الكرة الطائرة البطولة العربية للأندية مشاركة التّرجي مهمّة لردّ الإعتبار وفكّ العقدة

كما هو الشأن مع باقي الفرق التابعة له للمشاركة في النسخة الـ 42 من البطولة العربية للأندية البطلة التي ستقام في عمان من 17 الى 29 فيفري 2024 بما أنه هو صاحب اللقب بخصوص البطولة الوطنية، بطولة مطالب الترجي بتجديد المشاركة فيها والمراهنة على اللقب من أجل رد الإعتبار له وللكرة الطائرة التونسية على حد السواء وفك العقدة حتى لا يطول الأمر أكثر فالفريق غابت عنه التتويجات منذ نسخة 2014 ولم يستطع تجديد الموعد مع منصة التتويج رغم مشاركاته العديدة في هذه المسابقة بما في ذلك في المنافسات الثلاث اللتي أقيمت في بلادنا في 2018 و2019 و2022.
استغل الترجي الرياضي في المواسم الأخيرة التراجع المسجل في صفوف غريميه التقليديين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وفرض سيطرة على التتويجات المحلية بطولة وكأسا و"سوبر"، لكن تلك السيطرة كانت عقيمة فالفريق فشل قاريا والأمر ذاته بخصوص البطولة العربية للأندية البطلة بعد أن تخلف عن التواجد في نسختي 2021 و2023 وعجز عن التتويج في النهائيات الثلاث التي أقيمت في بلادنا وتهم سنتي 2018 و2019 اللتان بلغ فيهما النهائي وانسحابه منذ المربع الذهبي في 2022 أمام المنافس ذاته الريان القطري لذلك فإن المشاركة وردّ الإعتبار ضرورة في النسخة القادمة في عمان لفريق باب سويقة مهما كانت أسماء الفرق التي ستسجل الحضور وإلا فما الجدوى من الجهود المبذولة فيه والانتدابات التي قام بها الى حد الان والنفقات المادية التي رصدت لها.
تخلف الترجي عن النسخة الماضية من البطولة العربية للأندية التي أقيمت في مصر بداعي المشاكل المادية ولم يشارك أيضا في بطولة إفريقيا للأندية التي نُظمت في بلادنا وتوجت مولدية بوسالم بلقبها خوفا من خسارة التاج مجددا بحكم تواجد الزمالك المصري والفريق مجبر على التدارك في المسابقتين إن أراد تأكيد أفضليته وتفنيد كل ما قيل بشأنه في الفترة الماضية، الترجي غنم لقبين بخصوص البطولة العربية كانا في 2007 و2014 وبقية مشاركاته لم تكن موفقة وخسر التاج في خمس مناسبات في نهائي 1978 و1992 و2008 و2018 و2019 وهذا يظل غير لائقا بفريق في حجمه هو الأفضل محليا ويضم منتخبا بأكمله في صفوفه.
الفرصة قائمة للتدارك
سيكون الترجي أمام فرصة مواتية للتدارك فهو يملك متسعا من الوقت للإعداد كما يجب للنسخة المنتظرة من البطولة العربية للأندية وارتفاع نسق البطولة المحلية مع الدخول في مرحلة التتويج سيخدم مصلحته وسيمكنه من جاهزية هامة بدنيا وفنيا، في فريق باب سويقة توجد حاليا مجموعة متكاملة لا بد من استغلالها للعودة الى منصة التتويج عربيا وقاريا فالفترة القادمة قد يخسر فيها خدمات أكثر من لاعب ركيزة وقد تكون هناك تغييرات ان لم يستطع الحفاظ على التتويجات المحلية التي سينافسه عليها بجدية في الموسم الحالي النادي الصفاقسي العائد بقوة.
سيرتفع النسق في مشوار البطولة مع دخول مواجهات "البلاي أوف" الذي سيلاقي فيه أفضل الأندية في مقدمتها النادي الصفاقسي الذي ستساعد مواجهاته الترجي على الاعداد بجدية للمسابقة العربية في حال أكد المشاركة ولم يتخلف مجددا، الترجي كان موفقا في ودياته التي خاضها استعدادا للبطولة المحلية أمام العريقان السويحلي الليبي والأهلي القطري وهذه خطوة ايجابية له تؤكد جاهزيته للأفضل في حال سجل الحضور عربيا وقاريا في الفترة المقبلة.
يضم الترجي في صفوفه مجموعة متكاملة قادرة على قيادته نحو منصة التتويج مجددا في البطولة العربية وكلها جاهزة خاصة بالنسبة للدولية باعتبار التحضيرات الهامة التي قامت بها مع المنتخب، الفريق متكامل وقادر على كسب الرهان في فيفري المقبل ورد الاعتبار لذاته وللكرة الطائرة التونسية التي هي في حاجة إلى أكثر من إنجاز حتى تستعيد مكانتها المعهودة بعد أن فقدت منها الكثير مؤخرا.
منافسة كبيرة تنتظر الترجي في حال المشاركة
سيحسم الترجي الرياضي في الفترة المقبلة قرار المشاركة وتلبية دعوة الاتحاد العربي من عدمه بخصوص البطولة العربية وان وافقت هيئته المديرة فإنه ملزم بإعداد العدة كما يجب حتى تكون مهامه فيها موفقة ويقدر على العودة مجددا إلى منصة التتويج، فالمنافسة ستكون كبيرة في انتظاره خاصة من الثنائي الزمالك والأهلي المصريين والفرق القطرية والسعودية والكويتية التي عرفت تطورا كبيرا وباتت منافسا يصعب تجاوزه.
لن يكون الترجي في حال شارك في البطولة العربية في مهمة سهلة للتتويج وقد يواجه المصير ذاته ان كانت هناك نقائص في المجموعة، والعمل سيكون كبيرا في انتظار الاطار الفني ان أراد كسب الرهان وتفادي حصيلة جديدة مخيبة للآمال.
سيخوض الترجي نهائي "السوبر" يوم 29 ديسمبر الجاري أمام النجم الساحلي، واللقاء المنتظر سيكون بروفة أولى له للتأكيد مبكرا وكسب خطوة هامة نحو باقي رهانات الموسم الحالي أولها البطولة العربية.
للحفاظ على الرّقم المميّز وخدمة لمصلحة "الطائرة" التونسية
خسرت الكرة الطائرة التونسية فرصة دعم رقمها القياسي على مستوى البطولة العربية للأندية البطلة بعد أن توقف عداد فرقها عند نسخة 2016 التي رفع فيها النجم الساحلي اللقب الثاني في تاريخه ولم يقدر بعده الترجي على التأكيد وفرط في خمسة تتويجات ممكنة بعد فشله في النهائي، الترجي وفي حال شارك فإنه قادر رغم المنافسة الكبيرة التي تنتظره على اضافة التاج العربي الـ 14 لـ"الطائرة" التونسية والابتعاد أكثر في الصدارة عن ملاحقها المباشر مصر الذي بات يوجد في رصيدها 10 بطولات وحصيلتها مرشحة للارتفاع في حال شارك الزمالك والأهلي حامل اللقب.
دفع المنتخب الثمن غاليا في الفترة الأخيرة بسبب تراجع مستوى الفرق الممولة الأول له بدرجة أولى الترجي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي وابتعادهم عن المشاركات العربية والقارية وخسر تاج "الكان" وبطاقتي المونديال والأولمبياد، ونتائج أفضل بالنسبة له تبقى رهين تألق الأندية وتكثيف مشاركاتها في مختلف المسابقات الخارجية بداية من البطولة العربية القادمة التي بات فيها مستوى عالي يفوق ما هو موجود في بطولة افريقيا للأندية البطلة.
يبقى من الضروري أن يشارك الترجي في البطولة العربية المنتظرة ويلبي دعوة الاتحاد العربية بما أن ذلك سيكون لفائدة المنتخب وسيخدم مصلحته بدرجة أولى وسيتيح له اعادة فرض السيطرة واستعادة الثقة في الذات، وان توج في فيفري المقبل فإن ذلك سيكون أفضل اعداد له للبطولة الافريقية للأندية القادمة التي ستكون مؤهلة للمونديال بداية من 2024 ولا بد من المشاركة فيها لتجديد الموعد مع عالمية الخطوة التي ستعيد اشعاع "الطائرة" التونسية حال تحققها.