بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في منذ بدء الحرب يوم7 أكتوبر المنقضي 25700 فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 63354 ألف في حصيلة كارثية للحرب الدامية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة. ووفق تقارير تستمر تداعيات مقتل 21 جنديا إسرائيليا في غزة خلال عملية للفصائل الفلسطينية في ضربة موجعة تكبدها الإحتلال وأربكت حساباته وزادت من التوتر الداخلي المخيم على الشارع الإسرائيلي . وبالتزامن مع الهجوم البري الذي يشنه جيش الإحتلال في قطاع غزة شهدت مدينة خانيونس تصعيدا عسكريا كبيرا بعد الضربة الموجعة التي تلقتها القوات الإسرائيلية ممّا ينبئ أن المشهد المقبل سيشهد تطورا كبيرا في وقت تسير فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بوساطة قطرية مصرية وبمبادرات أوربية بنسق حثيث بهدف وقف الإبادة الجماعية التي يشنها الإحتلال .
ونزح آلاف الفلسطينيين، من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، لمدينة رفح ودير البلح تحت القصف الإسرائيلي المتواصل للبحث عن مأوى آمن.وأفاد شهود عيان ، وفق وكالة الأنباء الألمانية '' د. ب. أ''، بأن آلاف الفلسطينيين نزحوا من المناطق الغربية لمدينة خانيونس باتجاه مدينة رفح، حيث تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكّد الشهود أن جيش الإحتلال الإسرائيلي قتل عشرات من الفلسطينيين، سواء أثناء تحركهم نحو مدينة رفح أو داخل الخيم التي أقاموها للمأوى.وأوضح الشهود أن سكان مدينة خانيونس يعيشون حالة من الذعر والهلع، حيث يسعى السكان إلى البحث عن مأوى آمن لحماية أنفسهم في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.وقال الشهود إن جيش الإحتلال الإسرائيلي يحاصر جامعة الأقصى بمدينة خانيونس والتي تضم مئات النازحين وتسعى لتهجيرهم لمدينة رفح.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مقتل ثلاثة نازحين وإصابة اثنين آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف البوابة الشمالية لمقر الجمعية في مدينة خانيونس.وتشهد مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة تكثيفًا للهجمات الإسرائيلية على المدينة ، اعتبرت هي الأعنف منذ بدء القتال.ودارت في مناطق مختلفة في المدينة اشتباكات ومعارك عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، بعد توغل الجيش لمناطق مختلفة بمدينة خانيونس.وخلال الـ 24 ساعة الماضية قتل جيش الإحتلال الإسرائيلي 195 فلسطينيا في 22 هجوما ضد العائلات الفلسطينية.
اشتباكات وتصعيد
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن مجمع ناصر الطبي في خانيونس تم عزله من قبل الجيش الإسرائيلي، وأضافت الوزارة أن الإمدادات الطبية والغذائية والوقود بدأت تنفد، وأن نحو 400 مريض غسيل كلى لا يستطيعون الوصول إلى المجمع وتلقي العلاج.وبينت الوزارة أن مئات الإصابات والمرضى وحالات الولادة تواجه مضاعفات خطيرة.
وتتعرض خانيونس لقصف مكثف من قبل القوات الإسرائيلية المتوغلة وسط المدينة، وهو ما أجبر آلاف السكان على النزوح باتجاه مدينة رفح.وفي حين اندلعت اشتباكات مع الفصال المسلحة الفلسطينية أمس الأربعاء في محيط مستشفى ناصر، قال مسعفون إن مئات المرضى وآلاف النازحين حوصروا داخل المستشفى بسبب اشتداد وتيرة القتال.من جهتها، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن المدنيين الجرحى في خان يونس لن يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الفورية أو الطارئة، مع اشتداد القصف واقترابه من المناطق المحيطة بالمستشفى.
وقالت إن موظفيها محاصرون داخل مستشفى ناصر مع نحو 850 مريضا وآلاف النازحين، موضحة أنه إن المستشفى يمثّل أحد آخر مستشفيين في جنوبي غزة، قادرين على معالجة المصابين بإصابات بليغة.كما أكدت وسائل إعلام محلية أن كثافة النيران تحول دون دخول سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
جهود صعبة لوقف إطلاق النار
وفي سياق متصل نفى مصدر فلسطيني، أمس الأربعاء، التوصل لأي اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل بشن صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مؤكداً بالوقت ذاته، أن المباحثات مازالت متواصلة وفق الاناضول . وقال المصدر المطلع على مجريات المفاوضات: "لم يتم التوصل لأي اتفاق مبدئي أو نهائي بشأن تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف: "المفاوضات مازالت متواصلة وحماس تريد صفقة شاملة يتم بموجبها وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من القطاع".
وفي وقت سابق ادعت وسائل إعلام دولية أن "حركة حماس وإسرائيل وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للأسرى الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، خلال هدنة تستمر شهرا"، فيما لم يصدر تعليق فوري من الأطراف المعنية.وأوضح المصدر الفلسطيني أن "حماس تدرس المقترحات التي تلقتها بالفترة الأخيرة ولم تقدم رداً نهائياً عليها بعد".وأوضح أن هناك نقاط تقارب بين الطرفين "لكنها لا تعني الاقتراب من بر الأمان".
وأضاف: "المفاوضات مازالت تحتاج إلى وقت إضافي حتى تتوصل إلى نتيجة يمكن أن يُبنى عليها".ورأى أنه يمكن أن تحدث انفراجة قريبا "فالأمر ليس مستحيلا" ومجريات المفاوضات أصبحت أكثر تسارعا في الأيام الأخيرة.وبشأن عرض إسرائيلي قيل عبر إعلام دولي أن "حماس" تلقته ويتعلق بإبعاد قادتها لخارج قطاع غزة، قال المصدر الفلسطيني: "هذا العرض قدم في وقت سابق وتم رفضه وهناك عرض جديد الآن".
وعن تفاصيل العرض الجديد، أضاف: "يتعلق بهدنة لفترة محدودة تستمر عدة أسابيع أو شهر يتم خلالها تبادل للأسرى وبعد ذلك ندخل بوقف شامل للحرب".
وتوقع المصدر أن ترفض "حماس" هذه الصيغة من العرض حال "عدم وجود ضمانات حقيقية بوقف الحرب كليا بعد انتهاء فترة الشهر"، دون توضيح طبيعة هذه الضمانات.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، إن هناك عرضا إسرائيليا لعقد صفقة محتملة مع حماس دون الكشف عن تفاصيله.فيما قالت هيئة البث الحكومية، إن العرض يتضمن "إطلاق سراح المخطوفين من غير الجنود، ووقف إطلاق النار لفترة طويلة، وانسحابا تكتيكيا للجيش الإسرائيلي من عدة مناطق في قطاع غزة، وإطلاق سراح سجناء أمنيين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
وتجري المفاوضات من خلال قطر ومصر، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، كما يجري بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جولة بالمنطقة في الوقت الراهن تشمل القاهرة والدوحة وتل أبيب.
والثلاثاء، أكد متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن جهود الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل ما زالت جارية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرا إلى أن الكثير من التقارير التي تنشر حول تلك الوساطة "مغلوطة".ولم تعلق "حماس" رسمياً على العرض الإسرائيلي أو مجريات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
من جهة أخرى تظاهر إسرائيليون، أمس الأربعاء، للمطالبة بإبرام صفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية بغزة، فيما تجمع آخرون في الطريق المؤدي إلى معبر "كرم أبو سالم" احتجاجا على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع .
ومن جانب آخر تظاهر عشرات الإسرائيليين في الطريق المؤدي إلى معبر "كرم أبو سالم" للمطالبة بعدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.