ومستوى عيش الأسر لسنة 2021 الصادرة حديثا عن المعهد الوطني للإحصاء عن تطور متوسط الانفاق الاسري من 15561 دينار في 2015 الى 20328 دينار في سنة 2021 مع العلم ان مستوى الإنفاق الأسري يختلف حسب الوسط الجغرافي حيث يتجاوز 22 ألف دينار في الوسط الحضري مقابل 16 الف دينار للوسط الريفي.
وقد شهد متوسط إنفاق الفرد بدوره تطورا بنحو 6 في المائة خلال الفترة 2015 و 2021 ،ليبلغ 6141 دينار وقد لفت المعهد الوطني للاحصاء الى الفجوة المهمة بين متوسط الانفاق للفرد حسب وسط الإقامة بفارق يقدر 1100 دينار للوسط الحضري كما لاحظ المعهد الوطني للإحصاء أن نسق زيادة الانفاق السنوي للفرد كان أسرع خلال 2015- 2021 (1597 دينار) مقارنة بالخماسيات السابقة ( 515 - 662 – 1270 دينار).
وتبين نتائج المسح ان متوسط الإنفاق السنوي للفرد مختلف حسب الجهات الجغرافية ،حيث سجل إقليم تونس الكبرى أعلى متوسط إنفاق سنوي للفرد فيما كانت مناطق الشمال الغربي و الوسط الغربي أدنى متوسط إنفاق سنوي للفرد .
وفي مايتعلق بهيكلة الإنفاق الأسري،فقد أظهرت نتائج المسح تغيرا في أبواب الانفاق من تغذية وسكن ولباس وتنقل ورعاية صحية ...و يبوب الانفاق الاسري على 12 بابا او مجموعة و ذلك بإتباع المصنف الدولي للمواد الاستهلاكية ،حيث تؤكد المعطيات ارتفاع حصة التغذية في إجمالي الانفاق من 28.9% سنة 2015 إلى 30.1% سنة 2021 بعد ان عرفت منحى تنازلي لعدة عقود وذلك بدعم من الازمة الصحية ،حيث أدى الحجر الصحي و العمل عن بعد بشكل خاص الى تقليص الاستهلاك الغذائي خارج البيت مقابل الزيادة في الاستهلاك داخل البيت مع العلم ان قيمة الانفاق السنوي للاسرة على الغذاء يقدر ب1645 دينار وقد إستند المعهد الوطني للاحصاء على نظرية "Engel " التي تنص على أن حصة النفقات الغذائية هي مؤشر عكسي على الرفاهية ،حيث ان الزيادة في نفقات الغذاء في إجمالي نفقات الاسرة يشير على تدهور معيشتهم.
من جهة أخرى، تراجعت حصة النفقات المخصصة "للنقل" بثلاث نقاط مئوية سنة 2021، وذلك لصالح حصة النفقات الخاصة بـ "الرعاية الصحية والشخصية" و " الملابس " مقارنة بسنة 2015 .
ووفقا لنتائج المسح ذاتها ،فإن تركيبة الانفاق تختلف حسب وسط الاقامة ذلك ان حصة نفقات التغذية تصل الى 34.3 في المائة في الوسط الريفي مقابل 28.8 في المائة للوسط الحضري و الاختلاف قائم ايضا بالنسبة لنفقات السكن بين الوسطين حيث يتجاوز الوسط الحضري الوسط الريفي ب5 نقاط مائوية مع العلم ان نفقات السكن تحتل المركز الثاني في كلا الوسطين ،كما تحظى نفقات التعليم و النزل و المطاعم و المقاهي و الاتصالات بأهمية كبرى بالوسط الحضري مقارنة بالوسط الريفي .
من المفترض ان تؤسس خلاصة المسح لسنة أساس جديدة يقع الاعتماد عليها في إحتساب مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي (التضخم)،وذلك في إطار الدورية المعتادة ،حيث يقع تغيير سنة الأساس كل 5 سنوات تباعا للمسح الوطني حول الإنفاق ومستوى عيش الأسر الذي يجريه المعهد الوطني للإحصاء .ويعتبر التغيير المتوقع هو التاسع في تاريخ المعهد الوطني للإحصاء منذ الاستقلال حيث وقعت مراجعة المؤشر بالاعتماد على سنوات الأساس على غرار سنوات 1970 و1983 و2000 و2005 و2010،2015.
كما تطرق المسح الى نسب الفقرلسنة 2021 و التي افرزت عن ارتفاع نسبة الفقر بين 2015 و 2021 في تونس بحوالي 1.4% لتبلغ 16.6% في 2021 مقابل 15.2 في 2015 و و 20.5 في المائة في 2010و 23.1 في 2005 مع العلم ان مستوى الفقر في الوسط الريفي قد ناهز 25 في المائة مسجلا تراجعا طفيفا مقارنة بسنة 2015.