"المعمداني" لناجي بن جنّات في طبعة ثانية: غزّة والطوفان وملاحم الإنسان

"كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقًا صغيرًا يتَّسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود"،

هكذا كتب غسّان الكنفاني في روايته "عائد إلى حيفا"... وبعد مرور عشرات السنوات على هذه الكلمات، لا شيء قد تغير بل صارت الدموع أنهارا وصار الأطفال المفقودين والموتى يحصون بالآلاف والآلاف... اليوم في غزة كل حلم الأطفال والنساء والشيوخ رصيف ينامون عليه وقطعة رغيف في ملاحم حياة يشهد عليها مستشفى "المعمداني".في طبعة أولى سنة 2024 وطبعة ثانية سنة 2025، صدرت رواية "المعمداني: قصة غزة من الجذور إلى الطوفان" للكاتب التونسي ناجي بن جنات في حوالي 300 صفحة عن دار المغاربية للنشر.

رواية وثائقية عن "قصة غزة من الجذور إلى الطوفان"

يبقى الأدب كما الفن سلاحا من أسلحة المقاومة، وصوتا مؤثرا يقاوم دوّي الرصاص ليحدّث عن مآسي البشر ويخلد بطولات الإنسان في فلسطين وغزّة من أجل البقاء وحماية الأرض. في هذا السياق جاءت رواية "المعمداني: قصة غزة من الجذور إلى الطوفان" للكاتب والصحفي ناجي بن جنّات لتوثق لواحدة من أبشع وأشرس فصول المقاومة الفلسطينية عبر التاريخ.
في شكل رواية وثائقية، تؤكد صفحات "المعمداني" الوجه القبيح للعالم وللممارسات اللاإنسانية واللاّعادلة وسياسية المكيالين في التعاطي مع القضية الفلسطينية "إنها حرب الإبادة الأكثر ترويعا ووحشية في تاريخ البشرية، خلفت في ظرف وجيز عشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، ودمارا رهيبا واسعا يفوق ما أسفرت عنه القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاغي، وتجاوز بكثير ما أصاب المدن الألمانية من دمار في الحرب الكونية الثانية، أو مدن كوريا وفيتنام الشماليتين وهي تحت وطأة القصف الأمريكي المسعور في خمسينات وسيتنيات القرن المنقضي. حرب لا نظير لوحشيتها وساديتها وبشاعتها وقذارتها".
ولأنها "حرب تتطلب القراءة والتدوين، حتى لا تضيع وقائعها وآثارها الرهيبة في غبار الزمن والتاريخ والنسيان، فإن هذه الرواية الوثائقية "المعمداني" تسهم في هذا الجهد الأدبي التاريخي المطلوب بمداد من الحبر والدم".
في رواية "المعمداني قصة غزة من الجذور إلى الطوفان" للكاتب ناجي بن جنات لا مجال لكثير من الخيال والتخييل فأحداث الواقع تجاوزت لبشاعتها سقف السريالية. وقد صرّح ناجي بن جنّات أنّ "المعمداني" رواية "تنطلق من بنية تاريخية حقيقية، فشخصيات أبطالها مستوحاة من الواقع من واقعة قصف مشفى المعمداني والمجزرة التي نفذها الصهاينة هناك بعد اندلاع طوفان الأقصى بأيام، ويتحدث فيها عن حجم الخسائر البشرية من شهداء ومفقودين". وقد انطلقت الرواية من حدثين رئيسيين "عملية طوفان الأقصى" وقصف المشفى واستباحته وارتكاب المجازر والجرائم فيه وحوله، في واحدة من أبشع المذابح في القطاع المحاصر والمصر على الدفاع عن الأرض والعرض حتى آخر رمق، حتى أخر الطريق المفروش بدماء الشهداء الزكية وبطيف أطفال وعصافير جنة ارتقوا وهو يحلمون بلعبة عيد وقطعة رغيف !

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115