حسان العيادي

حسان العيادي

تتواصل التطورات في حركة نداء تونس التي يبدو انها رسميا أصبحت حزبين، يتصارعان على كسب الاسم والشرعية. ففي أخر الخطوات أعلنت مجموعة الإنقاذ والإصلاح - التي باتت الهيئة التسييرية للحزب- عن تكليف بلحاج رسميا بتمثيل الحزب قانونيا استنادا لثغرة قانونية.

• سحب الجنسية من الارهابيين غير ممكن
جدل عودة التونسيين من بؤر التوتر احتدم وبات لكل فريق قوله الخاص وتصوره له، وما غذى ذلك ترقب الحكومة التي حسمت أمرها يوم أمس وأعلنت تصورها لمعالجة هذا الملف، انطلاقا من تشديدها انها ضدّ عودتهم ولكنها لا تستطيع منعهم من ذلك رغم علمها بهوياتهم

رائحة الدم تملأ المكان شاهدة عن تكرّر أخطاء حصدت أرواح مواطنين تونسيين، هم هذه المرة 5 أشخاص من بينهم طفلة، كانوا الضحايا الجدد لحوادث القطارات في تونس، وتحديدا لعجز سلط الإشراف عن إيجاد حلّ للحواجز، التي تعصف منذ 2004 بحياة التونسيين بمعدل 50 شخصا كل سنة.

يبدو ان حركة النهضة ستعيش على وقع «إطفاء الحرائق» التي يضرمها رئيسها راشد الغنوشي بتصريحاته التي تربك المشهد السياسي عوضا عن تهدئته، فالرجل كلما حاول «تجميل» تصريحه بقافية وسجع الا وولد أزمة لحركته التي تبحث عن الظهور في ثوب حزب عصري.

سيتواصل ترددّ رجع صدى كلمات مارتن لوثر كينج في خطابه الشهير «لدّي حلم» الذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري بواشنطن 1963، وخاصة ان تلتزم الدولة والمجتمع بان «الجميع خُلقوا متساوين» وان تكفّ الأذى عن من هم مختلفون عن الاغلبية في العرق واللسان واللون.

هدأت قليلا الاصوات وباتت الصورة تتضح أكثر. انيس العامرى، تونسي له من العمر 24 سنة نفذ عملية ارهابية هزت العاصمة الالمانية برلين وأسفرت عن مقتل 12 شخصا كانوا في اسواق الميلاد ساعة قرّر مبايع «داعش» ان يقدم وجها جديدا للتنظيم الارهابي في أوروبا.

يجد الشق المعارض لنجل رئيس الدولة ، المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي ، في إعلان الأخير عن تنظيم لقاءات تجمع الندائيين بممثلي الحركة في الحكومة، ورقة لعب جديدة لإحراج الحكومة ورئاسة الدولة، ودفعهما الى اتخاذ مواقف في الصراع تنهي حظوظ نجل الرئيس

يبدو ان الأزمة الأخيرة في حركة نداء تونس ساعدت على تسريع اصطفاف كل الفرقاء في الحركة لواء ولائه ولمن يدين بالولاء. وفي الحقيقة الكل في الحركة يرفع لنفسه ولمصلحته السياسية بدرجات متفاوتة، هذا ما يقوله الشق المعارض، الذي يستند في موقفه إلى إعلان لشق نجل الرئيس

يبدو ان اكّفّ التونسيين ستظل ترفع لبارئها تسأله رحمته لمن قضى نحبه في عمليات ارهابية تجدّ خارج تونس وتسأله ان لا يكون منفذها منا بعد ان باتت الصورة النمطية عنّا اننا « مصدرون للإرهاب » لكل اصقاع الدنيا. اكّف رفعت يوم امس بعد ان نشرت السلطات الالمانية معطيات

« الحكومة حريصة على تتبّع كل من أجرم أو تواطأ أو قصّر في قضية اغتيال محمد الزواري وهي متمسكة بحق الشهيد وبحق تونس» هذه كلمات رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوم أمس من قصر قرطاج، تعلن عن تطور الخطاب السياسي في معالجة عملية اغتيال الزواري المشتبه

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115