بعد أن شهد نقصا فادحا في الأمطار انطلق الموسم الحالي وسط آمال بان يكون أفضل على الرغم من البداية غير الجيدة على مستوى نزول الأمطار التي خلقت حالة من التردد لدى الفلاحين لبذر أراضيهم فان الأمطار الأخيرة أعادت الرغبة في استئناف البذر في عديد الجهات وسط المطالبة بتوفير البذور.
أكد محمد رجايبية عضو المكتب التنفيذي للإتحاد التونسي للفلاحة و الصيد البحري المكلف بملف الزراعات الكبرى في تصريح للمغرب أن الكميات التي وضعها على ذمة الفلاحين تسجل نقصا في كميات البذور الممتازة وكميات الشعير فهي حسب قوله اقل من الطلبات عليها بعد تحسن العوامل المناخية، وأضاف انه لابد من الإسراع في توفير بذور القمح المعد للبذر خاصة في المناطق التي شهدت الموسم الفارط اجاحة طبيعية وهي الكاف وسليانة ونابل والأخذ بعين الاعتبار التأخر في البذر. هذا وينتهي موسم البذر موفى شهر ديسمبر الجاري. وأضاف رجايبية أن الكميات موجودة لكن الطلبات ارتفعت بعد الأمطار الأخيرة.
وتقدر المساحة المعدة للبذر هذا الموسم بنحو 1.2 مليون هكتار حسب المتحدث الذي يؤكد أن البلاد بحاجة إلى بذر اكبر مساحة ممكنة نظرا للظروف العالمية والمحلية التي تؤكد الحاجة الملحة للسيادة الغذائية.
كما أشار رجايبية إلى ضرورة توفير الأسمدة القاعدية التي تعد من العناصر الهامة مبينا ان الكميات الموجودة لا تفي بالحاجة.
وكان المعهد الوطني للإحصاء قد أشار في نشرية النمو الاقتصادي للثلاثي الثالث من العام الحالي الى الانعكاس السلبي للانكماش الحاد في القطاع الفلاحي على منحى النمو الاقتصادي نتيجة للظروف المناخية والجفاف السائد على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث تراجع إنتاج القطاع الزراعي بحدة مما أثٌر سلبيا على أداء الأنشطة الفلاحية وعلى وجه الخصوص موسمي حصاد الحبوب والزيتون، وانعكس بالتالي على منحى نمو الاقتصاد الوطني خلال الأشهر الأخيرة. حيث مثلت القيمة المضافة في القطاع الفلاحي مساهمة سلبية بمقدار 1.6% في نسق نمو حجم الناتج المحلي الإجمالي بحساب الانزلاق السنوي .