قمة المناخ أو مايسمى "كوب 28" برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة قرابة 200 دولة ومنظمات دولية ومؤسسات معنية بالمناخ ، وذلك لمعالجة معضلة المناخ وبحث إرساء آليات مشتركة لمواجهة هذا الواقع الخطير الذي يواجهه العالم .
والمؤتمر هو جانب من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي «معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ».
وكوب 28 هو الاجتماع السنوي الـ28 للأمم المتحدة بشأن المناخ ناقشت فيه حكومات العالم سبل واليات الحد من تغير المناخ والاستعداد له في المستقبل القريب، وذلك بعد تطورات متسارعة جعلت المناخ المتطرف مهددا للبشرية بعد عام من الكوارث الطبيعية والطقس القاسي.
وتحتضن دبي منذ يوم 30 نوفمبر المنقضي إلى يوم 12 ديسمبر الجاري وعلى امتداد أسبوعين قمة الأمم المتحدة للمناخ أو ما يعرف بـ«كوب 28»،
في وقت يواجه فيه العالم احدى أكثر التحديات خطورة في تاريخ البشرية وهي التغيرات المناخية المتسارعة وتأثيراتها القريبة والبعيدة . و يتطلع قادة العالم والوفود رفيعة المستوى المشاركة ومختصين في مجال البيئة من كافة القارات إلى تحقيق مخرجات قمة "كوب 27 " التي احتضنتها شرم الشيخ المصرية العام الفائت ، من خلال بحث أهم الملفات التي تثير فزع العالم في هذه الآونة وهي معضلة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المتسارعة وسبل مجابهتها.
وخلال القمة السابقة توصل المشاركون لاتفاق يهدف لتقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض.
و الاتفاقية كانت هي الأولى من نوعها تنصّ صراحة على «تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي».وتنص الاتفاقية أيضا على» العمل على تقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض».وتعهدت الدول المشاركة ب«زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مائوية».
انتظارات وآمال
ويأمل مراقبون في أن تحمل قمّة المناخ الحالية في دبي توافقات جدية لمجابهة هذه الكارثة التي تتهدّد البشريّة ، والتي تتزامن مع مايشهده العالم من حروب وتصعيد عسكري في جبهة روسيا وأوكرانيا وما تحمله من تأثيرات اقتصادية وسياسية على دول العالم.
وتتصاعد التحذيرات الدولية من أنّ «العالم يخوض «صراع حياة أو موت» من أجل البقاء، حيث يترقّب «فوضى مناخ قادمة» وفق الأمم المتحدة، واتّهم انطونيو غوتيريش العام الماضي الدول العشرين الأكثر ثراء في العالم بعدم القيام بما يكفي للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ويستنفر العالم من التأثيرات المناخية الكارثية التي يعيشها سكان الكرة الأرضية جمعاء في كافة القارات . ووفق خبراء فإن الأعوام الأخيرة شهدت نسقا متصاعدا سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة أو بالكوارث الطبيعية والجفاف والزلازل والعواصف والأعاصير وغيرها من الكوارث التي لا تستطيع الحكومات مجابهتها .
وتعد الدول النامية من أكثر الدول المعنية بمخاطر التغيرات المناخية مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.
إذ يؤكد مراقبون أن احتضان مصر كدولة عربية ومن بعدها الإمارات لمثل هذا الحدث الهام يضمن مناقشة احتياجات الدول العربية المعنية بتطرف المناخ كنقطة محورية في قمة هذا العام.
وتعمل الأمم في سياق القمة التي تحتضنها دبي على دفع الدول الغربية نحو الالتزام وتنفيذ تعهداتها في المؤتمرات السابقة على غرار اتفاقية "باريس" و"كوبنهاغن"و"غلاكسو" و"مصر" وغيرها من الاجتماعات التي تُعنى بقضايا المناخ ، حيث تعهد الموقعون انذاك بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ.
ووفق تقارير فقد تعهد المشاركون في نسخة المؤتمر الذي عقد عام 2021 الماضي في غلاسكو بالمملكة المتحدة، بتخصيص 130 تريليون دولار كاستثمارات تتوافق مع الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس.
لكن ذلك بقي مجرد اتفاق لم يجد سبيلا إلى التنفيذ خاصة وأن العالم منشغل بالحرب الروسية الاوكرانية وتأثيراتها الاقتصادية.
بداية ناجحة للمؤتمر
وفي بداية قمة المناخ "كوب28 المنعقد في دبي، وافق ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر على تنفيذ إنشاء صندوق ، من شأنه أن يدفع تكاليف الأضرار الناجمة عن العواصف والجفاف بسبب التغير المناخي.
وتم طرح قرار تنفيذ إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار" المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ، منذ سنوات ويعد التوصل إلى اتفاق حوله خطوة تاريخية في مسار قضايا المناخ الملحة. مع العلم أن هذا الصندوق تم الإعلان عنه خلال قمة شرم الشيخ لكن التوافق حوله نجح هذا العام.
وفي سياق المؤتمر أعلن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وآخرون عن مساهمات يبلغ مجموعها حوالي 400 مليون دولار للدول الفقيرة التي تعاني من آثار تغير المناخ.
ووفق "بي بي سي" تعهدت كل من الإمارات العربية المتحدة وألمانيا بضخ مبلغ 100 مليون دولار في الصندوق.
وتقول الولايات المتحدة إنها ستدفع 17 مليون دولار، بشرط أن تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس. وبهذا تريد الولايات المتحدة أن تعلم كافة الدول أن سداد المبلغ لا يتعلق بأي تعويضات عن الانبعاثات الحرارية.
ويراهن المجتمع الدولي وقادة العالم على هذا المؤتمر لوضع اتفاق تاريخي واليات ناجعة لمواجهة قضايا المناخ الملحة والتي باتت تمثل تهديدا للشبيرة جمعاء.
= أصداء العالم
أوكرانيا تعلن إسقاط صاروخ موجه وعشر مسيّرات من أصل 12 أطلقتها روسيا
أعلنت أوكرانيا أمس الأحد أنها أسقطت صاروخًا موجّهًا وعشر مسيّرات من أصل 12 أطلقتها روسيا في هجوم ليلي جديد.
واستخدمت القوات الروسية 12 مسيّرة من طراز "شاهد" إيرانية الصنع التي تعتمدها موسكو بشكل متكرر ضدّ جارتها، على ما أكّد سلاح الجو الأوكراني الذي قال إنه أسقط عشرة منها.
وأُسقط كذلك صاروخًا من طراز Kh-59، وفق التقرير اليومي لسلاح الجو الأوكراني.
عززت كييف أنظمتها الدفاعية الجوية من خلال أسلحة غربية منذ الشتاء الماضي عندما استهدفت روسيا منشآت الطاقة الأوكرانية بشكل منهجي.
حُرم حينها ملايين الأشخاص من الكهرباء وبالتالي من التدفئة في ظلّ برد قارس، وهو ما تريد أوكرانيا أن تتجنب حدوثه هذا العام. لكن كييف تؤكد أنها تحتاج إلى مزيد من الأسلحة لحماية مناطقها.
من جهتها، اتهمت موسكو الأحد كييف بشنّ عدة ضربات في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، دون وقوع ضحايا أو أضرار كبيرة.
واستُهدفت عدة قرى بمسيّرات وقصف مدفعي، بحسب الحاكم المحلي فياتشيسلاف غلادكوف.
=
مقتل ألماني وإصابة شخصين جراء هجوم بسكين في باريس
قُتل ألماني وأصيب شخصان آخران في هجوم بسكين ومطرقة قرب برج إيفل بباريس، فيما أعلنت مصادر أمنية وقضائية اعتقال المشتبه بارتكابه الهجوم وهو فرنسي معروف بإسلامه المتطرف وبأنه يعاني اضطرابات نفسية .
وقالت السلطات وفق وكالة فرانس براس إنها فتحت تحقيقا بتهم اغتيال ومحاولة اغتيال على صلة بمشروع إرهابي وارتباط بجماعة إرهابية إجرامية.
وطعن المهاجم، ويدعى أرمان راجابور مياندواب وهو فرنسي وُلد عام 1997 لأبوَين إيرانيَين، حتى الموت رجلا ألمانيا من مواليد عام 1999 وأصاب اثنين آخرين بمطرقة على بُعد بضع مئات الأمتار من برج إيفل.
وذكر مكتب المدعي العام في العاصمة الفرنسية أن المشتبه به اعتُقل ووُضع رهن التحقيق في القضيّة.
والمشتبه به معروف بإسلامه المتطرف ومعاناته اضطرابات نفسية، وقد صاح "الله أكبر" في وقت حصول الوقائع، وفقا لمصدر في الشرطة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان خلال مؤتمر صحافي في موقع الهجوم، إن المشتبه به كان قد حُكم عليه بالسجن أربع سنوات عام 2016 لرغبته في تنفيذ هجوم آخر. وأضاف أن المديرية العامة للأمن الداخلي كانت قد اعتقلته في ذلك الوقت قبل أن يُقدم على تنفيذ ذلك الهجوم.
وذكر وزير الداخلية أن المهاجم قال لعناصر الشرطة الذين اعتقلوه إنه "لم يعد يمكنه تحمل موت المسلمين في أفغانستان وفلسطين"، وإن فرنسا "متواطئة في ما تفعله إسرائيل" في غزة.
وذكر دارمانان أن القتيل سائح ألماني، مضيفا أن المصابَين هما فرنسي في الستين من عمره وسائح أجنبي لم تُحدّد جنسيّته وقد أصيب بمطرقة.
وقال مصدر أمني وفق فرانس برس إن المحققين سيبحثون في السجل الطبي لمنفّذ الهجوم.
وكان أرمان راجابور مياندواب يعيش مع والديه في منطقة إيسون وفقا لوزير الداخلية، وقد نشر شريط فيديو على الشبكات الاجتماعية أعلن فيه مسؤوليته عن هجومه، حسبما أكدت مصادر شرطية وأمنية لفرانس برس. وفي الفيديو، يتحدث المهاجم عن "الأحداث الجارية، وعن الحكومة ومقتل مسلمين أبرياء"، حسب مصدر أمني.
وفي هذه المرحلة، لا يعرف المحققون متى تم تصوير الفيديو، لكنه نُشر على الإنترنت "بالتزامن مع" الانتقال إلى تنفيذ الهجوم، وفقا للمصدر.
وقال وزير الداخلية "وقع الهجوم بعيد الساعة 21,00 بين منطقتَي كيه دي غرينيل وبير حكيم، وتعرض المهاجم لاثنين من السياح".
وأضاف "توفي الرجُل متأثرا بطعنات" السكين فيما هاجم المنفّذ "زوجة هذا السائح الألماني" لكنها نجت "بفضل سائق سيارة أجرة رأى ما حدث".
ثمّ عبَرَ المعتدي الجسر بينما كانت الشرطة تطارده واعتدى على شخصين آخرين حياتهما ليست في خطر، أصيب الأول بضربة مطرقة في عينه بينما يعاني الآخَر "صدمة" وفقا لدارمانان.
من جهتها قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن أمس الأحد بعد الهجوم "لن نستسلم في وجه الإرهاب".
وكتبت على منصة إكس (تويتر سابقا) "أفكاري مع الضحية والمصابَين وأحبائهم. أحيي شجاعة قواتنا الأمنية وعناصر الطوارئ ومهنيّتهم".
لاحقا وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تعازيه" إلى أقارب الألماني الذي قُتل في الهجوم. وكتب على إكس "تعازيّ لعائلة وأقارب المواطن الألماني الذي توفي هذا المساء خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في باريس"، معبّرا عن تعاطفه مع المصابين.