بالشراكة مع مسرح الاوبرا في تكوين قاعدة جماهيرية تهتم بمسرح الهواية، المهرجان عبارة عن مساحة لاكتشاف مواهب مسرحية من جهات تونسية مختلفة، وينفتح المهرجان في كل دورة على الجهات ويقدم اعمال الهواة في قاعات مجهزة تقنيا ليلعب الممثل ويحمل معه خبراته الى جمهور المهرجان.
مهرجان مسرح الهواية تجربة فنية تنفتح على الجهات وتعرّف بانتاجات نوادي المسرح وكذلك الجمعيات المدافعة عن حق الهواية في البقاء رغم كل الصعوبات المادية التي يعيشها هذا الفن، لازال هناك مسرحيين يؤمنون ان الهواية هي الاصل ومن تعلّم المسرح في الهواية نجح في الاحتراف وترك بصمته في الفن الرابع.
الجمهور عنوان للنجاح
يحتفون بالهواية لأنها عنوان البداية، يحتفون بالهواية لدورها في التكوين والتدريب والاحتفاء بالمسرح والمسرحيين، قطب المسرح يفتح ابوابه كل سنة في شهر الجانفي لتقديم ابداعات الهواية "اعترافا بدور الهواة في الجهات في تاثيث مشهد مسرحي مغاير، وفي القطب نعمل توفير الفرصة لأبناء الداخل التونسي ليقدموا عروضهم في قاعات مجهزة تقنيا وامام جمهور مختلف، كما نختار العروض حسب نقاط واضحة وهي الجمالية والفكرة والطرح المسرحي بالاضافة الى التمثيل الجهوي المتنوع والثري" حسب تعبير الشادلي العرفاوي المسؤول عن البرمجة في قطب المسرح.
ونجحت الدورة الرابعة للمهرجان في ارساء ثقافة الفرجة وقاعدة جماهيرية فكل العروض نجحت جماهيريا واصبح المهرجان قبلة للباحثين عن فرجة مسرحية مختلفة وصادقة، لان الهواية منبع للصدق والتجريب والتجديد.
صابر السالمي: مسرح الهواية مساحة للتكوين والخلق
مثّل القيروان، تحديدا دار الثقافة بوحجلة وعلى الركح لعب الرواد بحرفية الكبار، في مسرحية "الشريط الاسود" تميز الممثلين وقدموا لجمهور المدينة افضل العروض المسرحيةو اكثرها صدقا، للمغرب تحدث مخرج العمل صابر السالمي بالقول " مسرح الهواية تجربة رائدة في التكوين والخلق الابداعي، بعد تجربتي لثلاثة اعوام في مسرح الهواة كونت لدي قناعة بمستقبل هذا المسرح و المستقبل الشباب الذي يعمل في صمت بعيدا عن الاضواء رغم الصعوبات لكنهم كانوا ينتظرون اللحظة التي تجمعهم بالمسرح باعتبار ان المسرح فسحة لتوسيع دائرة الخيال".
رواد نادي المسرح دار الثقافة بوحجلة تميزوا على الركح وقدموا عرضا مشحونا بالنقد ولعبوا بمهارة ليقنعوا الجمهور ويؤكدوا ان المسرح فعل متواصل للمقاومة ومن العدم تولد الابداعات فمسرح الهواية هو مسرح مغامرة باحثا دائما عما هو جديد لان الفنان الهاوي يحمل على عاتقه مهمة البحث و الخلق و الإبداع، عالم الهواة مساحة نكتشف فيها الطاقات ونقطة انطلاق لتطوير المواهب حسب تعبير الممثل والمؤطر صابر السالمي.
ايمن طهاري: الهواة يصنعون جماليات متنوعة
من مؤسسة عمومية هي دار الثقافة الى جمعية تعتبر مرجعا في مسرح الهواية ولها انجازاتها ونجاحاتها، جمعية "ميميزا" بتازركة كلما شركت في تظاهرة لمسرح الهواية سرقت الاضواء وحققت انتصاراتها الصغرى والمميزة، اخر الاعمال شارك في مهرجان مسرح الهواية كان بعنوان "بارتيرو" مسرحية تنقد واقع الفنان في تونس ومنه تنقد المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعانيها المواطن في تونس.
المرح في تازركة من ولاية نابل انطلفت التجارب منذ التسعينات لكنها كانت محتشمة ومحدودة وتعتبر البداية الحقيقية لمشهد مسرحي ينشط في مجال الهواية منذ العام 2012 بتاسيس جمعية "ميميزا" التي قدمت العديد من الاعمال الجادة "منذ تاسيس الجمعية اكتشف الجمهور مسرحيات ذات قيمة وجدوى فنية وخطاب فكري يخاطب العقل و الوجدان ليرتقي بالذوق العام و يطرح مواضيع تمس المواطن في كافة تمفصلات حياته : أحلامه و إنتكاساته ، إحباطاته و آماله المعلقة بأسلوب كوميدي ساخر بالإعتماد على الكاريكاتور و في مسرحيات أخرى تم الإعتماد جمالية المسرح البريشتي وقتها الجمهور إكتشف و تمتع وقدمت الجمعية اعمل مثل فرحة الحياة ودادا وفي انتظار غودو وبارتيرو" كما صرح ايمن طهاري مخرج "بارتيرو" للمغرب.
ويضيف محدثنا " التكوين هو الاساس لذلك توجهت الجمعية الى التكوين حتى يتعلم الممثل المسك باليات الشخصية وكيفية تقديمها امام الجمهور، وهو سبب نجاح ميميزا في نابل وتونس عموما، اذ اصبح للجمعية صدى وطني بفضل نجاح الاعمال والجوائز المتحصلة عليها.
يعيش المسرحيين العديد من الصعوبات والمشاكل ولمسرح الهواية نصيبه منها وحسب ايمن طهاري يتلخص مشكل مسرح الهواية في نقطتين: الاولى ضرورة اعادة النظر في البنية التحتية للمؤسسات ودور العرض التي تفتقر لابسط مقومات العرض المسرحي وثانيا مشكل الدعم فمتطلبات الانتاج اصبحت باهضة بينما منحة دعم الاعمال الهاوية قليلة مقارنة بالاحتراف.
وختم الطهاري تصريحه بالقول "نحن نحلم، ومتمسكين بحقنا في تحقيق احلامنا ندافع عن مسرح الهواية ليكون منارة لتغيير العقلية والدفاع عن الذوق العام".