الإبادة الصهيونية تدخل مرحلة جديدة أكثر فتكا الاحتلال يعلن بدء الاجتياح البري لغزة وسط تحذيرات أممية

دخلت امس الحرب الصهيونية على غزة مرحلة جديدة أكثر فتكا وخطورة

في سياق مخطط الإبادة الجماعية الذي يديره مجرم الحرب بنيامين نتنياهو . جاءت هذه العملية البرية الجديدة بعد محاولة استهداف الوفد التفاوضي لحماس في الدوحة وكذلك بعد القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر ، لتكون بمثابة جواب صهيوني على كل مبادرات الوساطة القطرية أي مزيد الاجرام والتقتيل . فهدف الاحتلال ومخططه جلي وواضح وهو تحقيق " إسرائيل الكبرى" من خلال تهجير أكثر من مليون فلسطيني من القطاع المنكوب.

اذ تزداد اليوم مخاطر نزوح مئات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى في نكبة جديدة تفاقم معاناة هذا الشعب في وجه أعتى احتلال . وما يشجع جيش العدو على ارتكاب المزيد من الجرائم ومسح غزة وتدميرها وتهجير شعبها هو صمت المجتمع الدولي الذي فشل في وقف حرب الإبادة وفي ردع دولة الاحتلال التي تواصل في غزة نسف القانون الدولي وقتل الإنسانية .
تحرك اسباني
وعلى خلفية الإبادة في غزة بدأت عديد الدول التحرك واتخاذ إجراءات لردع الاحتلال عن جرائمه ، واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية أمس للمرة الثانية خلال 5 أيام- القائمة بأعمال سفارة الاحتلال في مدريد، دانا إرليخ وهي الممثلة الرئيسية للسفارة في مدريد، احتجاجا على "التصريحات غير المقبولة" لوزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر بحق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وقالت الخارجية الإسبانية في بيان لها إن القائمة بأعمال السفارة استدعيت "للاحتجاج على التصريحات والمواقف غير المقبولة التي أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي بشأن إسبانيا ورئيس الوزراء" بيدرو سانشيز.
ووصف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، بيدرو سانشيز بأنه "معادٍ للسامية" و"كاذب"، بعدما عبّر رئيس الوزراء الإسباني عن "إعجابه" بالمحتجين المؤيدين للفلسطينيين الذين عرقلوا طواف إسبانيا للدراجات الهوائية. وأشاد سانشيز بالاحتجاجات السلمية المناهضة لإسرائيل خلال سباق طواف إسبانيا للدراجات الهوائية "لافويلتا" قائلا "إسبانيا أنقذت شرف أوروبا".
كما استدعت مدريد سفيرتها في إسرائيل الأسبوع الماضي، على خلفية التوترات الحادة بين البلدين، بعد إعلان الحكومة الإسبانية إجراءات جديدة "لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة".
في المقابل هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا بانه إذا استخدمت حماس الرهائن دروعا بشرية فسنفتح عليهم أبواب الجحيم وأضاف :" سنرى ما سيحدث بخصوص الهجوم الإسرائيلي البري الجديد على غزة".

تحذيرات دولية
وفيما تدخل الحرب في غزة فصلا جديدا من التصعيد والاجرام، مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء "المرحلة الأساسية" من عملياته العسكرية للاحتلال الكامل لمدينة غزة، تتعالى الأصوات الدولية المحذرة من كارثة إنسانية متفاقمة ، في ظل اتهامات رسمية وجهتها لجنة تحقيق أممية لإسرائيل بارتكاب أفعال ترقى إلى الإبادة الجماعية.وفي ساعة مبكرة من فجر أمس الثلاثاء، شنّ جيش الإحتلال الإسرائيلي قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مدينة غزة. وأعلن الاحتلال أنه انتقل إلى ما سمّاه "المرحلة الأساسية" من خطته، في إطار هجوم بري موسّع هدفه الاحتلال الكامل للمدينة التي تحوّلت إلى ركام خلال الشهور الماضية في ظل حرب إبادة غير مسبوقة.
وقال مسؤول عسكري صهيوني إن العملية تستهدف تفكيك مازعم أنه القدرات القتالية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تصريحات أكدها وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي قال إن "مدينة غزة تحترق"، مضيفا "أنّ العملية لن تتوقف قبل تحقيق كامل أهدافها العسكرية والسياسية."
وفي مشهد يعكس الانخراط الأمريكي المتزايد، زار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ''إسرائيل'' في خضم العمليات، مؤكدا دعم واشنطن المطلق لحليفتها في ماتزعم أنه "حقها بالدفاع عن نفسها وتحقيق أهدافها الأمنية". وفي تحذير مبطّن لحركة حماس، قال ''روبيو'' إنّ أمام الحركة "مهلة قصيرة جدا" للقبول باتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفا أن "الوقت المتاح بات يُقاس بالأيام، لا بالأشهر".
وفي حين تزامنت الزيارة مع التصعيد العسكري، جاءت أيضا عقب محاولة فاشلة شنتها إسرائيل ضدّ عدد من قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في تطور يعكس نقل المواجهة إلى مساحات خارج غزة.
وفي تحوّل خطير، أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة تقريرا اتهمت فيه "إسرائيل" بارتكاب جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة.
وقالت اللجنة إن جيش الإحتلال الإسرائيلي ارتكب "أربعة من أصل خمسة أفعال" تُعرّف بها جريمة الإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة،
وأكدت نافي بيلاي، رئيسة اللجنة، أن "الإبادة لا تزال جارية"، مشيرة إلى أن الدولة الإسرائيلية تتحمل "المسؤولية القانونية الكاملة". وأضافت أنّ اللجنة جمعت أدلّة دامغة على أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاوزت بكثير حدود ما يمكن اعتباره "دفاعا مشروعا عن النفس".من جهته، أدان مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، توسيع ''إسرائيل'' عملياتها البريّة، معتبرا ما يحدث في غزة "مذبحة لا يمكن السكوت عنها". وقال في تصريحات صحفية إنّ "العالم يصرخ من أجل السلام، وما تفعله "إسرائيل" الآن هو تصعيد إضافي غير مقبول"، داعيا إلى وقف فوري للعمليات العسكرية والعودة إلى المسار السياسي.وتأتي تصريحات تورك في وقت بلغ فيه عدد الشهداء المدنيين مستويات مفزعة، مع تسجيل 27 شهيدا في يوم واحد فقط، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني، غالبيتهم في مدينة غزة. وتُضاف هذه الحصيلة إلى عشرات آلاف الشهداء والجرحى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وبعد نحو عامين من القصف المتواصل، تحولت مدينة غزة إلى مكان غير قابل للعيش ، دمار واسع طال البنى التحتية، المستشفيات، المدارس، والمساجد، فيما اضطر أكثر من مليوني فلسطيني إلى النزوح داخل القطاع المحاصر.وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من "مجاعة حقيقية" تضرب القطاع، في ظل الحصار المحكم وانهيار سبل الإغاثة الإنسانية.
ومع اتساع نطاق العملية البرية، تتضاءل فرص عودة النازحين، بينما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات هائلة في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب القصف المتواصل.
تنديد دولي
من جهتها عبرت عدة دول، أمس الثلاثاء، عن إدانتها لتوسيع إسرائيل عمليتها العسكرية في مدينة غزة، داعية إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وأدانت ألمانيا توسيع العملية البرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما اعتبره وزير خارجيتها يوهان فادفول بأنه "في الاتجاه الخاطئ تماما".
وقال خلال مؤتمر صحفي إن برلين توجّه "نداء عاجلا إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جميع الجهات التي هي على اتصال مع حماس" للعودة إلى "مسار مفاوضات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن".
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر على حسابها في منصة "إكس" إن "الهجوم الجديد للجيش الإسرائيلي على غزة متهور ومروّع للغاية".وأضافت: "لن يجلب سوى المزيد من إراقة الدماء، وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وتعريض حياة الرهائن المتبقين للخطر".وتابعت: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية من دون قيود، ومسار نحو سلام دائم".من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة "سيسبّب مزيدا من الدمار والموت".
''إسرائيل'' تهدد ميناء الحديدة في اليمن
في خطوة تنذر بتوسيع رقعة المواجهة إقليميا، وجّه جيش الإحتلال الإسرائيلي إنذارا عاجلا لإخلاء ميناء الحديدة اليمني، الذي يخضع لسيطرة جماعة الحوثي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، قصف ميناء الحديدة غربي اليمن، بينما قالت جماعة الحوثي إن دفاعاتها الجوية تمكنت من إفشال الهجوم.
وقال الاحتلال الإسرائيلي في بيان: "تم تنفيذ غارات استهدفت بنى تحتية عسكرية لنظام الحوثي في ميناء الحديدة باليمن".بدورها، قالت "القناة 14" العبرية إن مقاتلات إسرائيلية تشن هجوما على ميناء الحديدة باليمن، دون تفاصيل.
وتعقيبا على ذلك، قال المتحدث العسكري للجماعة اليمنية يحيى سريع في بيان: "دفاعاتنا الجوية تتصدى في هذه الأثناء للطائرات الإسرائيلية التي تشن عدوانا على بلدنا".وأضاف: "الدفاعات الجوية سببت حالة إرباك كبيرة لطائرات العدو، وأجبرت بعض التشكيلات القتالية منها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ عدوانها، وتم إفشال دخولها للعمق بفضل الله".
يأتي هذا بينما تتوغّل الدبابات الإسرائيلية في قلب مدينة غزة، تتقلص فرص الحل السياسي، في ظل عجز دولي واضح عن وقف آلة الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. ومع توجيه اتهامات رسمية بارتكاب جرائم إبادة، تدخل "إسرائيل" مرحلة حساسة على الصعيد القانوني والدبلوماسي، في حين يجد الفلسطينيون أنفسهم محاصرين بين أنقاض مدنهم، بلا أفق ولا ضمانات.
الذكرى الـ43 لمجزرة صبرا وشاتيلا
من جهة أخرى دعت "دائرة العمل الجماهيري" في حركة "حماس" بلبنان، إلى دعم المقاومة الفلسطينية والتصدي لـ "وحشية الاحتلال الإسرائيلي"، وجاءت هذه الدعوة في بيان صدر في سياق إحياء ذكرى مجزرة "صبرا وشاتيلا" التي وقعت في 16 سبتمبر 1982، وراح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، إثر هجوم نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت.
ووصف البيان المجزرة بأنها "واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن عمليات القتل استمرت ثلاثة أيام واستخدمت فيها أسلحة فردية متنوعة، من بنادق وسكاكين وبلطات، في مشهد وصفه بـ"الإرهابي الغادر". وأكد أن الهدف من المجزرة كان تهجير اللاجئين الفلسطينيين من لبنان وإنهاء وجود المقاومة الفلسطينية هناك.
وفي سياق الذكرى، شددت "حماس" على أن المجزرة لا تزال حاضرة في الوعي الفلسطيني والعالمي، نظراً لبشاعتها واستهدافها للمدنيين الأبرياء. وربط البيان بين مجزرة صبرا وشاتيلا وما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن "الفاعل واحد"، في إشارة إلى استمرار عمليات القتل والتهجير في قطاع غزة والضفة الغربية، والاعتداءات المتكررة على دول عربية أخرى.
كما حمّل البيان المجتمع الدولي مسؤولية الصمت عن الجرائم الإسرائيلية السابقة، معتبراً أن هذا الصمت شجّع الاحتلال على مواصلة اعتداءاته، لا سيما في قطاع غزة، حيث وصف ما يجري هناك بأنه "عملية إبادة جماعية" تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين من أرضهم.
ودعت الحركة إلى الرد على هذه الجرائم عبر دعم المقاومة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدة أن مواجهة مخططات الاحتلال تتطلب تماسكاً شعبياً وسياسياً. واختتم البيان بتحية إلى الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، مشيداً بصموده وتضحياته في سبيل إفشال ما وصفها بالمخططات الإسرائيلية كافة.

16 دولة توجه نداء مشتركا

من جهة أخرى دعا وزراء خارجية 16 دولة، من بينها تركيا، إلى احترام القانون الدولي وتجنب الأعمال غير القانونية ضد أسطول الصمود العالمي، الذي يهدف إلى إيصال المساعدات إلى غزة.
جاء ذلك في بيان صادر،أمس الثلاثاء، عن وزراء خارجية تركيا وبنغلاديش والبرازيل وكولومبيا وإندونيسيا وأيرلندا وليبيا وماليزيا وجزر المالديف والمكسيك وباكستان وقطر وعُمان وسلوفينيا وجنوب إفريقيا وإسبانيا.وأعرب الوزراء في البيان عن قلقهم بشأن أمن أسطول الصمود العالمي، الذي يشارك فيه مواطنون من بلدانهم.
ولفت البيان إلى أن أسطول الصمود العالمي يهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخلق وعي بشأن الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني وضرورة إنهاء الحرب في غزة.وأكد أن هدفي السلام وإيصال المساعدات الإنسانية، إلى جانب مبدأ احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، هي أهداف مشتركة بين حكومات الدول المذكورة آنفا.
وأضاف: "لذلك، ندعو إلى تجنب جميع الأعمال غير القانونية أو العنيفة ضد الأسطول، وإلى احترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".وأردف: "نذكّر بأن أي انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك الهجمات على السفن في المياه الدولية أو الاحتجاز غير القانوني، وأي انتهاك لحقوق الإنسان للمشاركين في الأسطول، سيؤدي إلى تحمل المسؤولية القانونية".
ونهاية أوت الماضي، انطلقت قافلة سفن ضمن الأسطول من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر الجاري، من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا.وفي 7 سبتمبر الجاري، بدأت السفن القادمة من إسبانيا وإيطاليا ضمن "أسطول الصمود" بالوصول إلى سواحل تونس، تمهيدا للتوجه إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي وفتح ممر إنساني لإيصال مساعدات لإغاثة الفلسطينيين المجوعين.

''جحيم غزة"
من قطاع غزة، قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن النزوح الجماعي القسري للعائلات "تهديد مميت للفئات الأكثر ضعفا"، مع استمرار تساقط القنابل على مدينة غزة في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة.
جاء ذلك في أعقاب تقارير تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي صعّد هجومه البري على مدينة غزة، وأمر السكان بمغادرة المنطقة. وفي حديثها من جنوب القطاع إلى الصحفيين في جنيف، قالت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إنغرام إن العائلات الفلسطينية وأطفالها الجائعين يُدفعون جنوبا من "جحيم" إلى آخر.
وقالت: "من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، ممن عانوا من العنف والصدمات النفسية جراء أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفرّوا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".

غياب الخيارات الجيدة
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أحصى الشركاء الذين يرصدون حركة السكان في غزة خلال الأيام القليلة الماضية ما يقرب من 70 ألف نازح متجهين جنوبا، وحوالي 150 ألفا خلال الشهر الماضي. وقالت إنغرام إن الطريق الوحيد المتاح – وهو شارع الرشيد - كان "مزدحما للغاية" عندما زارته يوم أمس الأول الاثنين.
ووصفت المتحدثة باسم اليونيسف لقاءها بأم سارت لأكثر من ست ساعات من مدينة غزة إلى الجنوب مع أطفالها الخمسة، "جميعهم متسخون، عطشى، ويتضورون جوعا"، اثنان منهم حافيا القدمين. وأضافت أن هذه العائلات تدفع إلى "ما يسمى بالمنطقة الإنسانية" التي تشمل المواصي والمناطق المحيطة بها.ووصفت إنغرام وجهتهم بأنها "بحر من الخيام المؤقتة، واليأس الإنساني" حيث الخدمات غير كافية لدعم مئات الآلاف الذين يعيشون هناك بالفعل.واستذكرت أن منطقة المواصي تعرضت لهجوم قبل نحو أسبوعين، قُتل فيه ثمانية أطفال أثناء وقوفهم في طابور للحصول على الماء؛ وكان أصغر الضحايا في الثالثة من عمره.
وأكدت أن "الناس ليس لديهم خيار جيد حقا"، إلى درجة أن بعض العائلات "تأتي وتنظر وتعود إلى مدينة غزة"، عندما تدرك أنه "لا يوجد مكان آمن" للذهاب إليه.
وقالت إن سوء التغذية لدى الأطفال في غزة يتفاقم، مشيرة إلى أنه وفقا لتقديرات اليونيسف، يحتاج حوالي 26 ألف طفل في القطاع حاليا إلى علاج لسوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من عشرة آلاف طفل في مدينة غزة وحدها، التي تم تأكيد وجود المجاعة فيها أواخر الشهر الماضي.وأفادت إنغرام بأن مزيدا من مراكز التغذية في مدينة غزة أجبرت على الإغلاق هذا الأسبوع بسبب أوامر الإخلاء والتصعيد العسكري، مما "حرم الأطفال من ثلث مراكز العلاج المتبقية التي يمكن أن تنقذ حياتهم". وأكدت أن العاملين في المجال الإنساني لا يزالون في مواقعهم ويواصلون الاستجابة للأزمة، "لكن الأمر يزداد صعوبة مع كل قصف وكل منع".

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115