في دراسة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول القطاع البنكي في تونس: في انتظار تشريع يجبر البنوك على تقديم خدمات معينة مجانا، مؤشر الخدمات البنكية في ارتفاع مطرد و الحريف لا يقارن بين أسعار مختلف البنوك

• بين 2010 و2017 ارتفع مؤشر أسعار الخدمات البنكية ب 65.8%

• الحضور القوي للدولة في القطاع المصرفي لا يدفع نحو رغبة البنوك في المنافسة
• بعض البنوك تنتهك الكثير من الأحكام القانونية التي تتطلب نشر كلفة العمولات او تحديد المبلغ الإجمالي للعمولات الموظفة على القروض
• على الرغم من وجود أحكام تشريعية معتمدة منذ 2016 تهدف الى وقف زيادة العمولات البنكية وشفافية الأسعار الا ان هذه التدابير لحماية المستهلك لم تطبق بالصرامة المطلوبة

لئن يوجد في تونس 22 بنكا فان ثلثي السكان ليس لديهم حساب جاري شخصي وثلاثة من بين اربعة أشخاص ليس لديهم حساب ادخار هذا ما جاء في دراسة حول المنافسة في قطاع القطاع البنكي في تونس نشرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي أضافت ان ارتفاع العمولات هو احد الأسباب.
يقول التقرير الحديث ان أربعة مستهلكين من أصل خمسة واثنان من أصل ثلاث شركات صغرى لا يقارنون الأسعار عند فتح الحساب الجاري. وان 3% من الأشخاص و4% من الشركات الصغرى قاموا بتغيير حساباتهم خلال عام.
والقرب هو المعيار الأول لاختيار فرع لفتح حساب جاري اذ يقول ان 36% من المستهلكين و34% من المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة يعتمدون القرب لاختيار الفرع البنكي لفتح حساب جاري وان 7% فقط من الحرفاء يديرون حساباتهم عبر الانترنات .
ويتنافس موفرو الحسابات الجارية من خلال توسيع شبكات فروعهم اذ ارتفع عدد البنوك من 1774 في 2016 الى 1974 في 2020 والبريد يمكن مقارنته بالبنوك ايضا اذ كان عدد فروع البريد التونسي في 2016 في حدود 1046 و 427 دهاز صرف الي في 2021 من اجمالي 3029 جهاز صرف الي لجميع البنوك مجتمعة . وتركز البنوك على شرق البلاد لتركيز فروعهم فالبنوك اقل عددا في المناطق التي يتقلص فيها دخل الفرد فعلى سبيل المثال يوجد في الوسط الغربي 80 وكالة فقط ل 1.5 مليون ساكن اي بمعدل وكطالة واحدة لكل 18 الف و671 ساكن .
وحصة البريد التونسي من الحسابات الجارية الشخصية الأعلى على صعيد وطني، وعموما فان الحرفاء الذين يفتتحون حساب جاري بالبريد هم الاقل دخلا والذين يعيشون في المناطق الريفية.
الزيادة في الدخل للبنوك عن كل حساب جاري نتيجة الاستخدام المتكرر للحسابات اذ تفرض البنوك عموما رسوما على كل معاملة من تحويلات واستلامات والدفع عن طريق الصكوك واعادة الرمز السري لبطاقة الخدمات المصرفية. فبين 2010 و2017 ارتفع مؤشر اسعار الخدمات المصرفية ب 65.8% وبسبب هذا الارتفاع المتزايد للخدمات المصرفية نشر البنك المركزي في جانفي 2020 قائمة تضم 14 خدمة مصرفية مجانية بما في ذلك فتح وإغلاق الحساب والإيداع والسحب إلا أن هذا الإجراء غير ملزم قانونيا فقد واصلت البنوك فرض رسوم مقابل تقديمها. وأشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى انه في إطار إصلاح الشمول المالي فان الحكومة تخطط لإصدار تشريع يجبر البنوك على تقديم خدمات معينة مجانا لفئات معينة من الحرفاء.
وأشار التقرير إلى اختلاف الأسعار وان مسدي هذه الخدمات الذين يطبقون أسعار عالية لا يتم تقييدهم من قبل منافسيهم الذين يقدمون خدمات اقل تكلفة.
من جهة اخرى جاء تقرير المنظمة انه في تقرير للبنك الدولي صدر في 2021 جاء فيه ان عديد العوامل تعيق البنوك التونسية للعب دور الوسيط المالي بفاعلية وكفاءة من بينها عدم وجود مكاتب معلوماتية على القروض والصعوبات التي تواجهها
لاحترام السقف المطبق على نسبة الفائدة في اسناد القروض. من جهتها كان البنك الاروبي للانشاء والتعمير قد قال في 2018 ان الولوج الى التمويل يعترض بعوائق كبيرة أمام القطاع الخاص وهذه الصعوبات بسبب تحديد سقف لأسعار الفائدة .
ولتكون المنافسة ناجعة ينصح التقرير ان يكون المستهلك على دراية كافية لاختيار المنتج او الخدمة المقدمة مع الأخذ بعين الاعتبار المقابل المالي لها . يضيف التقرير ان الحضور القوي للدولة في القطاع المصرفي لا يدفع نحو رغبة البنوك في المنافسة.وان بعض البنوك تنتهك الكثير من الأحكام القانونية التي تتطلب نشر كلفة العمولات او تحديد المبلغ الإجمالي للعمولات الموظفة على القروض وعلى الرغم من وجود أحكام تشريعية معتمدة منذ 2016 تهدف الى وقف زيادة العمولات البنكية وشفافية الأسعار إلا أن هذه التدابير لحماية المستهلك لم تطبق بالصرامة المطلوبة. وتؤكد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان البنك المركزي اعد مسودة لتعميم تنظيم الممارسات التجارية والتسعيرة التي تضمن سلوك تجاري يخدم مصلحة الحرفاء ويضمن لهم معلومات واضحة.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115