الى مستجدات الحرب الإسرائيلية والعدوان المتواصل على غزة ودعا المجتمع الدولي والقوى الكبرى الى اتخاذ موقف حازم لوقف جرائم الاحتلال في اطار استراتيجيات مراكمة الحلول واحترام حقوق الانسان والشرعية الدولية . وأشار الى ان هناك وعي كبير في تونس وطني وانساني بأهمية الحق الفلسطيني .
قراءتك لما يحصل في سياق هذه التطورات الأخيرة منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم وأاهمية عودة القضية الفلسطينية الى الواجهة في خضم كل التغيرات الحاصلة ؟
لقد تفجر وعي كوني في الواقع لما وقع على الشعب الفلسطيني من ترتيبات للقوى الإمبريالية التي كانت تبحث عن هيمنة شمولية للمجتمع الدولي من خلال قواعد وأدوات لها. جزء من هذه الحقائق بدأ يتكشف في اطار الوعي الغربي أكان في الساحة الامريكية او الأوروبية، كما رأينا من خلال المظاهرات التي خرجت بعد الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني . وبدأت تتكشف كل هذه الحقائق في اطار الحسابات والصراعات بين الدول الكبرى لتقاسم إمكانيات الشعوب وخاصة المنطقة العربية . بدأ العالم يعي ان فلسطين هي ضحية هذه الترتيبات او الاستراتيجيات الامبريالية لما وقع على شعبها من تشكيل كيان او قاعدة تنفيذية. بالإضافة الى ذلك فقد تكشف نفاق القوى الكبرى التي تدعي القيم الإنسانية وقيم حقوق الانسان والقانون الإنساني ولكنها غظت النظر عما يجري من مذابح وتدمير على أرض فلسطين وبالذات أهلنا في قطاع غزة والقدس والآن أصبحت واضحة للجميع .
ما قراءتكم لقرار حكومة الاحتلال زيادة الميزانية المخصصة لبناء مستوطنات جديدة وهذا الاجراء هل يقبر حل الدولتين؟
لم يكن لهذا الكيان القدرة على التمرد الوحشي اللانساني دون الدعم الذي يتلقاه من هذه القوى الكبرى لانه يعتبر نفسه قاعدة تنفيذية لها في البداية، ثم تحول الى شريك ويعتقد بسبب عماء الغرور الذي أصابه انه هو الذي يستطيع ان يدير هذه الاستراتيجية في اطار الهيمنة على المفاصل الرئيسية للمعادلة الإقليمية والدولية . فهو يقتطع من ميزانية الدولة لتوسيع الاستيطان غير الشرعي بحسب القرارات الدولية بما فيها القرار 2334 الذي يعتبر كل الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 67 غير شرعي، الا انه يأخذ قرارا ولا احد يرد عليه من هذه القوى التي تدعي تمسكها بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية .وفي نفس الوقت الدول الداعمة للاحتلال تموله بـ 15 مليار دولار كما هو مطروح حاليا في الولايات المتحدة من أجل دعم الاحتلال وتغطية مشاكله الاقتصادية التي أصابته ودعمه بالأسلحة والمعدات التدميرية ليقوم الاحتلال بجرائم إبادة ضد أطفال فلسطين في غزة والضفة وفي كل مكان .
حان الآن لاتخاذ موقف حازم، ولو أرادت هذه الدول ان تدخل في اطار استراتيجيات مراكمة الحلول واحترام حقوق الانسان والشرعية الدولية عليها ان تأخذ موقفا الآن . فهي تقدم مليارات الدولار للطرف الإسرائيلي وتعلن بكل وقاحة انها بعثت 20 الف طن من المساعدات الإنسانية في الوقت الذي دمرت فيه البيوت بمليارات الدولار بينما تتفاخر الدول الداعمة لإسرائيل بانها أرسلت مساعدات غذائية.
كيف ترى نبض الشارع التونسي مع فلسطين؟
صراحة من خلال الندوات التي استدعيت لها وكذلك من خلال لقاءنا بعديد الطلبة والجامعيين والباحثين والفنانين والنقابات والاعلام التونسي ،توضح بالكامل هذا الوعي الإنساني الوطني التونسي في معرفة أهمية الحق الفلسطيني في اطار المعادلة الإقليمية العربية والحق العربي والإنسانية والوقوف الدائم مع الخندق الفلسطيني . الحق الفلسطيني ليس حقا فقط للشعب الفلسطيني وانما للعالم أجمع ،وانتهاك هذا الحق هو سلب لحقوق امتنا العربية وحقوق 90 بالمئة من الإنسانية . ونحن في بداية التفكير لوضع استراتيجيات فكرية موضوعية مبنية على قراءات واحداثيات حقيقية لكشف أكاذيب وترتيبات القوى الامبريالية .
كيف يجب اليوم الضغط من أجل التحرك دوليا لوقف هذه الإبادة؟
على المجتمع الدولي ان يسعى لوقف الجرائم ولوضع آليات لتنفيذ كافة القرارات التي يدعي انه يحميها وهي لصالح الانسانية وان يطبق ما يقول وان لا يستخدم ما يقول لتبرير جرائم الاحتلال . الصورة أصبحت واضحة أمام الرأي العام الدولي الشرقي والغربي الشمالي والجنوبي وعلينا ان نطور استراتيجيات تراكمية لفرض الحق الفلسطيني الانساني لكي تتغير استراتيجيات مراكمة الحروب والاستهتار بالشعوب واحتقارها الى استراتيجيات مراكمة الحلول واحترام الشعوب والانطلاق في توجهات أكثر إنسانية مما مضى .