طوفان الأقصي ..بداية انتصار فلسطين

الصحفي والباحث السياسي الليبي

إدريس أحميد

مع اشتداد العدوان الصهيوني على غزة عقب عملية طوفان الاقصي ،

يطرح تسأل يربط بين مخططات الصهاينة المستمرة والتي تبحث عن ذريعة للقضاء على ايران والتي تعد الخطر الكبير على وجودهم ، والمقاومة الفلسطينية وحزب الله المدعومة من ايران !

ومما زاد في ذلك هو هذا التنادي الامريكي والغربي للدعم الصهاينة ..

ونعلم بأن امريكا متعهدة بالدفاع عنها ويدخل ذلك في سباق الانتخابات الرئاسية والمزيدات بين المرشحين ! ولكن لدرجة ارسال اسلحة ودخائر ومعدات متطورة وجنود و حاملتي طائرات الى المنطقة وان كانت موجه لايران ..

ايضا يتكرر التدافع الاوروبي وراء امريكا للدعم كما يحدث في اوكرانيا .

ويطرح تساؤل آخر ، ماذا عن التطبيع الذي وجهت به امريكا الدول الخليجية وحدث ذلك دون مقابل بل اتضح بأنه على حساب القضية الفلسطينية .

وقد سبق ان حيدت مصر عبر اتفاقية كامب ديفيد 1978.. واتفاقية وادى عربه مع الاردن 1994 .

وتسأل اخر .. ماذا عن رغبة الصهاينة في افراغ غزة وترحيل الفلسطينيين الى سيناء والذي ترفضه مصر ..هل جاء هذا بالصدفة ؟!

ايضا موضوع الوطن البديل للفلسطينيين في الضفة الغربية في الاردن ؟!

فما جدوى اتفاقيات السلام وما حدث للشهيد ياسر عرفات الذي وقع اتفاقيات اوسلو وغزة اريحا التي انتجت السلطة الفلسطينية ..وفي النهاية تخل الصهاينة عن تعهداتهم في اطلاق سراح الاسرى. وانتهى الأمر بمحاصرة الرئيس ياسر عرفات في مقره والقمة العربية منعقدة في بيروت ..

ولا نذهب بعيدا بعدما دمروا العراق واحتلوه ..

واخرجوا لنا الربيع العربي والفوضى الخلاقة والتي استهدفت جمهورية مصر العربية الموقعة معهم معاهدة سلام .. وقد نجت بارادة شعبها وجيشها ولازالوا يحاولون لمحاصرتها من خلال سدّ النهضة !

ويُطرح تساؤل لآخر، امام الصمت الرهيب من الانظمة تجاه الجرائم والفظائع التي تتواصل في قتل اهلنا في غزة ..

هل هناك دولة عربية لم تستوعب حقيقة المخططات والتي سوف تبدأ بهم بعد انهاء القضية الفلسطينية ؟ وتستمر التساؤلات عن رؤية الانظمة للتطبيع؟.

الأبعاد الاستراتيجية..

لقد خاضت الجيوش العربية عدة حروب وفشلت الحاق الهزيمة بالصهاينة على الرغم الامكانيات والدعم السوفييثي انذاك . وترسخ في عقولنا بأن الصهاينة قوة كبري وتمتلك الاسلحة النووية والدعم الامريكي اللامحدود .

جاءت عملية طوفان الاقصي كالصاعقة على الصهاينة والامريكان ، واثبتث فشل الاستراتيجيات والمخابرات والاقمار الصناعية ، بل كشفت بأن اهم نقاط الضعف في العقيدة العسكرية لدى الجندي الذي لا يستطيع مواجهة المقاومة داخل المدن ، وهذا ماعملت عليه المقاومة من خلال تجاربها .

سيطرة المقاومة لمدة 6 ساعات وخلق الفزع والرعب والذهول لدى الجنود وفرار المستوطنين . ووصل الى الولايات المتحدة التي حركت حاملتي طائرات وارسلت الجند والدعم العسكري .

انها هزيمة وتحطيم للقوة التي لا تقهر امام مقاومة محاصرة ابدعت في التخطيط والتنفيذ جوا وبرا وبحرا . لقد اثبتث عملية طوفان الاقصي عدم انسجام التركيبة المجتمعية الصهيونية التي خدعت بجلبها لارض فلسطين. وقد وعد الصهاينة بالأمن والامان في المستوطنات ، واذا بهم يفزعون وهم نيام ويقعون بين رهائن وتائهون في الصحراء .

امر اخر هو رفض الصهاينة الاستمرار في الخدمة العسكرية واستعدادهم لخوض المعركة ، وهذا احد المخاطر التي تهدد جيش الدفاع الصهيوني . ونعتقد بأن ذلك احد الاسباب لتأخير العملية العسكرية البرية في غزة .

 

رهانات المقاومة ..

لا سبيل امام المقاومة الفلسطينية الا نهج المقاومة والتسلح بالايمان والارادة ، وشعارهم النصر او الشهادة في مواجهة عدو يدعي بأنه ضحية وقد مارس ابشع الجرائم في تاريخ البشرية والتي تتواصل بدعم الولايات المتحدة والغرب دعاة الحرية وحقوق الانسان !

لقد حولت العملية الانظار من الحرب الاوكرانية لمنطقة الشرق الاوسط والتي لن تكون في مصلحة امريكا ، وفرصة لروسيا الاتحادية بالانتصار على الناتو ، وهذا يهدد بإفشل سياسات الرئيس الامريكي وخسارته للانتخابات الرئاسية .

اما ايران التي يحاول الصهاينة توريطها في الحرب كما ذكرته انفا ..

الا ان الواقع يؤكد قدرة ايران على تهديد المصالح الامريكية وبث مزيد من الرعب للكيان الصهيوني ، حيث تتواجد من خلال أذرعها المقاومة في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين .

لقد فشلت امريكا وهي الأقوى في العالم في افغانستان وخرجت مهزومة وتواجه صعوبات في دعمها لاوكرانيا ، وفي مواجهة كوريا الشمالية .

واخيرا ..تراهن المقاومة على اجبار العالم للتفكير مرات ومرات في القضية الفلسطينية التي تمثل اقدم قضية في التاريخ ، ولان يتكرر خداعها بعد ان اجبرتهم " ثورة الحجارة " 1987 التي قادها اطفال فلسطين ، على عقد مايسمي بمؤتمر مدريد للسلام 1991 ، والذي انقذ هذا الكيان من الانتهاء ..

وسوف تأتي عملية طوفان الاقصي ثمارها بانتصار ارادة الشعب الفلسطيني ..نراه قريبا ويرونه بعيدا !! فلن يكون الواقع مابعد عملية طوفان الأقصي مثل ماقبله .

 

 

المشاركة في هذا المقال

تعليقات25

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115