المشتركة لمسالك التوزيع خلال اليوم الأول من شهر رمضان لسنة 2024، حيث تم تنفيذ 3360 زيارة تفقد أسفرت عن رفع 555 مخالفة اقتصادية وقد نجم عنها حجز كميات مهمة من المواد الغذائية وهو مايؤكد إستمرار الممارسات الاحتكارية خلال شهر رمضان الذي يتسم بإرتفاع نسق الاستهلاك.
لئن وضعت وزارة التجارة و تنمية الصادرات خططا إستباقية لضمان تأمين السوق بالمواد الأساسية من الخضر والغلال مع برمجة للمراقبة قصد الحد من موجات الغلاء وممارسات المضاربة التي طالت مختلف المنتجات ،فإن ذلك لم يمنع من تسجيل منحى تصاعدي في الأسعار والتجاوزات السعرية وذلك على الرغم من الترسانة القانونية التي تم وضعها لحماية المستهلك ،ففي يوم واحد فقط تم حجز 2,5 طن من الخضر والغلال، 14 طن فارينة وسميد، 1,5 طن سكر مدعم، 200 كلغ من الأرز والقهوة و293 لتر من الحليب وتعتبر هذه الحصيلة غيض من فيض بإعتبار أن تغطية العمل الرقابي لكامل الجهات وفي كامل الأوقات تبقى محدودة.
وفي مايتعلق بالأسعار خلال أولى شهر رمضان ،فقد لوحظ ارتفاع في الأسعار لا سيما في بعض أصناف الخضر والغلال و اللحوم الحمراء وفي هذا السياق أكد رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي في تصريح" للمغرب " أن المتابعة الأولى للأسعار تؤكد أن المستوى المسجل يتجاوز المقدرة الشرائية للتونسي مشيرا إلى وجود فجوة بين دخل الأفراد وأسعار المنتجات .
وأضاف الرياحي أن أسعار الخضر والغلال قد حافظت على مستواها المرتفع و يأتي ذلك على الرغم من تأكيد وزارة التجارة في وقت سابق على إنتظامية تزويد السوق بالمنتجات الفلاحية الطازجة طيلة شهر رمضان ،فقد قالت أن هناك وفرة في الإنتاج الوطني من الخضر الورقية مع إنتاج يغطي الحاجيات الاستهلاكية من منتجات الفلفل والطماطم والبطاطا غير أن مستوى الأسعار يشير إلى تسجيل ارتفاع في أسعار هذه المنتجات بإختلاف المناطق.
وفي مايتعلق بالغلال فهي لاتزال مرتفعة وفق محدثنا على الرغم من التوقعات بتسجيل مستويات تزويد عادية خلال شهر رمضان بالتعويل على إنتاج القوارص بالإضافة إلى مخزونات التفاح والتمور مع بداية دخول إنتاج الفراولو.
وفي مايتعلق باللحوم ،فقد أكد رئيس المنظمة وجود شطط كبير في أسعار اللحوم الحمراء فيما كانت أسعار اللحوم البيضاء أقل وطأة بفعل تسقيف الأسعار الذي قامت به وزارة التجارة ،كما لفت المتحدث إلى التراجع المسجل في أسعار سلة من المنتجات المعلبة في المساحات التجارية الكبرى ،داعيا إلى توسيع القائمة وإجراء مزيد من التخفيضات لمراعاة المقدرة الشرائية .
وتطرق لطفي الرياحي إلى إشكالية الخبز التي كانت حاضرة خلال اليوم الأول من شهر رمضان حيث لوحظت الطوابير أمام المخابز وقد دعا الرياحي إلى ضرورة تزويد المخابز بمادة الفارينة بالألياف لتجنب الاضطراب .وقال المصدر ذاته أن الغلاء يبق مرتبط في جزء منه بسلوكيات المستهلك التي تتميز باللهفة مشيرا إلى أن التونسي بات يلجأ إلى تكون مخزون إستراتيجي خاص بهم لأهم المنتجات وهو أمر ناجم عن عدم الثقة في إنتظامية تزويد السوق وتوفر السلع بالشكل الكافي.