عنوانه من قصيدة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في تأكيد على ملحمة المقاومة والاستماتة من أجل الحياة. مهما يكن الطوفان عنيفا "ستقوم الشجرة والأغصان ... ستنمو ضحكات الشجرة... في وجه الشّمس... وسيأتي الطير" ...
في انخراط في مسار الالتزام والعمق الفني والفكري، اختارت مؤسسة كمال الأزعر للثقافة والفنون استهلال موسمها الثقافي لسنة 2024 بمعرض استثنائي وملتزم يحمل عنوان "الشجرة والطوفان". وقد تم افتتاح المعرض نمسا أمس الأربعاء 24 جانفي ليتواصل إلى غاية 24 مارس 2024 في المركز الفنّيB7L9 (البحر الأزرق- المرسى).
كيف نصمد بعد الطوفان؟
من فلسطين التي إليها ينتمون وفي حقائبهم يحملون ذكرياتها وذاكرتها، يحطّ سبعة فنانين فلسطينيين الرحال في تونس ليؤثثوا المعرض الجماعي "الشجرة والطوفان". وهم : فراس شحادة ودينا عمرو (بنت امبارح) ووليد الواوي ونيريان كيوان ودينا نظمي خورشيد وسارة الرشق وشادي حبيب اللّه.
سواءً كان هؤلاء الفنانين السبعة من فلسطينيّي الشّتات حول العالم أو المقيمين في الأراضي المحتلة، فإنّ كلّ منهم يقدّم رؤية متفرّدة، ويخوض في مواضيع أساسية مثل "الذاكرة" و"المكان" و"الخيال" و"الإدراك" للحياة اليومية.
وتتنوّع الأعمال المقترحة على جمهور المركز الفنّيB7L9 ما بين التنصيبة الفنية والفيديو والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والرسم... وتدور أعمال المعرض في فلك أسئلة جوهرية حول ما يحدث بعد العاصفة؟كيف نتذكر ؟ كيف ترتسم علاقتنا بالمكان؟ كيف ونصمُد لتستمرّ الحياة؟
ويعتبر المركز الفنّي B7L9 أول مركز فنّي خاص مستقل من إنشاء مؤسسة كمال الأزعر للثقافة والفنون في تونس في سنة 2019 ويقع في الضواحي الشمالية للعاصمة في منطقة شبه ريفية. ويقترح برنامجا سنويا متكاملا من الفعاليات الفنية والثقافية التي يمكن للجميع متابعتها مجانا.
عروض تفاعلية وومضات من الذكريات
تمثل الذاكرة والمكان محورين أساسيين في هذا المعرض الذي يضم سبعة فنانين فلسطينيين تتراوح علاقتهم بفلسطين بين التعقيدات الناجمة عن البعد عن الوطن الذي يفرضه الشتات والعنف والشعور بالغربة والاحتلال علاوة عن مختلف التحديات التي تفرزها الحياة اليومية العادية.
لا يهدف معرض "الشجرة والطوفان" إلى "تبسيط الصورة المعقدّة لفلسطين. بل على العكس، فهو ملتزم بالتأسيس لاستكشاف معمّق لمختلف درجات وتفرّعات التجارب الفلسطينية. كما يطمح إلى أن يكون حيّزا ملائمًا لظهور نقاشات ونقاط اتصال جديدة، حيث يتمثّل الإنتاج المشترك للذاكرة والأماكن من خلال وسائط وأساليب فنية متعدّدة. عبر إبراز قصص شخصية وعروض تفاعلية وومضات من الذكريات، ينسج معرض "الشجرة والطوفان" حبكة معقدة تتشابك فيها الحياة اليومية مع الجماعة. تتجاوز هذه المقاربة الفنيّة الحدودَ المعتادةَ للعروضِ لتقدّم مساحة للتعبير تختلط فيها الأصوات الفردية فتُشكِّل نسيجا سرديا حيا وغنيا".
يجد نضال الشعب الفلسطيني تعبيرًا فريدًا وسط هذا الحدث الفني، لأنّ الفنانين يعبّرون، من خلال إبداعاتهم المختلفة، عن صمودهم في مواجهة الصّعاب ويتطلّعون، رغم كلّ شيء، إلى مستقبل مليء بالأمل.