مقارنة بعام 2022، وهو أكبر انخفاض منذ تفشي الجائحة وفقا لبيانات البنك الدولي الذي يرجح من المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأولية بشكل عام بنسبة 4.1% خلال عالم الحالي . ومن المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الفلاحية في السنة القادمة مع ارتفاع الإمدادات، كما من المتوقع أن تنخفض أسعار المعادن الأساسية بنسبة 5% في عام 2024 ،وقد إختلفت توقعات اتجاهات الأسعار خلال العام الحالي لارتباطها بعوامل مناخية من جهة و تطورات النمو الاقتصادي لأهم الدول علاوة على التطورات الجيوساسية .
النفط يرتفع مع بداية العام الجديد...
وقد إنطلقت أسعار النفط بالصعود مع بداية العام الجديد ،حيث ارتفعت أسعار النفط نحو 2% خلال تعاملات يوم أمس الثلاثاء 2 جانفي 2024 مع تزايد التوترات الجيوسياسية والمخاوف من تعطّل الإمدادات العالمية ، وقد إرتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مارس 2024، بنسبة 1.97%، لتصل إلى 78.56 دولارًا للبرميل. وشهدت أسعار النفط الخام تقلبات قوية، وتراوحت بين 70 و96 دولارًا للبرميل (خام برنت)، إذ كانت حائرة بين تخفيضات تحالف أوبك+ الداعمة لارتفاعها من جهة، والمخاوف الاقتصادية التي ضغطت على الطلب من جهة أخرى.
وتشير توقعات الأسعار خلال العام الحالي للنفط الى بلوغ 81 دولارًا للبرميل في المتوسط في السنة القادمة مع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي بحسب توقعات البنك الدولي كما ذهبت توقعات أخرى على غرار وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني إلى بلوغ متوسط أسعار النفط نحو 80 دولارا للبرميل لسنة 2024 من جهتها خفضت مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» لسعر خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بنهاية العام المقبل إلى 75 دولارا و70 دولارا للبرميل على الترتيب بالمقارنة مع 85 دولارا و80 دولارا في تقديرات سابقة، وتوقعت أن يبلغ الطلب على النفط ذروته قريبا من 2026.
وعلى خطى مماثلة خفض بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس، توقعاته لأسعار النفط الخام عالميا ، بسبب ما قال إن تباطؤ النمو على طلب الخام سيطغى على الأسواق ، على الأسواق.وذكر البنك أن متوسط سعر برميل برنت سيتراوح خلال العام الجاري، بين مستوى 70 - 90 دولارا، نزولا من توقعات سبتمبر الماضي البالغة 80 - 100 دولار للبرميل.
تراجع في اسعارالمعادن بنسبة 5%..
وتذهب تقديرات البنك الدولي إلى أن أسعار السلع الأولية ستنخفض بوجه عام بنسبة 4.1% في سنة 2024 . ومن المتوقع أيضا أن تنخفض أسعار السلع الزراعية في السنة القادمة مع زيادة الإمدادات. كما من المتوقع أن تنخفض أسعار المعادن الأساسية بنسبة 5% في 2024. ومن المتوقع أيضا أن تستقر أسعار السلع الأولية في 2025 وقد أشار البنك الى أن آثار الصراع على أسواق السلع الأولية العالمية محدودة حتى الآن. وارتفعت أسعار النفط بوجه عام بنحو 6% منذ بداية الصراع. ولم تتعرض أسعار السلع الزراعية ومعظم المعادن والسلع الأولية الأخرى لتأثير يُذكر.
وقد قال البنك الدولي ضمن نشرة "آفاق أسواق السلع الأولية " انه في حال إذا تصاعد الصراع لقائم بين فلسطين و إسرائيل فعلى واضعي السياسات في البلدان النامية اتخاذ الاحتياطات أو الخطوات اللازمة للتعامل مع الزيادة المحتملة في التضخم العام. ونظرًا لمخاطر تفاقم انعدام الأمن الغذائي، على الحكومات أن تتجنب القيود التجارية مثل فرض الحظر على تصدير المواد الغذائية والأسمدة. وغالبًا ما تقود هذه التدابير إلى تفاقم تقلبات الأسعار وزيادة انعدام الأمن الغذائي.
توقعات بإرتفاع أسعار الغذاء....
كما تذهب تقديرات حول اسعار الغذاء الى حدوث ارتفاع في أسعار الغذاء وتغير المناخ حيث رجّح عدد من المحللين والتجار تعرُّض أسعار الغذاء في 2024 لصدمات الإمدادات المختلفة ،حيث من المتوقع أن تواجه الأسواق العالمية للحبوب والبذور الزيتية نقصاً في الإمدادات ، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز. ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه ظاهرة النينيو في تفاقمها، والتي نتج عنها انتشار الجفاف في القارة الآسيوية خلال 2023؛ الأمر الذي يشكّل خطورة على إمدادات الأرز والقمح وزيت النخيل في بعض أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية والمستوردة لها أيضاً، في النصف الأول من 2024.
وقد ذكرت وكالة “رويترز” خلال العام 2024 ،وسط طقس معاكس بسبب ظاهرة النينيو والقيود على تصدير هذه المواد ، وزيادة تفويضات الوقود الحيوي .
وكان متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لأسعار الأغذية بلغ 120.4 نقطة في نوفمبر المنقضي ، إذ عوضت زيادات مؤشرات أسعار الزيوت النباتية ومنتجات الألبان والسكر، الانخفاض في مؤشرات أسعار الحبوب واللحوم.
كما أشارت توقعات بيانات البنك الدولي الى أن تظل أسعار الأرز مرتفعة في عام 2024 على المستوى العالمي؛ في حال استمرار الهند فرضَ القيود على تصدير العديد من أنواع الأرز، ولأسباب أخرى مناخية وأزمات سياسية. وبرغم أنه منذ منتصف العام المنفضي بدأت أسعار القمح والحبوب مثل الشوفان والذرة تنخفض بنسبة 20% إلى 30% مع تجديد المخزونات وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة؛ إلا أن أسعار الأرز بلغت أعلى مستوياتها منذ أزمتيْ الغذاء 2007- 2008.
وفي مايتعلق بأسعار مادة السكر التي كانت قد شهدت ارتفاعا في جميع أنحاء العالم بسبب انخفاض الإمدادات العالمية، بعد أن أضر الطقس الجاف بشكل غير معتاد بالمحاصيل في الهند وتايلاند، ثاني وثالث أكبر مصدرين للسكر في العالم ويقول الباحث في أسواق السلع العالمية لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، فابيو بالميري، إن المنظمة "تتوقع انخفاضا بنسبة 2 بالمئة في إنتاج السكر العالمي في موسم 2023-2024، مقارنة بالعام السابق، مما يعني خسارة حوالي 3.5 مليون طن متري من المنتج".