ولم تقتصر الأخطار على المساحات المزروعة اذ اشارت تقارير علمية الى سقوط ضحايا للاحترار الذي مرت وتمر به تونس.
اصبح التغيير المناخي يهدد الحياة كما اصبح الوجود البشري مهددا. فقد أشارت عديد التقارير الى الآثار الوخيمة للاحترار على صحة الإنسان. وتعد تونس من أولى البلدان المعنية بالتغير المناخي فقد حذرت عدة تقارير من اقتراب حدوث هذه المخاطر. وفقاً لورقة بحث نُشرت في مجلة «ذا لانسيت» (The Lancet) في أفريل المنقضي والتي اشارت الى ان عدد ضحايا الحرارة في تونس بلغ 116 حالة وفاة.
وتعد منطقة شمال وافريقيا وجنوب المتوسط من أكثر المناطق تضررا حيث تم تسجيل حوالي 4000 حالة وفاة في إسبانيا، وأكثر من 1000 حالة وفاة في البرتغال. وفي الجزائر، يموت 262 شخصاً كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة، و250 في المغرب. ووفق الورقة ذاتها من المتوقع أن تشهد كل المنطقة اي شمال أفريقيا والشرق الاوسط أو معظمها احترارًا كبيرًا بحلول عام 2060 ، مع حدوث أكبر ارتفاع في درجات الحرارة في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
ورغم ان بعض المناطق الساحلية حول شبه الجزيرة العربية ستشهد زيادة في الرطوبة النسبية، من المتوقع أن تشهد كل المنطقة أو معظمها احترارًا كبيرًا بحلول عام 2060 ، مع حدوث أكبر ارتفاع في درجات الحرارة في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ومن المتوقع أن تكون الحالات الشاذة أكبر ولن تقتصر المتغيرات المناخية على فترة الصيف فقط من جوان إلى اوت. وكان المعهد الوطني للرصد الجوي قال : إن شهر جويلية 2022 سيكون احد الأشهر الخمسة الأشد حرارة لأشهر جويلية منذ سنة 1950. السؤال المطروح كيف ستواجه تونس والتونسيون ارتفاع الحرارة في قادم السنوات؟ فالبنى التحتية من تكييف ومرافق صحية وعمران يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المستجدات. وهذا يتطلب اعتمادات مالية ضخمة. لهذا تسعى عديد الدول المتضررة من التغيرات المناخية للضغط على القوى الصناعية التي تعتبر المتسبب في مايشهده الكوكب من كوارث بالترفيع في دعمها لها ومواجهة النتائج على غرار قمم المناخ المتتالية