بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: دعوات للتعبئة في مسيرة الغد من أجل الانتصار للحق الفلسطيني

مجددا من خلال تنظيم مسيرة وطنية غدا الأربعاء 29 نوفمبر الجاري بالتزامن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مسيرة تنطلق من أمام وزارة السياحة في اتجاه المسرح البلدي على الساعة الواحدة بعد الزوال وذلك دعما للمقاومة الفلسطينية ونصرة للشعب الفلسطيني تحت شعار "في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: أخرجوا وتظاهروا وتضامنوا مع فلسطين..!"، وقد دعت اللجنة التي تضّم عددا من المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية والجمعيات، كل مكوناتها وعموم الشعب إلى إحياء اليوم العالمي بمسؤولية أكبر وتجند أشدّ وتعبئة أقوى عبر الخروج والتظاهر غدا.
تعتبر اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين نفسها آلية إسناد للشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل حتى تحرير كامل أرضه، وفق بيان أصدرته أمس وتحيي يوم غد الأربعاء 29 نوفمبر الجاري اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتضع كل إمكانياتها وجهودها من أجل الانتصار للحق الفلسطيني، وثمنت هبة كل القوى السياسية والمدنية والنقابية والشبابية والنسائية والأكاديمية في تونس التي نفذت كل أشكال المساندة الممكنة لفضح الهجمة الإرهابية الصهيونية على غزة والضفة ولتقديم شتى أشكال الدعم للمدنيين والمقاومين الفلسطينيين، والانضمام لكل المبادرات العربية والدولية من أجل رفع الحصار على غزة وكل الأراضي الفلسطينية ومساءلة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية، داعية إياهم إلى تعزيز هذه الفعاليات وتنويعها وتصعيدها.
حيت اللجنة الوطنية لدعم المقاومة الفلسطينية المظاهرات التضامنية المليونية المتصاعدة في أغلب بلدان العالم وخاصة في أوروبا أين ساهمت في تعديل مواقف أغلب تلك البلدان التي كانت منحازة تماما للكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى لحملة الإبادة الصهيونية الوحشية على غزة والضفة، كما عبرت عن اعتزازها بروح المقاومة الأسطورية التي أبداها سكان غزة وأهالي الضفة ومقاوموها في وجه جيش مدجج بأعتى الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا وإعلاء لمعنى المقاومة في سياق الاستسلام والتطبيع والخيارات التسوية إلى جانب الاعتزاز بروح المبادرة الهجومية مثلما ظهر في طوفان الأقصى عوض التكتيكات الدفاعية، وهذا من شأنه وفق ما أكدته اللجنة في بيانها أن يفتح طريقا بديلا نحو التحرر لم تستطع تحقيقه عقود من المفاوضات والمؤتمرات.
فشل منطق القوة والغطرسة
تتواصل التحركات والمسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني مع تجديد التعبير عن موقف تونس الرافض لعدوان الاحتلال الصهيوني، وهو عبر عنه وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار خلال ترؤسه للوفد التونسي المشارك في أشغال المنتدى الإقليمي الثامن للاتحاد من أجل المتوسّط المنعقد ببرشلونة يومي 26 و27 نوفمبر الجاري والمخصص لبحث الوضع في الشرق الأوسط، حيث شدد على "ضرورة تفادي اجترار المواقف التي ساوت بين الجلّاد وضحيته وأطلقت عنان الكيان المحتل للإمعان في التقتيل والتنكيل بمدنيين أبرياء وعُزَّل... نؤكد على فشل منطق الغطرسة والقوة ونهج العنف المفرط الذي ينتهجه الكيان المحتل في النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني الصامد ومن تشبثه بأرضه التي بذل من أجلها خلال 50 يوما، فقط، أكثر من 15 ألف شهيد".
التحلي بالشجاعة والجرأة
وأضاف الوزير، وفق ما نشرته وزارة الشؤون الخارجية على صفحتها الرسمية أن تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشرُوعة التي لا تسقط بالتقادم، يمثل شرطا أساسيا لتعزيز قدرة الاتّحاد من أجل المتوسط على تحقيق أهدافه، قائلا "لم يعد من الممكن أن يتغاضى العالم اليوم عن أصل الصراع وجوهره الذي يظل قضية احتلال... إنه من الضروري التحلي بالشجاعة والجرأة، وهو ما دأبت عليه تونس في كافة مواقفها من القضية العادلة للشعب الفلسطيني". كما شدد على أن محاولات التضليل الإعلامي لم تعد تنطلي على الشعوب، بعد أن انكشفت لها حقيقة تعرض الفلسطينيين لحرب إبادة جماعية ولجرائم ضدّ الإنسانية، داعيا إلى إخضاع كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الجرائم للمحاسبة أمام القضاء الدولي. واعتبر الوزير أن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وضعت المجتمع الدولي وعددا من القوى النافذة أمام مسؤولياتهم، وأمام مدى مصداقية ما يروجونه من شعارات حقوق الإنسان واحترام المواثيق والقوانين الدولية ولاسيّما حق الشعوب في تقرير مصيرها، ليشدد على إن حلّ الدولتين أصبح اليوم شعارا مُفرغا لم يعد الكيان المحتل يذكره بل ويسعى إلى إجهاضه بشكل ممنهج.
تمديد الهدنة
وحول تطورات الوضع في غزة، فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية أنّه تمّ التوصّل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة بين الاحتلال الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس ليومين إضافيين. من جانبها، أعلنت حماس أنّه تمّ الاتفاق مع الجانبين القطري والمصري على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليومين بنفس شروط الهدنة السابقة.