هل تقترب " دولة الإحتلال " من تحولات داخلية !؟ (4)

على الرغم من الطابع السري للإفادة الخطية التي قدمها رئيس جهاز الأمن الداخلي ( الشاباك ) للمحكمة العليا

إلا أن منتقدي الحكومة من المعارضة البرلمانية ووسائل الإعلام وصفوها بأنها بمثابة لائحة إتهام بحق نتنياهو . ومن التسريبات التي تناولتها وسائل إعلام محلية حول إفادة ''رونين بار'' أن نتنياهو طلب منه في أكثر من مناسبة تنفيذ أعمال غير قانونية في عدة مسائل ، أبرزها توجيه موارد الشاباك لمراقبة نشطاء الإحتجاجات المناهضة للحكومة . وذكر 'بار' أنه تم إبلاغه بوضوح أنه في حالة وقوع أزمة دستورية عليه أن يطيع رئيس الحكومة لا المحكمة العليا ( وهو ما يوحى بأن بار لم يكن باراً تماماً بالبنيامين).

استحوذت إفادة ''بار'' على الجانب الأكبر من اهتمام وسائل الإعلام المحلية للاحتلال . ونشرت صحيفة ''معاريف'' المحاور الرئيسية الواردة في إفادة ''بار'' وأن استبعاده من طاقم التفاوض في صفقة الرهائن قد ألحق ضرراً بفرص الإفراج عنهم . وكتب ''نداف إيدال'' في يديعوت أحرونوت أن هناك دلائل على نية نتنياهو وائتلافه تدمير الديمقراطية أبرزها طلب رئيس الحكومة من ''بار'' عدم الانصياع للقانون. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجزء السري من إفادة 'بار' قد شمل معلومات تفصيلية بشأن تحقيقات مع مُقربين من نتنياهو ، وأن بار قد أشار في الإفادة أنه ليس معلوماً له أسباب إقالته من منصبه ، وإن كان تسلسل الأحداث يستدعى الإدراك بأنها لا تستند إلى أسباب مهنية وإنما بتوقع ولاء شخصي لرئيس الوزراء ، وتلك الإفادة تسببت في خروج الآلاف إلى ساحة ''هييما '' فيث وسط تل أبيب للتظاهر ضد الحكومة .
وفي حين ذهب بيان مكتب رئيس الوزراء إلى إبراز فشل ' بار ' فشلاً ذريعاً في التعامل مع التحريض ضد المستوى السياسي ومن قبله الفشل في 7 أكتوبر ، عقد قادة المعارضة جلسة مشاورات صدر عنها بياناً يشير إلى أن تصرفات رئيس الوزراء - كما وردت في تصريح رئيس الشاباك - تُعرِض أمن ومستقبل دولة الاحتلال ووجودها للخطر .واتفق زعماء المعارضة على التقدم بطلب عقد جلسة طارئة للهيئة العامة للكنيست لمناقشة التطورات الأخيرة. كما إنتقد زعيم المعارضة ' يائيير لابيد ' البيان الصادر عن حزب الليكود بأن ''بار'' يحول أجزاء من جهاز الشاباك إلى ميليشيا خاصة للدولة العميقة ، وأشار ''لابيد '' أن مثل هذا البيان له عواقب وتجاوز الخط الأحمر ، مخاطباً الليكود وزعيمه بأنه من الأجدى دعم الشاباك والأجهزة التي تحافظ على بقاء الدولة بدلاً من دعم التحريض.
واستمرارا لأجواء البيانات المتبادلة بين أركان الحكم في دولة الإحتلال ، وتفاعلاً مع تعليقات لابيد ، نشر حزب الليكود بياناً للتعقيب على تصريحاته بأنه في حين لم يرفع "لابيد" صوته ضد التحريض الجامح والخطير ضد رئيس الحكومة فإنه يشارك بشكل قوى في هذا التحريض . كما دخل على خط البيانات والتعليقات ''غانتس'' رئيس حزب الوحدة الوطنية الذي وصف إفادة ''بار'' بأنها شجاعة والتي تكشف في تقديره عن تسلل الاعتبارات الشخصية إلى صلب منظومة اتخاذ القرار في إسرائيل . كما تواكبت تلك الأجواء وحرب البيانات مع إجراء قيادة سلاح الجو مشاورات داخلية للنظر في تدابير فصل جنود الاحتياط الذين وقعوا على " العريضة الاحتجاجية " ضد استمرار الحرب في غزة ، علماً بأن من بين الموقعين على الرسالة نحو 60 من جنود الاحتياط ( مازالوا في الخدمة الفعلية ) ومن بينهم 7 طيارين .
ومن أجل التغطية على النزاعات الداخلية في دولة الإحتلال يستمر عنف المستوطنين ، وكذلك الهدم العقابي لمنازل الفلسطينيين ، مع تسريع التشريعات والاستيلاء على الأراضي لتحقيق الطموحات البنيامينية بضم الضفة الغربية ، ونشير هنا إلى وقفات احتجاجية أمام وزارة الدفاع توزع لافتات تدعو إلى رفض الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال. فضلاً عن إنتقادات إعلامية لما ورد في حديث نتنياهو بأنه لن يستسلم وأنه يعتزم الدخول في عملية احتلال كامل ودائم لقطاع غزة ، الأمر الذي دفع يديعوت أحرونوت إلى طرح تساؤلات : هل يخطط نتنياهو لحرب أبدية ؟ هل يسعى وراء نصر لا يمكن تحقيقه !؟ ، ومنتقدين تخليه عن الرهائن -على المستويات التكتيكية والإستراتيجية والأخلاقية - نظراً لأنهم لا ينسجمون مع أجندته وطموحاته .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115