراحل الطيّب بالحاج أحمد (1949-2022) بمناسبة ذكرى وفاته الثانية. وقد نظمت الرابطة التونسية للفنون التشكيلية بالتعاون مع مندوبية الشؤون الثقافية بسوسة بالتعاون والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومتحف الفن المعاصر الطيّب بالحاج أحمد يوما دراسيا حول " فنّ النّحت المعاصر بين القيم الجمالية ورهانات الفضاء اليومي المعيش " . ومما جاء في ورقة الندوة "... لقد مارس الطّيب بالحاج أحمد العديد من المواد النبيلة مثل الرخام والمرمر، كما مارس العديد من المواد الفقيرة مثل " الخردة " ونفايات المصانع وبقايا الحرب العالمية الثانية، كما في مثال القبّعات العسكرية التي رحل أصحابها من الجنود فأصبحت بين أنامل الفنان سَلاحف وديعة تدب على الأرض، تبشّر بالسلام وتسهم في إعمار الحياة وتبث الحركة وتنشر حثيث الكائن على أديم الأرض (شاطئ بوجعفر، 2001). والمهمّ بالنسبة له ليست طبيعة الخامة أو قيمتها الاستعمالية الأولى، بل التحوّلات التي يمكن أن تحتملها وما يمكن أن تصبح عليه من قيم جماليّة وما قد تتلبّسه من حالات انفعاليّة تعكس تطلّعاته الخاصة ورؤيته إلى مستطاع الأشياء. وفي مثل هذه التجربة، يقاوم النّحات من خلال الحديد صلابة المحيط ومفارقاته ومن خلال الخشب تخشّبَ الحياة في الشكل... وكأن شرايين الفنّان تتّصل بألياف الخشب وتمرّر إليها نسغ الحياة من جديد وتغذّيها من روح الإنسان، عندما يتحرّك على الأرض بحثا عن إشراقة لحظة كونيّة خاطفة تختزل شموليّة العالم.لكنّ الخامة متغلغلة، هي الأخرى، في نسيج المعيش اليومي. لذلك، احتاج الطّيب بالحاج أحمد إلى مراجعة علاقة فنّ النّحت بالبيئة والاستفادة من العناصر المكوّنة للمحيط..."

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115