ووجه تحذيرات للمستشفى الاندونيسي بالإخلاء ، في سيناريو شبيه لما حصل مع مستشفى الشفاء قبل اقتحامه والذي أوضح زيف رواية الاحتلال وأسقط أكاذيبه .
فإسرائيل تحاول ان تلعب في الوقت الضائع وقبل انطلاق الهدنة حيز التنفيذ اليوم وتزيد في القصف العنيف والمجنون في محاولة يائسة للحصول على حجة جديدة لاثبات مزاعمها أمام العالم او لحصد أكثر ما يمكن من الأرواح .
هدنة صعبة فرضتها حماس بكل المقاييس بعد أكثر من شهر ونصف على حرب ضروس بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال أسفرت عن استشهاد قرابة 14 ألفا و532 شهيدا فلسطينيا، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 35 ألف مصاب، أكثر من 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
من المتوقع أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الموقع بين إسرائيل وحركة حماس اليوم الجمعة بعد أن كان من المنتظر أن تنطلق عملية الإفراج عن الرهائن يوم أمس الخميس . ويتزامن هذا التأجيل مع تصعيد كبير أمس في جنوب لبنان أدى إلى مقتل عدد من عناصر ''حزب الله'' نتيجة غارة إسرائيليّة قد تزيد من تفجر الأوضاع في جبهة لبنان خاصة ان هذه العملية جاءت ردا على عملية نوعية لحزب الله بعد ان قصف ثكنة عسكرية إسرائيلية خلال اليومين الماضيين. وأعلنت مصادر مُتطابقة أنّه لن يكون هناك توقف للقتال أو إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة قبل يوم الجمعة ، وتستمر الهدنة المتوقعة لمدة 4 أيام سيتم بموجبها إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس مقابل أسرى فلسطينيين مسجونين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي .
وكان من المنتظر دخول الاتفاق حيز التنفيذ على الساعة العاشرة من يوم أمس الخميس ثم على الساعة منتصف النهار سيتمّ الإفراج عن الدفعة الأولى من الرهائن . إلّا أن مصدر فلسطيني مطلع قال في تصريحات صحفية أن "التأخير له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة حول أسماء الأسرى الإسرائيليين وآلية تسليمهم". وأوضح المصدر وفق"فرانس براس": " من المفترض الإعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأمريكيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ". ويطرح هذا التأجيل تساؤلات عن مدى صمود هذه الهدنة التي يبدو ان إسرائيل قبلت بها متجرعة كأس الهزيمة رغم كل الحطام الذي خلفته في غزة الا ان صواريخ المقاومة لم تتوقف بل امتدت الى جبهات أخرى في لبنان واليمن في محاولة لتخفيف الضغط على حماس في الداخل .
ومن جهتها أكدت قطر التي كانت من الدول الوسيطة في اتفاق الهدنة، أنّ الاتفاق مستمر ولم يتم التراجع عنه . كما أعلنت السلطات الإسرائيلية الأربعاء أنّه لن يكون هناك "قبل الجمعة" توقف للقتال أو إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة.
كما قال مستشار الأمن القومي لدى الإحتلال الإسرائيلي تساحي هنغبي في بيان إنّ "المفاوضات من أجل إطلاق سراح مختطفينا مستمرة دون توقف"، مضيفاً أنّ الإفراج عن الرهائن لن يبدأ "قبل الجمعة".ولم يقدّم أيّ من المسؤولين تفسيرات.
وتوصّلت إسرائيل وحماس لاتفاق على هدنة مدّتها 4 أيام تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 امرأة وطفلا من بين الرهائن الذين تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق 150 امرأة وطفلاً فلسطينيين أسرى في سجون إسرائيل. وجاء الإتفاق بعد 47 يوما من الحرب التي اندلعت منذ يوم 7 أكتوبر المنقضي بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة وخلفت احتجاز 240 من الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية والأجانب لدى حركة حماس .وأجرت قطر والولايات المتحدة، أمس الخميس، مباحثات تناولت خطوات بدء تنفيذ اتفاق الهدنة الوشيكة بين حركة "حماس" وإسرائيل، في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 48 يوما.
هذه المباحثات جرت خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وفقا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية.وقالت الوكالة إنه جرى خلال الاتصال مناقشة خطوات بدء تنفيذ اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه إسرائيل و"حماس" بوساطة قطر ودعم مصر والولايات المتحدة، والسير بإجراءات إطلاق سراح المدنيين، وأهمية زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وصباح الخميس، قالت وزارة الخارجية القطرية إنه سيتم الإعلان "خلال الساعات القادمة" عن بدء سريان هدنة بين "حماس" وإسرائيل تستمر لعدة أيام قابلة للتمديد، وتتضمن تبادلا لأسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
فرص نجاح الهدنة
وأثار تأجيل تنفيذ الهدنة تساؤلات حول مستقبل هذا الاتفاق وفرص نجاحه ، إذ يرى متابعون أن هذه الهدنة ستنعكس على الداخل والخارج على حد سواء خاصة على مستوى الإقليم .
إذ يرى شق أن وقف النار المؤقت سيصمد بحسب تجارب سابقة في الحروب السابقة، وأيضا لأن الإتفاق يعتبر فرصة للطرفين، وخاصة لإسرائيل التي منيت بهزائم غير متوقعة ، لاستعادة توازنها والتقاط أنفاسها بعد ضغط عسكري متواصل وغير مسبوق من المقاومة الفلسطينية .
ووفق تقارير يبدو أن أحد أهم أسباب إقرار الهدنة هو فشل إسرائيل استخباراتيا في العثور على مكان المحتجزين مادفعها للرضوخ لشروط حماس ، وأيضا مايدفعها للإلتزام بهذه الهدنة بعد فشل قوات الإحتلال في فرض هيمنة على الأرض.
تصعيد في جنوب لبنان
وتشهد المناطق الحدودية بجنوب لبنان توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر تابعة لحزب الله في لبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، إثر إطلاق كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عملية "طوفان الأقصى".
ووفق متابعين تبقى كل الاحتمالات واردة ولعل أهمها وأخطرها توسع رقعة الصراع إلى لبنان والحدود الجنوبية اللبنانية التي سجلت يوم أمس تصاعدا خطيرا في القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل وما يثيره ذلك من مخاوف من اللاإستقرار في الإقليم والمنطقة.
وفي نفس السياق تتوالى التحذيرات الدولية والإقليمية من توسع رقعة الحرب في حال لم تنجح الأطراف المتحاربة في الالتزام بالهدنة الموقعة ، إذ حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أنّ رقعة الحرب في غزة ستتّسع في حال لم تستمر الهدنة بين إسرائيل وحماس، وذلك في مقابلة تلفزيونية أجريت معه أمس الأول الأربعاء خلال زيارته بيروت.
وقال عبد اللهيان لقناة الميادين ومقرّها في بيروت "إذا بدأت الهدنة غداً، ولم تستمرّ فإنّ ظروف المنطقة ستتغيّر وستتّسع رقعة الحرب"، وفق ما ذكرت وكالة فارس الإيرانية.وأضاف "نحن لا نتطلع إلى اتساع نطاق الحرب"، مضيفاً أنّ "أيّ احتمال وارد إذا استمر العدوان".وتحدث عبداللهيان عن خيارين تراهما إيران "الأول، هدنة إنسانية تتحول إلى وقف مستدام لإطلاق النار".
وتابع "الطريقة الثانية هي تهديد الشعب الفلسطيني، وعندها سيقرّر الشعب الفلسطيني بنفسه"، معتبراً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتانياهو لا يستطيع تحقيق حلمه بالقضاء على حماس".
تصعيد خطير
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات عبر الحدود على مواقع إسرائيلية الأربعاء، وقد أفادت الوكالة الوطنية للأنباء الرسمية اللبنانية عن قصف إسرائيلي على طول الحدود الجنوبية.وأفادت الوكالة عن مقتل ثمانية أشخاص الثلاثاء في جنوب لبنان بينهم صحافيان من قناة "الميادين" جراء قصف إسرائيلي.وأعلنت الخارجية اللبنانية أنّها تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول مقتل الصحافيين ووصفت ذلك بأنه "جريمة متعمدة".وأعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن أحد قيادييها البارزين في لبنان خليل الخراز قُتل في جنوب لبنان الثلاثاء.وفي بيان منفصل، أعلنت حماس أنّ أربعة أشخاص، هم لبنانيان وتركيان، قتلوا الثلاثاء في جنوب لبنان.
كثرت التحذيرات، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، من انزلاق لبنان إلى الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحماس على رغم المخاوف المتزايدة من اتساع رقعة النزاع، ومن توصيف مسؤول أمريكي للوضع عند الخط الأزرق بأنه خطير للغاية، داعياً إلى لجم حزب الله، وسط قلق بالغ عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بسب التصعيد "غير المسبوق" منذ إصدار القرار 1701 عام 2006.
كما أعلن "حزب الله" اللبناني الخميس، استهداف قاعدة "عين زيتيم" الإسرائيلية قرب الحدود، مستخدما بذلك 48 صاروخ كاتيوشا.وأفاد الحزب في بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية استهداف "قاعدة عين زيتيم قرب مدينة صفد (مقر لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91) بثمان وأربعين صاروخ كاتيوشا، وتمّ إصابتها إصابة مباشرة".
ووفق البيان، جاء هذا الاستهداف "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته".كما ذكر الحزب في بيان منفصل أنه استهدف "موقع خربة ماعر ومرابضه بالأسلحة الصاروخية وتمّ إصابته إصابة مباشرة".
وتشهد الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال منذ 8 أكتوبر الماضي توترا شديدا وتبادلا لإطلاق النار بين جيش الحرب الإسرائيلي من جهة و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
فرنسا تدعو إلى تنفيذ الاتفاق
وقد دعت فرنسا الخميس إلى "التنفيذ الكامل" للاتفاق بين إسرائيل وحماس الذي يشمل هدنة في القصف والقتال ويقضي بتحرير رهائن وأسرى "دون مزيد من التأخير".
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر إن باريس تدعو مجددًا إلى "الإفراج الفوري عن كلّ الرهائن"، مضيفة "ندعو إلى احترام شروط هذا الاتفاق بشكل كامل"، مشددة على أن انتظار عائلات الرهائن كان "قاسيًا ولا يطاق".