مواجهة مسلحة بين البلدين؟ أم سيكون للمواقف الدولية تأثير في إنهاء الأزمة الحالية؟
في 14 ديسمبر 2022 وقع قادة كوسوفو طلباً للانضمام للاتحاد الأوروبي وبذلك عادت منطقة البلقان إلي الظهور مجدداً علي مسرح الأزمات الدولية من خلال التصعيد الجاري بين صربيا ( تحرك الجيش ) وكوسوفو ( رفض التطبيع- اعتداءات الأمن علي الأقلية الصربية ) ، أخذا في الاعتبار أن كوسوفو يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة منهم 120 ألف يمثلون الأقلية الصربية ويتركزون في أربع مدن قريبة من الحدود من صربيا.
في جانفي 2023 طلبت كوسوفو زيادة أعداد قوات الناتو علي أراضيها وبذلك اتخذ المسار الزمني للأزمة شكلاً تصعيدياً حتى إجراء الانتخابات البلدية في كوسوفو ومقاطعة الأقلية الصربية لتلك الانتخابات ، علماً بأن الإطار العام للأزمة بين الطرفين يحكمه عدم اعتراف صربيا باستقلال كوسوفو وإعتبارها إقليماً تابعاً لها ، ووفقاً لمراقبي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلقان فإن تأييد موسكو لصربيا ساهم في حدة التوتر وظهور النزاع بين صربيا وكوسوفو ( مدعومة من الاتحاد الأوروبي ) باعتباره ساحة مواجهة جديدة بين روسيا والغرب لاسيما مع صدور بيان عن البرلمان الأوروبي في 8 ماي الجاري يطلب من صربيا الانضمام للعقوبات المفروضة علي روسيا حتى يتسنى استكمال المفاوضات الخاصة بطلب انضمامها إلي الاتحاد الأوروبي .
إجمالاً ، توجد تدخلات وساطة من عدة أطراف دولية تدعو لاستئناف الحوار بين صربيا وكوسوفو وتغليب الأدوات الدبلوماسية وتجنب المواجهات العسكرية التي لن تصب في صالح الاستقرار لمنطقة البلقان وامتداداتها الجغرافية.
إلا أنّ تلك الجهود تواجه تحديات في ظل تصاعـد الأزمـة بيـن صربيـا وكوسـوفو، تأثراً بالعوامل الداخليـة والخارجية وفي مقدمتها التأثير السلبية للصراع الروسي-الغربي على الأزمة، واسـتقالة الرئيـس الصربي من الحــزب الحاكم أدت إلى إضعاف الجهـود السياسـية لاحتواء نزاع له جذور تاريخية منذ القرن الثاني عشر.