لا يوحي المناخ السياسي العام بوجود مؤشرات أو مظاهر اهتمام بهذه الاستحقاقات، وينتظر تنظيم انتخابات رئاسية في أواخر هذه السنة، فهل توجد مؤشرات واضحة على حسن الاستعداد لهذه الانتخابات كما كان الحال في السنوات الماضية.
يحرص «ائتلاف صمود» على القيام ببعض المشاورات مع عدد من الشخصيات لطرح مرشح موحد يمثل القوى الديمقراطية ويحمل برنامجا إصلاحيا على جميع المستويات.
وقد تعرض حسام الحامي المنسق العام لـ«ائتلاف صمود» في تصريح لـ «المغرب» إلى المناخ السياسي السائد اليوم الذي وصفه بالسلبي وقال أنه بعد صدور دستور 2022 أصبح هناك اختلال في التوازن بين السلط ما أفرز منظومة سياسية غير ديمقراطية ، برلمان «ضعيف» وقضاء خاضع ومراسيم تضرب مناخ الحريات وتزج بالصحفيين والنقابيين والسياسيين والمدونين في السجن وهو ما يجعل من العملية السياسية غير سلسلة وتعطل المسار الانتخابي، كل ذلك يزيد من ضبابية المشهد حسب الحامي امام غياب اي مؤشر حتى وان قدمت هيئة الانتخابات بعض التواريخ في علاقة بالانتخابات الرئاسية معتمدة على انتهاء المدة الرئاسية.
وأضاف منسق الائتلاف أن القانون الانتخابي في حد ذاته متناقض مع نص الدستور في وهو ما يتطلب تنقيحا دون المساس من شروط الترشح أو كل من من شأنه التضييق على المترشحين لكن لا بوادر إلى حد الان عن ذلك مع العلم ان اللعبة الانتخابية تقتضى اجراء تغيير او تنقيح قبل الدخول في السنة الانتخابية وبالتالي اليوم هناك تأخير على مستوى الاستعداد بطريقة جيدة لهذه الانتخابات.
هذا بالإضافة إلى عدة نقاط أخرى وفق نفس المتحدث على غرار هيئة الانتخابات التي لا تتماشى مع دستور 2022 ، غياب المحكمة الدستورية يطرح إشكال كبير، فضلا عن وجود اغلب المترشحين والخصوم او المنافسين السياسيين اما في السجن أو ضدهم تتبعات قضائية . كل ذلك يجعل من المناخ العام غير نقي .
كما يعتقد «ائتلاف صمود» انه من واجب الطبقة الديمقراطية تقديم برنامج إصلاحي وترشيح من يسعى للقيام بذلك عن طريق ممثل موحد لكل القوى الديمقراطية ليطرح البدائل على جميع المستويات قادرة على إقناع صاحب السيادة الأصلي وهو الشعب التونسي.
هنا يوضح حسام الحامي ان ائتلاف صمود غير معنى بالترشح لأي استحقاق انتخابي ولا يطرح نفسه كبديل لكنه يعتبر ان كل الطيف الديمقراطي معنى بالسباق الرئاسي، وهو مع طرح او الاتفاق حول مرشح موحد يقدم برنامج إصلاحي يعيد النظر في المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كل ذلك في ظل مناخ سياسي سليم يعطي نفس الفرص للجميع ووجود هيئة انتخابات منتخبة وإطلاق سراح السياسيين المعنيين بالسباق الانتخابي ومواصلة مقاضاتهم وهم في حالة سراح ، مضيفا ان الفكرة مطروحة على منتدى القوى الديمقراطية وتنسيقية القوى الديمقراطية التقدمية والحزب الجمهوى ومختلف الشخصيات والمنظمات الديمقراطية... إلا جبهة الخلاص.
كما صرّح الحامي أن النقاشات في هذا الإطار متواصلة لكن مع التروي ودون الإعلان عن إي أسماء نظرا لوجود استهداف للأشخاص الذين ابدوا رغبتهم آو أعلنوا عن نيتهم في الترشح كما حدث للبعض منهم في الآونة الاخيرة.
من جهة أخرى يعمل الائتلاف خلال هذه الفترة على طرح فكرة نقاش وطني حول «اي نظام سياسي يريده التونسي يكون قادرا على تغيير الواقع بعد التجارب السابقة