خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري في ندوة صحفية بنقابة الصحفيين: تأكيد على دور الإعلام في كشف جرائم الإحتلال.. ودعوة للثبات الفلسطيني والعربي في مواجهة ''إسرائيل''

استضافت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم أمس الخمس ، خطيب المسجد الأقصى الدكتور عكرمة صبري

وذلك على هامش زيارة هامّة يؤديها إلى تونس، حيث قدّم محاضرة صحفية تناول فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، داعيا الشعب الفلسطيني إلى الثبات في مواجهة كلّ المخططات الصهيو-أمريكيّة التي تهدف إلى سلبه حقوقه وأرضه.

وخلال الندوة، تحدّث الدكتور صبري عن المشاريع الاستيطانية الصهيونية التي تهدف إلى تهويد القدس، مستعرضا الإنتهاكات التي تمارسها إسرائيل هناك والتي تستهدف مختلف جوانب الحياة فيها، بما في ذلك الجوانب التاريخية والديمغرافية والدينية . كما أشار خطيب المسجد الأقصى إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية،مؤكدا أن ما يحصل هو حرب إبادة يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين. وركز في حديثه على سعي الاحتلال المستمر لتثبيت المشروع الصهيوني عبر التهجير والضم في مسعى منه لتوسيع رقعة الاستيطان في الأراضي التي يحتلها .
وفي تصريح لـ''المغرب'' ، أكد الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، أن مخططات التهجير التي تم تداولها مؤخرا، " ليست مقترحا جديدا، فقد طفت على السطح مرة أخرى بعد أن توهّم المخططون أن القضية قد استوت ونضجت لتنفيذها. لكننا نؤكد أن شعبنا الفلسطيني ثابت في أرضه، وأن هذا الثبات ليس مجرد ثبات عارض، بل هو ثبات راسخ وعريق عبر آلاف السنين. ثباتنا في فلسطين هو ثبات عقيدة وإيمان، وارتباطنا بهذه الأرض ارتباط تاريخي، عقائدي وديني''. وأدان صبري مخططات التهجير، مشددا على رفض الشعب الفلسطيني القاطع لهذه القضية قائلا: "نرفض التهجير جملة وتفصيلا، وندعو الدول التي تم ذكرها في مخطط أمريكا للتهجير إلى أن تثبت ولا ترضخ للضغوطات المفروضة عليها.
وأكد صبري أن "أطماع الاحتلال لم تتوقف، سواء من خلال المستوطنين أو عبر سياسة دولتهم التوسعية. الاحتلال الإسرائيلي لم يعلن عن حدوده لأن إسرائيل تسعى دائما للتوسع، بدعم من ترامب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وهو أمر مرفوض بشكل قاطع."وأردف قائلا: "ندعو دائما كل مواطن فلسطيني إلى التمسك بأرضه وعدم تركها، لأن هجران الأرض يعرضها للاستيلاء من قبل الاحتلال." ودعا الشيخ عكرمة صبري، إمام المسجد الأقصى، الدول العربية إلى التمسك بمواقفها الثابتة في مواجهة المخطط الأمريكي الرامي إلى تهجير سكان قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمشاركته الأخيرة في ندوة بجامعة الزيتونة بتونس، قال خطيب المسجد الأقصى : "كان الاحتفال صادقا ومعبرا عن الشعب التونسي بأسره، وهو يُظهر الدعم الكبير الذي يقدمه الشعب التونسي، رئيسًا وحكومةً وشعبًا، للقضية الفلسطينية ودفاعهم المستمر عنها."
وأضاف صبري: "نحن في تونس، بلد الأوفياء للقضية، نُعرب عن شكرنا وتقديرنا لتونس على مواقفها الثابتة والمبدئية في دعم الحق الفلسطيني."وتابع صبري: "أهالي غزة قدموا نموذجا حيا في الثبات، حيث حرصوا على العودة إلى أراضيهم رغم الدمار الذي لحق بهم، وعاشوا في الخلاء وفي الخيام ، لأنهم يرفضون التفريط في أرضهم."
وحذّر الشيخ الدكتور عكرمة صبري من مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أنّ الشعب الفلسطيني متجذّر في أرضه ولن يوافق على التهجير ، داعيا الفلسطينيين إلى التشبث بأرضهم وتعميرها والتمسّك بها في وجه المحتلّ الغاصب.
وأضاف: "كل بلاد الإسلام هي بلادنا، ونحن متجذرون في أرضنا المقدسة ولن نفرط في شبر منها. نحن لا نقبل بأن يسلم شعبنا أرضه، بل نريد أن يأتي الناس إلى فلسطين."وأشار الشيخ عكرمة صبري إلى أن "شعب فلسطين ثابت على العهد، ومعنوياته مرتفعة رغم كل المحاولات لتفتيت القضية الفلسطينية."
دول الإعلام في كشف ممارسات الإحتلال
وأكد الشيخ عكرمة صبري، إمام المسجد الأقصى، أن الإعلام كان له دور بارز في نقل الأحداث فور وقوعها، مما ساهم في كشف الحقائق وإظهار الظلم والاحتلال على حقيقتهما. وأشار إلى أن الإعلام كشف المستور، فلم يعد بإمكان الظالم أو المحتل التستر على أفعاله.
وأوضح أن الصحافة تعد مرآة حقيقية لما يحدث في فلسطين، مشددا على أهمية هذا الدور الإعلامي، وخاصة بعد أحداث "طوفان الأقصى" الذي اندلعت شرارته الأولى يوم 7 أكتوبر 2023. كما دعا الصحفيين إلى التمسك بالأمانة في نقل الأخبار، مؤكدا أن مصداقية الإعلام هي التي تمنح الحدث قوته وواقعيته. وحذر من التلاعب بالمعلومات أو الخيانة في نقل الأخبار، مشددا على ضرورة الحفاظ على نزاهة الصحافة.وأشار إلى أن الإعلام أسهم بشكل كبير في كشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مما ساعد في تعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية.

ضرورة دعم الموقف المصري الأردني
وفي تصريح صحفي لـ''المغرب'' على هامش الندوة ، أكد نقيب الصحفيين زياد دبار أنّ طرح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لمخطط التهجير يفتح الباب أمام تعميم هذا المخطط في كافة أنحاء العالم. وقال دبار: "إن هذا المخطط يُظهر بشكل واضح تورط الولايات المتحدة في تقتيل إخواننا في فلسطين وزملائنا وزميلاتنا، وهو أمر يجب أن نضعه نصب أعيننا."
وأضاف دبار: "بعيدا عن السجال السياسي، يتوجب علينا دعم المواقف الرسمية للأردن ومصر في هذه المرحلة، في رفضهما لهذا المشروع التهجيري على الرغم من الضغوطات التي تعاني منها هاتان الدولتان بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها المنطقة ككل ."
وتابع نقيب الصحفيين: "وفي هذا السياق، أرى أن على الدبلوماسية التونسية أن تتحرك بشكل أكبر في هذا الملف، وأن يكون لدينا، نحن الصحفيين التونسيين، نوع من الدبلوماسية الجديدة التي تدعم هذه المواقف الرسمية. ليس من باب التزلف، بل من باب الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة."
شيخ المسجد الأقصى ... مسيرة صمود في وجه المحتل
الشيخ الدكتور عكرمة صبري هو خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس. شغل الشيخ صبري منصب مفتي القدس والديار الفلسطينية من عام 1994 حتى 2006، ويُعتبر من أبرز الشخصيات الدينية في فلسطين، حيث يشارك بفعالية في الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس. يُعرف الشيخ عكرمة صبري بمواقفه الثابتة في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية، ويُعتبر رمزا للصمود والنضال في وجه محاولات تهويد القدس والمسجد الأقصى.
يُعَد الشيخ الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، من أبرز الشخصيات الدينية والوطنية التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي. منذ عقود، يقف الشيخ صبري في مواجهة سياسات الاحتلال الرامية إلى تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى، مستخدما منبره للدفاع عن حقوق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.
تعرض الشيخ صبري للعديد من المضايقات من قبل سلطات الاحتلال، بما في ذلك الاعتقالات المتكررة والإبعاد عن المسجد الأقصى. في أوت 2024، أصدرت الشرطة الإسرائيلية قرارا بمنعه من دخول الحرم القدسي لمدة 6 أشهر، بعد أن نعى في خطبة الجمعة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
رغم هذه الضغوط، يواصل الشيخ عكرمة صبري دوره في الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، ويُعتبر رمزا للصمود والمقاومة في وجه محاولات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير هويتها الإسلامية.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115