ويعد المخطوط العربي "إرثا حضاريا تزخر به دولنا العربية وهو ذاكرة الأمة التاريخية والفكرية والاجتماعية، وجسر بين الحضارات المتنوعة، حمل في طياته علوما ومعارف عدة أسهمت في التقدم والرقي الحضاري والفكري، كما كان شاهدا على إبداع العلماء العرب والمسلمين الذين دعموا هذه الحركة الفكرية من خلال التدوين والترجمات على مر العصور".
نظم معهد المخطوطات العربية احتفالية يوم المخطوط العربي يوم 5 أكتوبر في دورته 13 بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض.
مخبر رقادة مرجعا وطنيا وإقليميا في العناية بالمخطوطات
تحت شعار «المخطوط العربي: حياة أُمّة ورائد حضارة»،احتفى «يوم المخطوط العربي» الذي تنظمه سنويا منظمة «الألكسو» بتكريم ثلاث فئات: شخصية العام ومؤسسة العام وكتاب العام .
وقد كانت تونس صاحبة لقب "مؤسسة العام" حيث تحصل المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات برقادة من ولاية القيروان على جائزة مؤسسة العام في العمل التراثي العربي التي يسندها معهد المخطوطات العربية في الرياض بالمملكة العربية السعودية .
وقد تأسس المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات برقادة عام 1995 تحت إشراف المعهد الوطني للتراث ، واتخذ من رقادة قرب مدينة القيروان مقرا له، حيث يعمل على تطوير تقنيات الترميم والمعالجة الكيميائية، إلى جانب إدخال منهجيات الرقمنة والفهرسة الحديثة. ومنذ تأسيسه، صار المخبر مرجعا وطنيا وإقليميا في مجال العناية بالمخطوطات.
وتضم خزائن القيروان مجموعات تُعد من أقدم وأهم المقتنيات التراثية في العالم الإسلامي، بينها ما يقارب 44 ألف ورقة قرآنية غير مجلدة، وأكثر من 48 ألف ورقة غير قرآنية، بالإضافة إلى 381 وثيقة فقهية وقانونية خاصة، و115 بردية مصرية. ويتمثل "عمل المخبر في مراحل علمية دقيقة لحفظ المخطوطات من خلال العملية الوقائية التي تسبق الترميم وهي معاينة علمية لحالة المخطوط وتعقيمه بهدف المحافظة عليه من الأمراض وتنظيفه، ثم يتم إدراجه في فهرس مدقّق ومصنّف حسب المواصفات الدولية وفي مرحلة أخرى تتم رقمنته".
الباحث السعودي يحيى محمود بن جنيد شخصية العام
في الاحتفال بيوم المخطوط العربي لعام 2025، تم اختيار الدكتور السعودي يحيى محمود بن جنيد شخصية العام في البحث التراثي العربي تقديرا لإسهاماته الواسعة في خدمة التراث وصون المخطوط العربي، وتكريما لمسيرة امتدت عقودا في البحث والتأليف والتحقيق.
وقد ذهبت جائزة " كتاب العام " إلى العراق بفضل كتاب «جامع فرائد الملاحة في جوامع فوائد الفلاحة»، بتحقيق الدكتور العراقي إحسان ذنون الثامري (العراق)، تقديرا لقيمته العلمية وما يحمله من معارف زراعية وصحية تعكس ثراء التراث العربي المخطوط.