التقديرات الرسمية لزيارة بايدن ورؤية الإعلام الإسرائيلي لمستقبل التصعيد الجاري بالشرق الأوسط

جاءت كلمة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي من مقر وزارة الحرب

إن حزمة المساعدات العسكرية الضخمة وغير المسبوقة التي حصلت عليها تل أبيب من الرئيس بايدن ستساعد على كسب الحرب ضد حماس، وأنه قدم دلائل للرئيس الأمريكي أنه لا صلة لهم بحادث انفجار المستشفي المعمداني، وفي حين أشار وزير الخارجية الاحتلال 'كوهين' إلي إنه بنهاية الحرب لن تبقي حركة حماس في غزة فقط بل سيتم تقليص مساحة غزة أيضا، فقد أعرب زعيم المعارضة 'لابيد' من جانبه أن الحل الأفضل لقطاع غزة في مرحلة ما بعد حماس هو إعادة القطاع إلى سيطرة السلطة الفلسطينية..

يرى قنصل إسرائيل الأسبق في نيويورك، ألون بينكاس، أن زيارة بايدن للبلاد تعكس تخوف واشنطن من أن بعض عمليات دولة الإحتلال أو اندفاع حكومة اليمين المتطرف سيلحق ضررا بالمصالح الأمريكية ، وفي حديث لراديو تل أبيب، قال ' بينكاس' إن زيارة بايدن غير المسبوقة لإسرائيل في خضم حرب قد تأتي إنطلاقا من “صداقة حقيقية” لكن من شأنها أن تؤثر علي استقلالية قرارات دولة الاحتلال، وعن هدف زيارة بايدن لدولة الإحتلال في هذا التوقيت.. هل هي لتقديم المساعدة أو للمراقبة؟ ولعل هناك إدراك متزايد لدي البعض أن الزيارة غير مسبوقة، نظرا لأنها سريعة جدا وسط أزمة خطيرة متدحرجة، قد تنبع من صداقة مخلصة إلا إنها تحمل في طياتها نوع من عدم الثقة في القدرة على اتخاذ قرارات تكتيكية من قبل حكومة دولة الإحتلال.
وفي مقابل أجواء الصدمة التي يعيشها مجتمع الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر من الفشل الاستخباراتي وما رافقها من تضليل إعلامي وتزييف للحقائق، حملت إفتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية
عنوان "الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم!!!
بعد أسبوعين تقريبا من كلاسيكيات تتحدث عن المجد الذي ستشهده دولة الإحتلال في المستقبل المنظور وعقب شهر من كلمة رئيس حكومة الاحتلال أمام الجمعية للأمم المتحدة في نيويورك وما عكسته من غرور مستديم، ووسط حالة الإنكار التي تعيشها سلطة الإحتلال والتصرفات الهمجية، تعرب أكثر الصحف انتشارا في دولة الإحتلال عن تقديرها لصمود الفلسطينيين وبأنهم شعب من افضل شعوب الارض الذين هبوا للدفاع عن حقوقهم بعد اكثر من سبعين عاماً وكأنهم رجل واحد .
يستشهد كاتب المقال بأنه أثناء الحرب واطلاق صواريخ المقاومة، يخسر اقتصاد دولة الإحتلال كل ثلاث أيام 912 مليون دولار من طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الٱليات بالوقود واستهلاك ذخيرة، بخلاف تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة وتوقف معظم المؤسسات وأعمال البناء وخسائر المزارع بعشرات ملايين الدولارات وتعطل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات.
في تقديره أن إسرائيل تتعرض لحرب لا تديرها، وبالتأكيد غير قادرة على إنهائها خاصة وأن المدن العربية في اسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ( بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية) وفقا لتعبير كاتب المقال، ونؤكد من هذا المنبر أن الدم العربي حقا قد يتم تغييبه لفترة أو لحظة ولكن لا يفقد بوصلته الوطنية أو قبلته اليومية.
عودة إلى ما جاء في هآرتس، فقد أبرز الكاتب الإسرائيلي استنتاجه بأن ما يحدث نذير شؤم على واقع ومستقبل "الدولة" التي تأكد سياسيوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة وسياساتهم كانت تحتاج لأفق أبعد مما فكروا فيه، كما أعرب مجددا عن تقديره لأصحاب الأرض وقائلا من غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي، أقرّ الكاتب في ختام مقاله بأنه كيهودي يتحدى أن تأتي "دولة" إسرائيل كلها بهذا الانتماء وهذا التمسك والتجذر بالأرض.

المشاركة في هذا المقال

تعليقات186

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115