ثقافة و فنون

فنان متفرد صنع فنّه بشغف طفل صغير، عشق المسرح واختاره هواية فمهنة، احب الشارع واراد ان يكون صوتا للاخرين

أسدل الستار مساء الاحد 27ديسمبر على الدورة الثلاثين للمهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب الذي احتضنه المركب الثقافي نيابوليس بنابل من يوم الخميس 24ديسمبر ،

في قفص الإدانة تحشر مسرحية «مارتير» العائلة والمدرسة والمؤسسات الدينية في تشريح لظاهرة التعصب الديني وتفكيك لأسبابها ولآلياتها ولانحرافاتها...

هي روائية وقاصة وشاعرة توجت هذه السنة بجائزة عليسة للابداع وهي ايضا اعلامية ولها تجارب متنوعة في المجال الثقافي

نلج عوالم الفنانة التشكيلية سنية الأخوة التي عانقت الرسم و التلوين منذ طفولة أولى و هي تلهو ناظرة الى النبع ..فائزة الأم و المدرسة و الحياة ..

هل نحتاج اليوم إلى التدليل على أنه لا تفاضل بين الحقوق والحريات، وخاصة بين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

مرحبا بالعطلة الشتوية، مرحى للفنون، مرحى للجمال والعروض والموسيقى، مرحى لعطلة تزينها الفنون والمسرح والموسيقى وتوزع تباشير الفرح على كل الأطفال الذين واكبوا ويواكبون فعاليات مهرجان مسرح الطفل وفنون العرائس «منصف بالحاج يحى».
داخل كل إنسان طفل صغير لا يكبر، في داخل كل انسان طفل يشاكس ويشاغب ويزرع الفرحة ويوزع الابتسامات على الجميع بتلقائية هكذا هو المشهد في افتتاح مهرجان مسرح الطفل الذي ينظمه المركز الوطني لفن العرائس الى غاية 30ديسمبر 2020.
السينوغرافيا تيمة للجمال والنقد
إضاءة ممتعة، تمازجت داخلها الألوان المرحة مثل الزهري والأخضر الارجواني التي تحاكي تيمة السعادة والاصفر القاتم و الازرق الداكن مع القليل من السواد لمحاكاة تيمة الخوف او الوجع، موسيقى رقيقة حينا ومتسارعة أحيانا تتناسق مع أحداث المسرحية، ديكور جدّ متقن وتحريك للعرائس يشد انتباه الأطفال المتابعين، جمهور غفير اقبل في اليوم الافتتاحي على العرض والتزم الأطفال بالبروتوكول الصحي لمتابعة مسرحية «البجعات الوحشية» إخراج حسان السلامي ونص لحافظ محفوظ، عمل ميزته جمالية السينوغرافيا وقدرتها على إبلاغ الرسائل.
والسينوغرافيا بما هي فن تشكيل المكان المسرحي، أو الحيز الذي يضم الكتلة، والضوء واللون، والفراغ، والحركة ( وهي العناصر التي تؤثر وتتأثر بالفعل الدرامي الذي يسهم في صياغة الدلالات المكانية في التشكيل البصري العام» كانت من نقاط قوة العمل اذ تمازجت الألوان، و اختلفت النوتات الموسيقية و تناسقت حركات الممثلين مع حركة الضوء، و في المسرحية السينوغرافيا ركيزة أساسية من ركائز العمل، السينوغرافيا وجمالية المشهد او الصورة خدمت العرض ورسائله ولأننا نعيش في عصر الصورة وللصورة تأثيرها القوي على ذاكرة المتقبل طفلا كان او كهلا.
الممثلون يتحركون خلف الأقنعة أو العرائس الكبيرة الحجم، أقنعة الوجوه مصنوعة بدقة تبرز التفاصيل كانها الوجه الحقيقي للمحرك وليست من صناعة اليد البشرية أقنعة صنعتها بدقة الفنانة جيهان اللجمي المختصة في صناعة الأقنعة العملاقة والدمى كبيرة الحجم، الديكور أيضا مؤثث لجمالية المكان، صناديق تشبه كرسي الملك بلونه الأحمر وزينته الذهبية الفاتنة وأخرى للجن صنعت بكل دقة، ديكور تقف خلفه أنامل رجل خبر فن العرائس وأمضى الكثير من السنين بين «اللوح» و«الغيرة» و»القماش» ليصنع ديكورات المسرحيات العرائسية، فنان خبير بهذا العالم هو محمد نوير ونفّذ الديكور في ورشة المركز الوطني لفن العرائس.
العرائسي: صانع الفرحة
الممثل هو الركيزة الأساسية في العمل المسرحي ورغم اختلاف المدارس يبقى حبّ الممثل للشخصية واقتناعه بها وإيمانه بأهميتها في العمل عنوانا لنجاح الممثل والعمل المسرحي عموما ومسرح الطفل يعتبر أكثر صعوبة من مسرح الكبار لحساسية الشريحة المستهدفة فالطفل تلقائي جدا ويبر اما بالقبول أو الرفض و»البجعات» شدت انتباه الأطفال الذين تسابقوا الى نقاش العمل والاستفسار عن شخصية أو حركة.
في «البجعات» اجتمع ثلة من محبي المسرح وممتهنيه، مجموعة من الممثلين الذين تميز اداؤهم في تحريك العرائس حسب الدور والنص وبعضهم أدى أكثر من شخصية مع التناسق بين النص المنطوق والحركة والإحساس ليشعر الطفل ان ما يراه حقيقي وكان الممثلون صادقين «إن فننا هو أن تعيش في دورك في كل لحظة من لحظات أدائه. وفي كل مرة يعاد فيها خلق هذا الدور، يجب أن يعاش من جديد، ويجسد كأنك تؤديه لأول مرة.» اندمجوا مع الشخصيات فاقنعوا جمهورهم من الأطفال وأوصلوا رسائل العمل المنادية بالتحابب والعيش في سلام فالارض تتسع لنا جميعا متى قررنا الحياة بالحب والسلام.
الشخصيات هي وسيلة المتفرج لقراءة العمل وفك شيفراته، شخصيات حيوانية وأخرى إنسانية وثالثة من عالم آخر «عالم الجن» جسدت دون وده ولا ملامح فقط شيء ابيض كبير موشى بألوان كثيرة حتى لا يعرف المشاهد تفاصيل الوجه لانعدامه، كل هذه الشخصيات جمعها حافظ محفوظ في نصه وقدمها ممثلين تقمصوا الفكرة والمعنى فكانوا جدّ مميزين على الركح واقنعوا الأطفال.
مهرجان مسرح الطفل يتواصل
إلى غاية 30 ديسمبر:
تتواصل فعاليات مهرجان الطفل والعرائس الى غاية يوم 30ديسمبر بعرضين مسرحيين يوميا، عرض في الحصة الصباحية وثان في الحصة المسائية، وكل العروض تخضع للبروتوكول الصحي «التعقيم، والتباعد، واحترام 30 ٪ من طاقة استيعاب القاعة»: وفي بقية البرنامج:
• الأحد 27 ديسمبر:
- الساعة الحادية عشرة صباحا:
مسرح الجهات: مسرحية «حصان الريح» اخراج جمال العروي
• الاثنين 28ديسمبر:
- مسرح المبدعين الشبان: مسرحية «بوبا» اخراج عامر المثلوثي: الحادية عشرة صباحا
مسرح الجهات: مسرحية «بياض الثلج» اخراج نزار الكشو: الرابعة مساءا.
• الثلاثاء 29 ديسمبر:
- مسرح المبدعين الشبان: مسرحية «بائع البطيخ» اخراج زهير بن تريدات: الحادية عشرة صباحا
- مسرح الجهات: مسرحية الوصية» اخراج محمد نور الزرافي: الرابعة مساءا
• الأربعاء 30 ديسمبر:
- الاختتام
- مسرح الشبان: مسرحية «راعي الصحراء» إخراج عايدة جابلي: الحادية عشرة صباحا
- مسرح الجهات: مسرحية «امازونيا» منتصر بنغاجي: سيرك باباروني في الرابعة مساء
بالإضافة للعروض هناك معرض «ذاكرة عرائسي» موجود امام دار الماريونات بالبهو السفلي لمدينة الثقافة.
عبد السلام الجمل ومامية بن يحى.. صناع الفرجة والبهرج
العمل المسرحي نسيج متكامل يجمع النص والممثل والمخرج وللتقنيين دورهم في نجاح العمل ايضا، وفي البجعات تميز عبد السلام الجمل ومامية بن يحى صناع الفرجة من خلال تنفيذ الكوستيم والديكور بكل اتقان وحرفية.
«جيجي» جيهان اللجمي: عاشقة الماريونات:
تستقبلك دائما بابتسامة لا تفارق محياها، عاشقة الماريونات الفنانة جيهان اللجمي أتقنت صناعة العرائس وألبستها من روحها فحضرت الألوان والرموز والتفاصيل التي تتقنها الفنانة وتبدع في صناعتها وابهار رواد مسرح العرائس.

«تونس مولد للفن والحياة، على هذه الارض كل تباشير النور والحياة حاربنا الخوف بالسينما وتنفس جمهورنا اوكسيجين الإبداع، احترمنا كل تعاليم البروتوكول الصحي

يتجدد الموعد بمدينة قفصة مع فعاليات الدورة السابعة لمهرجان مسرح الوفاء، من 25 إلى 29 ديسمبر بدعم من وزارة الشؤون الثقافية و المندوبية الجهوية بقفصة و بمساهمة البلدية

السينما كتابة بالكاميرا، فرصة لاكتشاف الثقافات والاقتراب أكثر من التفاصيل المبهرة التي تعجز العين أحيانا عن التقاطها فتبدع الكاميرا في توثيقها، المدينة الجبلية سيدة الخضرة

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115