بورتريه: لبنى مليكة سفيرة تونس في المهرجان العربي للمسرح ببغداد زهرة برية تونسية العبق تراهن على النجاح في بلاد الرفدين

احبت المسرح واختارته هاجسا للإبداع والالتزام،

من هذا الفن العظيم تعلمت ابجديات الحلم والتمسك بالحق للوصول الى اعلى مراتب النجاح، اختارت المسرح عن وعي، لعبت، مثّلت ودرّست، تميزت، حلمت، نجحت وبعد اعوام من المثابرة صعدت سلم النجاح المسرحي ليكون اسم لبنى مليكة علامة فارقة في المشهد المسرحي التونسي تمثيلا ثم اخراجا، فهي العاشقة للفن الرابع والمؤمنة بضرورة الالتزام بكل دور وشخصية حتى تحقق ما تصبوا اليها وتقنع الجمهور انها حقيقية حد الصدق والالتزام بالشخصيات التي لعبتها طيلة اعوام.

لبنى مليكة ممثلة تونسية، سيدة عاشقة للمسرح، فنانة ملتزمة بفنها وبكل القضايا الانسانية التي تبنتها وقدمتها على الركح، لبنى مليكة اسمك نحت بالكثير من الصدق والاجتهاد في عالم فني مفتوح وفضاء ابداعي جد صعب، فالمسرح مساحة للعب والصدق، مساحة للكثير من التعب والجهد وستكون لبنى مليكة ممثلة تونس ضمن الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي وتنافس مليكة بمسرحية "حلمت بيك البارح" على جائزة "صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي" في بغداد وتمثل المسرحية تونس بالاضافة الى "غدا وهناك" اخراج نعمان حمدة مع 13مسرحية عربية .

التمثيل التزام والالتزام نتيجته النجاح

هي الهادئة كما حقول الخزامى الرائعة والصاخبة كأمواج المتوسط المتلاطمة، تونسية جدا، احبت وطنها فدافعت عنه بالمسرح، فنانة ملتزمة بقضايا الحرية والعدالة، تدافع عن حقوق المرأة عبر فنها فانخرطت لأكثر من مرة مع الجمعيات الحقوقية وقدمت العديد من الورشات المسرحية لمن يريدون ايصال اصواتهم لحرة عبر الفن فولدت مسرحية "تركة" التي اشرفت على تاطيرها لبنى مليكة وأنجزتها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، كما انها تقوم بتصميم وتسيير ورشات مسرحية للأطفال والمراهقين·ات في المدارس الابتدائية وفي مقر جمعية الشارع فن منذ 2020، فلبنى مليكة ممثلة ملتزمة بكل القضايا الكبرى، فنانة تعرف ان الفن سلاح اختارته عن وعي لتكون صوت المستضعفين والحالمين.
ممثلة عاشت الكثير من الشخصيات وعايشتها بصدق واحتراف، هي تلميذة الكبيرين فاضل الجعايبي وجليلة بكار، ابنة المسرح الوطني انطلقت معه في اول تجاربها منذ العام 2001 ومن جليلة بكار تعلمت الالتزام والصدق في اختيار لشخصية ومن فاضل الجعايبي تعلمت ان الشخصية هي مرآة الممثل والمسرح ليس مجرد عمل بل التزام بالفكرة لانه عالم صعب المراس وعلى من يختاره ان يتزود بالمعرفة والرغبة الصادقة في التميز وعلى الممثل ان يكون حقيقيا ليصل الى متابعي هذا الفن والمهتمين به، وطيلة اعوام من العمل نجحت مليكة في كتابة اسمها باحرف من حب وذهب في اعمال المسرح الوطني والسينما ونجحت في الحصول على جائزة افضل ممثلة في تظاهرة "الخروج الى المسرح" عن دورها في مسرحية "حلمت بيك لبارح" وهي نصها واخراجها وتمثيلها ايضا.

ممثلة ناجحة احبت المسرح واحبتها الكاميرا

لبنى مليكة ممثلة مسرحية وفنانة احبت المسرح ومارسته تمثيلا وتدريسا ونجحت في اختياراتها التمثيلية وشخصياتها، عاشقة دائمة لهذا الفن، ممثلة لا تتخيل نفسها خارج الخشبة او خارج هذا الفن الساحر والمتعب، عن اختياراتها الدائمة تقول " طبعا اختار المسرح، هو عالمي الذي أسكنه بكل جوارحي وأنتمي إليه بكل حب. لا أجرؤ حتى على تخيّل نفسي خارج المسرح" فالمسرح دينها وديدنها، مساحتها للعب والحرية والنجاح.
تختار شخصياتها بدقة، وتلعب بشغف طفلة، كل الشخصياتها كانت ناجحة، فلكل شخصية ابعادها النفسية والعاطفية والفكرية تدرسها الممثلة جيدا قبل تقديمها، هي تؤمن ان الشخصية مرآة روح الممثل فتشحنها بطاقة من التجريب والتجديد، لبنى مليكة نجحت في شخصيات صعبة المراس وابدعت امام قامات المسرح في تونس على غرار جليلة بكار وفاطمة بن سعيدان وتميزت امام الجيل الجديد وكانت ملاذ الحالمين ليتعلموا منها حبّ هذا الفن، هي العاشقة لاشعار محمود درويش وتعتبره صديقا انطلاقا من قراءاتها الدائمة لنصوصه ومن كلماتها اصرت على النحاج وعملت كثيرا بقوله:

سأصير يوماً ما أريد..
سأصير يوماً طائراً،
وأسلّ من عدمي وجودي..
كلّما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة، وانبعثت من الرماد..
أنا حوار الحالمين،
عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى،
فأحرقني وغاب..
أنا الغياب..
أنا السماويّ الطريد
ولبنى مليكة ممثلة احترفت المسرح واحبتها الكاميرا، في رصيدها الكثير من الشخصيات الناجحة والأعمال المميزة في المشهد المسرحي التونسي على غرار "خمسون" (2005)، و"يحيى يعيش" (2009)، و"عنف" (2015)، و"خوف" (2017)، و"فويتسيك" (2019) واخرها "حلمت بيك البارح" (2023). و "بلا عنوان" اخراج مروى المناعي وسيقدم عرضها الاول في 7جانفي 2024 وهي من انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية باريانة.
وأمام الكاميرا تميزت مليكة بدورها في الاستاذ (2021) كما ابدعت بتجسيدها لدور السيدة في فيلم "السيدة المنوبية" (2014) وهي المحبة للتصوف ولعوالم المتصوفين والعاشقة الدائمة لجلال الدين الرومي والحالمة فقط بالرقص معه والانتشاء بالموسيقى وحرية جسد الراقص " اود لقاء جلال الدين الرومي، لا اريد التحدث معه، اريد فقط الرقص معه" كما صرحت في وقفتها للعربي الجديد، فلينى مليكة شعلة امل وصدق هي زهرة برية تونسية العبق والتاريخ، فنانة حالمة تصعد سلمّ النجاحات بثقة وحبّ.

 

حلمت بيك مسرحية تطرح العنف في العصر الراهن:

تنافس المخرجة والممثلة لبنى مليكة على جائزة السلطان القاسمي ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تحتضن فعالياته دولة العراق وتنظمه الهيئة العربية للمسرح.
"حلمت بيك مسرحية تقوم على السؤال، أن تغطس بالسؤال لا بإمكانيات الإجابة. لأن الإجابة تستحيل أن تكون كلّاً متكاملًا متناسق الحواف والأشكال. تتداخل الحدود وتتلاشى شيئًا فشيئًا كضوء في العتمة، كقنديل بحر في الماء، كابن داخل جسد أم. لكن هل ينطبق ذلك على المعتدي والضحية؟" والمسرحية من اداء لبنى مليكة وابراهيم جمعة وهي من انتاج المسرح الوطني التونسي.

مساعدة إبداعية: آية طرابلسي
موسيقى أصلية: جهاد خميري
توضيب الإنارة: فيصل بن صالح
توضيب الصوت: صابر القاسمي
توضيب الرّكح: لطفي الجبالي - غسّان الستّي
توضيب الملابس: مروة منصوري
مكلفة بالإنتاج: فاتن الجوادي
توضيب إنتاج : رضوان بوليفة
إنتاج: المسرح الوطني التونسي 2023

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115