جمعية الاوركستر السمفوني بسوسة في اختتام أكتوبر الموسيقي: المستحيل ليس تونسيا

والروح وتونسية العزف، انامل تونسية وافكار تونسية ابدعت في تقديم العرض الاول لجمعية الاوركستر السمفوني بسوسة، معلنة عن ميلاد مجموعة جديدة تبدع في الترنيمات الاوركسترالية ويقبل عليها الجمهور.
عرض تونسي مبهر، عازفون بمواصفات عالمية قدموا عرضهم الاول تحت اشراف قائدي الاوركسترا محمد امين القاسمي والناصر عفريت بمشاركة تسعين عازفا، العرض متكامل يستحق ان تلتفت اليه السلطة الثقافية بالدعم لتشجيع الشباب على معانقة الموسيقى السيمفونية، عمل يستحق المتابعة والفرجة لقيمته الفنية والجمالية.
تسعون حلما توزعت على الركح
تسعون عازفا على ركح المسرح البلدي بسوسة، تسعون شمعة تضيء الفضاء وتزرعه موسيقى واملا، تسعون حلما تونسيا يتشكل ليبدع في مجال الموسيقى الاوركسترالية، تسعون نغمة متلونة وتسعون املا يضيء الدروب المظلمة، تسعون عازفا جمعتهم الموسيقى واحبوا الموسيقى الاوركسترالية فاختاروها قبلة رغم الصعوبات الكثيرة لكنهم نجحوا في عرضهم الاول امام جمهور المسرح البلدي بسوسة.
الكمنجات تعلن عن بداية الرحلة الاوركسترالية، الكمنجات تبدئ ترتيلاتها المقدسة بنوتات هادئة وكأنها صوت لموجات البحر في رحلة يقودها أولا المايسترو محمد امين القاسمي فتصل الكمنجات لالهة الحب وتدعوها ان تستجيب لطلبات كل النوتات العاشقة، جولة بالموسيقى بين ايطاليا وفرنسا وانقلترا وفيينا، رحلة جميلة المعنى تتدافع فيها ايقاعات الكمنجات لتعلن ان هنا في حضر موت اول بدايات الحلم بدا في التحقق بميلاد جمعية الاوكستر السيمفوني الذي جمع خيرة الحالمين من طلبة واساتذة المعهد العالي للموسيقى وتلاميذ معهد الموسيقى بسوسة.
هي موسيقى الكمنجات تعانق السماء وتتضرع لتزرع الامل في الوجود، اولى المقطوعات «pachabel» مقطوعة تكون فيها اصوات الكمنجات هي الطاغية على بقية الالات، اصواتها كما التراتيل المقدسة ثم تترك المساحة لصولو القيثارة وتقديم «فالفادي قيتارة» مع محمد امين حريق لتنسجم صلوات القيتارة ومع ترتيلات الكمنجات الساحرة فتحدث متعة موسيقية وشغفا مميزا، ثم ينادي السوبرانو اسامة الزردي اشعة الشمس لتضيء المكان، يراقصها بصوته القوي في اغنية o’SOLE MIO» لتندفع الايقاعات والاصوات وكانها شدو الحياة ينادي الجميع ان الى الامام دائما لنحقق احلامنا ونصنع امالنا كما نريد وهو اسم اسم المعزوفة التي قدمت ALWAYS BEFORE ويختتم الجزء الاول من العرض بمقطوعة ثنائية يقدمها كل من اميرة الكعلي ومحمد امين بوهلال وعنوانها les sauvages اين تلتحم كل الايقاعات وتتماهى لتترك اثرها في جمهور يتذوق الموسيقى السيمفونية وتزرع المزيد من الامل لدى عازفين يحلمون ان تصل ايقاعاتهم إلى قلوب العاشقين والحالمين.
في انسجام الموسيقى مع الغناء متعة للروح
ترحل الموسيقى بالجمهور بعيدا،تنسجم النغمات والايقاعات لتحفر في الذاكرة عرضا مفعما بالحب والطاقة لن ينسى، هي الموسيقى سيدة القلوب ورمز الامل والجمال، في هيكلها المقدس صلى العشاق لفينوس الهة الجمال وكتبوا بكمنجاتهم سحر افروديت وبهاء تاتين فالموسيقى انثى والنوتة انثى متمردة وحالمة جميلة كما اصوات غنوة كريفة ومريم رابح واماني العلي فكن كما النجمات يضئن سماء العرض وينثرن البهجة على الجميع باصواتهن الممتعة وحضورهن البهيّ.
تتواصل الايقاعات الاوركسترالية، في الجزء الثاني للرحلة يتغير الربان ويستلم المايسترو الناصر العفريت دفة القيادة، بعد الكمنجات وسحرها تطل في الجزء الثاني الات النفخ من ساكسوفون وترومبات وفلوت، جميع الالات النفخية تصبح جزءا من المشهد الايقاعي والموسيقي ونتطلق الرحلة الثانية مع المعزوفة الخامسة والعشرين لموزار، ثم تعزف الكمنجات في انسجام مع الساكسفون وصوت معزوفة «لاوداتو دومينوم ر» ويبدع سليم كريفة في صولو الساكسوفون ويترك المساحة لتلك الالة لتكتب نوتاتها الشبيهة بورود الربيع موشاة بالالوان.
ممتعة هي الموسيقى التي تقدمها الاحلام التونسية، ساحرة الايقاعات العالمية التي تعزف في المسرح البلدي بسوسة، تجوال بين ابرز مقطوعات الاوركسترا العالمية تقدم بانامل تونسية عاشقة للموسيقى تصنع «العجب» على الركح، لتقديم «الوقت الجميل» و»هابانيرا» لجورج وتختتم الرحلة لمعزوفة ايقاعية تبعث الحياة في القلوب الصامتة «اوفنباخ» التي تتراقص فيها الايقاعات والنغمات وكانها ترسو بالمسافرين في ميناء جميل يستقبلون بالكرنفالات والزهور وبالزهور ودع العازفون الركح، وكانوا نجوم العرض وعنوان لرقي الموسيقى وقدرة التونسيين على تقديم اجمل المعزوفات العالمية.
فاخر حكيمة:
أول عرض للجمعية مبهر والجمهور يتذوق الموسيقى
تحدث الموسيقي فاخر حكيمة عن جمعية الاوركسترا السمفوني مشيرا انها حديثة العهد أسست بهدف النهوض بالمشهد الفني اعتبارا للطاقات الموجودة في المعهد العالي والجهوي للموسيقى بسوسة، فالمشهد والموسيقيون في سوسة يستحقون جمعية تقدم إبداعاتهم في الموسيقى عموما والموسيقى الاوركسترالية خصوصا.
ويضيف حكيمة الإقبال الجماهيري يعكس وجود من يتذوق هذه الموسيقى، الحلم بدأ ينقصنا الان المواضبة و»الدوام» لنقدم ابداعات ابناء المعهد العالي للموسيقى بسوسة ومعهد الموسيقى سوسة، ونشكر المدير الفني للجمعية لايمانهم بالمجموعة كذلك قائدي وقائدات الاوركسترا فهم جزء من الحلم، كذلك مندوب الشؤون الثقافية بسوسة لتشجيعه لابناء الجمعية وتوفير عرض اختتام تظاهرة اكتوبر للموسيقى وفي المسرح البلدي بسوسة، نحن نحلم وننجز.
الشادلي عزابو: المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بسوسة:
من حقنا الحلم بموسيقى مميزة ومن واجبنا الدفاع عن احلام الشباب
اختتمت تظاهرة اكتوبر للموسيقى، تظاهرة من اعداد المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة، ومتابع العروض يلاحظ ان لسوسة مندوب يشرف على التفاصيل والجزئيات، مسؤول برتبة مبدع، يحضر العروض ويتابعها جميعها لتامين نجاح المهرجان وتشجيع المبدعين، في تصريح لـ«المغرب» يقول العزابو ان اكتوبرالموسيقى في دورته الحالية قدّم احدى عشرة عرضا منهم ست اعمال من سوسة، ست مجموعات من ابناء الجهة قدمت اعمالها في هذه الدورة التي اعتبرها متميزة لانها قدمت الفرصة لابناء الجهة ليبرزا انتاجاتهم وابداعاتهم في الموسيقات المختلفة .
ويضيف محدثنا سعيد جدا بهذا المشروع الفني والوليد المميز الذي جاء نتيجة عمل تشاركي بين المعهدين المعهد العالي للموسيقى والمعهد الجهوي للموسيقى والرقص، نرجو ان يتواصل هذا الانسجام، كلما تعاونا كانت النتيجة افضل، سعيد لمشاهدة تسعين حلما تونسيا على الركح، التزمنا بالبروتوكول الصحي كاملا دون حرمان الجمهور من الموسيقى ونعتذر لمن لم يستطع الدخول الى القاعة بسبب البروتوكول، سيكون هناك حتما عروض قادمة للاوكرسترا لانهم اثبتوا تميزهم واختلافهم.
ويشير العزابو نراهن على الشباب لان المشهد الثقافي في سوسة يعج بالطاقات وقبعة المبدع تسمح لي بمعرفة المشهد والانتباه الى الابداعات المختلفة، اما قبعة المسؤول فتدعوني لدعمهم وتقديم انتاجاتهم الى الجمهور، في سوسة اصبح لدينا تقاليد في استهلاك الموسيقى، نحن نعمل في اطار تشاركية واصغاء لاهل الذكر لذلك تكون العروض ناجحة، ونحرص في اختياراتنا على الجيد وفي الوقت ذاته نخاطب اكثر من ذوق موسيقي، وفي الختام اتوجه بالشكر لجمهور سوسة الذي يحرص على دعم العروض من خلال الحضور والتشجيع، شكرا لاننا نحلم ونسعى لتحقيق احلامنا في مشهد متنوع ومتميز وسوسة قادرة على صناعة التميز.