الروائية ريحان بوزقندة لـ"المغرب": أكتب في فلك ثنائية النسيان والذاكرة

هي إحدى الأصوات الروائية التونسية التي استطاعت أن

تلفت الانتباه بأسلوبها المميز وقدرتها على المزج بين الواقع والخيال والذاكرة. تحمل ريحان بوزقندة شهادة الدكتوراه في اللغة والأدب والحضارة العربية، وتعمل في مجال التعليم، مما منح كتاباتها عمقا إنسانيا ورؤية نقدية لقضايا المجتمع. منذ صدور روايتها الأولى المنسي في الحكاية، واصلت بوزقندة ترسيخ حضورها الأدبي عبر أعمال تستكشف العاطفة والغياب والهوية، لتقدم للقارئ تجربة سردية مختلفة تعتمد التأمل والحس الإبداعي.

1- هل لك في البداية أن تعرفي القارئ بمسيرتك الحياتية والأدبية؟

تعود حكايتي مع الكلمات إلى زمن المعهد حين اخترت شعبة الآداب ثم دراسة اللغة العربية في الجامعة، وتحصلت لاحقا على شهادة الدكتوراه في اختصاص الحضارة. وأنا اليوم أستاذة لمادة العربية في المعاهد الثانوية التونسية منذ قرابة العقدين. أما عالم الأدب فقد وجدت نفسي فيه منذ سنتين حين صدرت روايتي الأولى.
2- كيف جئت إلى عالم الأدب؟
أظن أن الأدق أن هذا العالم الساحر هو من جاء إليّ ورسم لي طريقا جميلا طويلا خطوت فيه دون أن أدري. ولتَدخلَ عالم الأدب في نظري، لابد من شخص يأخذ بيدك إليه ويساعدك أن تخطو خطواتك الأولى فيه، بالنسبة إليّ كان هذا الشخص هو والدي الذي كان يأخذ بيدي وأنا بعدُ طفلة صغيرة، فيطوف بي المكتبات الخاصة ويقتني لي القصص والمجلات ويأخذني إلى المكتبات العمومية لأبقى هناك أقرأ بين الرفوف ثم أستعير الكتب إلى البيت.
3- ماذا يمكن أن نعرف عن إصداراتك؟
روايتي الأولى بعنوان المنسي في الحكاية صدرت سنة 2023 عن دار أوتار وتحصلت على جائزة البشير خريف للإبداع الأدبي في الرواية في معرض الكتاب بتونس سنة 2024، وكانت هذه الجائزة أجمل مشجع لي لمواصلة الكتابة. صدر لي بعدها عن دار منشورات ابن عربي كتاب إلى أبي بريدنا السري وهو في أدب الترسل والحداد، ورواية في حضرة النسيان هي آخر إصدار لي خلال سنة 2025، إضافة إلى طبعتين لرواية المنسي.
4- في نصك الروائي ماهي القضايا التي قمت بمعالجتها؟
كانت ثنائية النسيان والذاكرة الموضوع الأبرز في الروايتين، إذ طالما فكرت في الشخصيات الثانوية في الحياة وفي كل حكاية، في حراس الذاكرة في كل مجتمع وبدأت لي حينها الكتابة وسيلتي السرية لأهبهم حياة جديدة بالكلمات. ولحفظ ذكرى والدي أيضا، ولتكون رسائلي إليه ملاذا لما عاش ألم الحداد، قررت أن تكون رسائلي التي كتبتها إليه على مدى خمس سنوات، منشورة للعلن في كتاب.
5- كتبتِ الرواية وأدب الرسائل فلماذا لم تجربي كتابة النص الشعري والقصة القصيرة؟
أنا وجدت كلماتي وملجأي الشخصي في الرواية وفي أدب الذات، وأظن أن لكل مجال أدبي الإلهام الذي يختار كُتّابَه. أما أنا فقد بنت لي كتابة الرواية والرسائل الحميمية غرفتي الخاصة والسرية ولا أظنني سأغادرها إلى غيرها.
6- ما الأهم في نظرك الشكل الفني للرواية أم تفاصيل النص؟
كلاهما مهم، فأني تسحرني التفاصيل في كل حكاية، لكني أبحث أيضا ودائما عن أشكال جديدة لكتابة الرواية. ولذلك اخترت في الروايتين فكرة العتبات لكل فصل، وذلك باختيار اقتباسات من روايات عديدة تكون مفتاحا للقارئ في كل فصل للفهم والتفكير. وكذلك أحببت إشراك القارئ معي من خلال مخاطبته مباشرة في الهوامش حتى تكون القراءة حوارا مسموعا بين الكاتب والقارئ.
7- حسب رأيك هل تؤدي الثقافة اليوم دورها في المجتمع؟
لقد أدت دورها منذ قرون ولا أظن عصرنا استثناء لذلك، هي فقط قد تأخذ أشكالا جديدة وتكون أكثر مواكبة للعصر. وأجزم أن سحر الحكايات والكلمات في كل مجالات الثقافة، قادر أن يهب الإنسان دوما الوعي والحلم والمتعة معا.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115