ترامب يلتقي نتنياهو في واشنطن على وقع مفاوضات جديدة للهدنة هل تنتهي الزيارة بوقف العدوان الصهيوني على غزة؟

مرة جديدة يتوجه رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى

واشنطن في زيارة تعدّ الأكثر حساسية وإثارة للجدل. وتأتي في ظل حرب إبادة مستعرة في قطاع غزة . فعلى أنقاش غزة وعلى دماء شهدائها يحاول مجرم الحرب نتنياهو ان ينفذ المشروع الصهيوني الأكبر لغزة وفلسطين والمنطقة عموما امام أنظار العالم . وبينما تتواصل الضغوط الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، تثير هذه الزيارة تساؤلات حاسمة: هل يحمل نتنياهو في جعبته تنازلات سياسية قد تفضي إلى تهدئة حقيقية؟ أم أن الزيارة تأتي في إطار محاولة لشراء الوقت، وتثبيت مكاسب ميدانية قبل العودة إلى طاولة المفاوضات؟

وتتزامن زيارة نتنياهو مع تصاعد حدة الانتقادات الدولية الموجهة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ليس فقط على خلفية استمرار العمليات العسكرية في غزة وما أسفرت عنه من آلاف الشهداء والجرحى المدنيين، بل أيضا في ضوء التوتر المتزايد بين تل أبيب وحلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي تجد نفسها في موقف شديد الحساسية بين دعمها الاستراتيجي لإسرائيل من جهة، والتزاماتها الأخلاقية والإنسانية ومصالحها الإقليمية من جهة أخرى.
في الأوساط الدبلوماسية، تتكثف التقديرات حول احتمال أن تشهد هذه الزيارة انفراجة نوعية، قد تُترجم بإعلان مبدئي – أو حتى ضمني – عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة مع الحديث عن تحركات إقليمية ودولية متسارعة، تشمل وساطات مصرية وقطرية وأممية لإبرام صفقة تهدئة تشمل الجانبين. لكن المتابعين لسلوك نتنياهو، المعروف بمراوغته السياسية وتشديده على "أمن إسرائيل أولا"، يرون في الزيارة أيضا محاولة للضغط على الإدارة الأمريكية من أجل الحصول على مزيد من الدعم العسكري والمالي، مع تأجيل أي التزامات جوهرية تتعلق بوقف الحرب أو الانخراط في تهدئة مع حماس.

جولة مفاوضات في الدوحة
جاءت الجولة الجديدة من المفاوضات غير المباشرة بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، لتفتح باب التكهنات حول مدى اقتراب التوصل إلى اتفاق ينهي ولو مؤقتا حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال الغاصب في غزة منذ أكتوبر 2023. وتزامنت المفاوضات مع الزيارة التي يؤديها رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي إلى واشنطن يليها لقاء مرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مشهد دبلوماسي يوحي بتحركات واعدة، بينما الواقع في غزة ينطق بعكس ذلك.
وصرح مصدر فلسطيني مطّلع وفق "فرانس براس" أن المفاوضات تدور حول "آليات التنفيذ" لبنود الاتفاق، وسط تجاذب حول الشروط، أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وضمانات بعدم استئناف العدوان بعد انتهاء الهدنة. وكما جرت العادة، يُدار الحوار عبر وسطاء – قطر، ومصر، والولايات المتحدة .
من يُمسك بخيوط الصفقة؟
في واشنطن، يُعيد ترامب استثمار الورقة الفلسطينية في حملته السياسية الداخلية، مع وعود بالإفراج عن "عدد من الرهائن" خلال الأسبوع الجاري. أما نتنياهو، فيخوض المعركة على أكثر من جبهة: جبهة غزة، وجبهة الداخل الإسرائيلي الذي بدأ يصحو على ثمن الحرب الطويلة، وجبهة واشنطن حيث يسعى إلى تحصيل "شروطه" بلا تقديم تنازلات.
وتكشف تصريحات نتانياهو حول رفض "تعديلات حماس على المقترح الأولي" أن المسافة لا تزال بعيدة بين الخطابات السياسية والاتفاق الفعلي، رغم تأكيده إرسال وفد بمهمّة "واضحة" لإنجاز الاتفاق. وبينما تتداول وسائل الإعلام بنودا غير نهائية للصفقة، تواصل آلة الحرب عملها كأن شيئا لم يكن.
في المقابل، صوّتت مجموعة دول "بريكس" أمس الأول الأحد لصالح دعوة عاجلة لوقف "غير مشروط" لإطلاق النار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وأطلق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تصريحا مدويا في افتتاح القمة قال فيه: "لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، والمجازر بحق المدنيين، واستخدام الجوع كسلاح حرب".
وتطالب حماس اليوم بشروط واضحة وهي انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العمليات العسكرية، وضمان دولي لإعادة الإعمار وتوزيع المساعدات. شروط تعكس وعيا سياسيا متقدما، لكنها تصطدم بعقيدة الاحتلال القائمة على الإخضاع بالقوة، والتفوق العسكري، والتلاعب بالوقت.
ووفق مراقبين لا يبدو أن المفاوضات الجارية في الدوحة قادرة وحدها على إنهاء الحرب. فالمعركة اليوم لم تعد فقط على الأرض، بل على الرواية، وعلى الشرعية، وعلى مستقبل غزة التي تحاول "إسرائيل" تفريغها من سكانها، مقابل مجتمع دولي عاجز ومتواطئ. فهل تُفضي هذه المفاوضات إلى هدنة جديدة... أم إلى جولة جديدة من القصف؟
"الحوثي" تعلن استهداف مواقع إسرائيلية
من جانبها أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، أمس الاثنين، استهداف مواقع حيوية في إسرائيل بينها مطار بن غوريون في تل أبيب، مستخدمة 3 صواريخ بالستية و8 طائرات مسيرة.جاء ذلك في بيان متلفز للمتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، وفق الأناضول، غداة مهاجمة الجيش الإسرائيلي 3 موانئ بحرية ومحطة كهرباء باليمن.
وقال سريع: "تم استهداف مطار اللد (بن غوريون في تل أبيب) بصاروخ بالستي فرط صوتي نوع فلسطين2 ".وأضاف أنه "تم استهداف ميناء أسدود (وسط) بصاروخ بالستي فرط صوتي، وكذلك استهداف محطة الكهرباء في منطقة عسقلان المحتلة (بمحاذاة غزة) بصاروخ مماثل".سريع أشار إلى "استهداف ميناء أم الرشراش (إيلات/ جنوب) بثمان طائرات مسيرة".
وأكد المتحدث العسكري "وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى أهدافها بنجاح، وفشل المنظومات الاعتراضية في التصدي لها".وأوضح أن هذه العملية العسكرية تأتي "ردا على العدوان الإسرائيلي على اليمن، واستمرارا في الانتصارِ للشعب الفلسطيني المظلوم".
وفجر أمس الاثنين، قالت قناة المسيرة التابعة للجماعة، إن "العدو الإسرائيلي استهدف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة الكهرباء المركزية رأس الكثيب في مدينة الحديدة (غرب)".من جانبها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "بعد دقائق من إصدار الجيش تحذيرا بإخلاء عدد من الموانئ في اليمن، قام سلاح الجو بشن غارة على ميناء الحديدة اليمني"، دون مزيد من التفاصيل.

''حزب الله'' يدين
من جهته أدان "حزب الله" في بيان له، أمس الإثنين، الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف فجر أمس الموانئ والمنشآت الحيوية في اليمن، داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب اليمني.
وأعرب "حزب الله " في بيانه عن إدانته الشديدة "للعدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف فجر اليوم الموانئ والمنشآت الحيوية في اليمن العزيز، إذ يتوهم العدو أنه بمثل هذا العدوان يمكنه أن يردع اليمن أو يثنيه عن موقفه المشرف في مساندة غزة، أو أن يوقف الضربات الموجعة والمؤلمة التي يتلقاها من أبطال اليمن الشجعان في عمق كيانه اللقيط."
وأكد "حزب الله "أن "هذا العدوان الجبان لن يحقق أهدافه، كما فشل من قبل العدوان الأمريكي على اليمن، نعلن مجددا وقوفنا الكامل والثابت إلى جانب الشعب اليمني الأبي"، داعيا "جميع الدول والشعوب الحرة في العالم، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية، إلى رفع الصوت عاليا ومساندة هذا الشعب المجاهد والشجاع، الذي يدافع عن كرامة الأمة كلها."
وأضاف: "العدو الإسرائيلي لا يزال عاجزا عن فهم طبيعة هذا الشعب اليمني الصابر والمجاهد، ومواقفه النابعة من عقيدة راسخة بأن الحق أحق أن يتبع، ومن إيمان صادق بالدفاع عن المظلومين والمستضعفين".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115