وتداعياتها المستقبلية وتوافد قادة دول غربية إلي المنطقة وزيارة تل أبيب وأخرهم الرئيس الفرنسي ; يتطلع من بقي لديه إرتباط الإنسانية أن تمارس الشعوب ضغوطا متواصلة على الحكومات التي تؤيد دولة الإحتلال إذ ربما تجد يوما ما في مواقف الحياد والوقوف إلي جانب المظلومين سبيلا.
وعلى الرغم ما يتردد حول عدم ثقة نتنياهو في قيادات جيش الإحتلال، فقد نفذت قواته البرية هجوما محدودا أول أمس على مواقع لـحركة حماس في غزة ثم انسحبت، وذلك وفقا لما صرح به المتحدث بإسم جيش الإحتلال، مع الإعلان عن نية تمديد إخلاء التجمعات السكانية على طول الحدود مع قطاع غزة ولبنان حتى 31 ديسمبر، وذكر عاموس هاريل في مقال نشرته هآرتس أن العملية البرية المنتظرة، في وجهة نظره، ستتمثل في شن هجمات برية محدودة في عدة مناطق بقطاع غزة.
في خضم النقاش الدولي حول التوصل إلى هدنة إنسانية ثم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعجز الأمم المتحدة ووكالاتها عن وضع او تنفيذ حلول فورية وحاسمة للكارثة الإنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة علي الرغم من النداءات المتكررة من جانب منظمات الإغاثة الدولية ، يبرز الإنخراط الأمريكي الفاعل لصالح دولة الإحتلال حيث نشر موقع "واللا الإخباري" الإسرائيلي، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، التحذير الذي وجهه الرئيس الأمريكي إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي، من أن زيادة التوترات في الضفة الغربية قد تؤدي إلى تصعيد من شأنه أن يجعل الأزمة المحيطة بغزة أسوأ بكثير.
كما تشير تقديرات المحللين السياسيين أن التردد في القيام بعملية برية شاملة يرجع لإعتبارات تكتيكية و للرغبة في تحقيق مكاسب من الضربات الجوية المكثفة وإلحاق خسائر بالقدرات العسكرية والبنية التحتية التي تمتلكها حماس بالتوازي مع إنهاك أفراد المقاومة قبل الشروع في الاجتياح، علما بأن قيادات جيش الاحتلال لم تحسم بعد النطاق الجغرافي تخوفا من شبكة الأنفاق التي بحوزة حماس ولا يمتلك جيش الاحتلال معلومات تفصيلية عنها، وتشير تقديرات إلي ان تحديد المدي الزمني ونطاق العمليات سيكون بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
على جانب ٱخر لا يقل أهمية من الأبعاد العسكرية للتصعيد الجاري، مازالت أصداء الحديث الذي أجرته الرهينة المحررة ' يوتشيفيد ليفشيتز' تمثل إزعاجا للحكومة وخبراء العلاقات العامة الإسرائيليين الذين قدروا أن وقوفها أمام الكاميرات كان قرارا خاطئا وأن حديثها عن حسن المعاملة التي لاقتها فترة إحتجازها يمثل إنتصارا دعائيا لحركة حماس، ووجه العديد انتقادات لحكومة نتنياهو وفشل إدارتها لمثل هذه المواقف.
وبالتزامن مع تلك الانتقادات، أعلن وزير المالية في حكومة الإحتلال ' سموريتش' بأن الموازنة العامة 2023-2024 لم تعد ذات صلة بأجواء الحرب المستمرة على غزة وتحتاج إلى تعديلات في ضوء التكلفة الحالية والأعباء المالية المتوقعة.
هكذا تتخبط حكومة الإحتلال وعلي الرغم من ترويجها أنها نموذج لدولة متفوقة علي الصعيد العسكري والتكنولوجي، إلا أن الاخفاقات التي حدثت في 7 أكتوبر، دفعت الحليف الأهم ' واشنطن' إلي التوجس من القرارات أو الخطوات قد تقدم عليها حكومة نتنياهو، الأمر الذي عكسه ' دافيد روثكوف' الخبير الاستراتيجي الأمريكي الصحيفة هآرتس أن الخطأ الأهم الذي إرتكبه نتنياهو هو إصراره - على مدار سنوات - علي إزاحة الفلسطينيين وقضيتهم ومحاولة تحويلها إلى ذكري، وهي مساعي جاءت بنتائج عكسية إذ أن أحداث 7 أكتوبر وتداعياتها قد أعادت القضية الفلسطينية من جديد في صدارة المشهد الدولي، وأفصح الكاتب عن وجهة نظر واشنطن والرئيس بايدن من الدعم المعلن والمكثف لتل أبيب أنه لمنع نتنياهو من ارتكاب مزيد من الحماقات وضبط تصرفات و تقديرات الحكومة الحالية للتعامل مع الوضع الحالي ومستقبل الأراضي الفلسطينية.