وهي التي اختارت "الفن، طريق" شعارا، وكان خيارها اقتراح مسارات ودروب مفتوحة على نافذة الحياة في نهاية المطاف. هي لوحات وتنصيبات ومنحوتات مختلفة الجنسيات ومتنوّعة الديانات واتفق بالإجماع على أنّ لغة الفن تزيل كل الفوارق وتمحو كل الحدود في حوار من الإنسان إلى الإنسان.
في استضافة لأكثر من 20 دولة وبمشاركة أكثر من 200 فنان من تونس ومن الخارج، احتفت أيام قرطاج للفن المعاصر بالفنون التشكيلية في رؤاها المعاصرة من 26 إلى 30 ماي 2023.
3 جوائز في الرسم والنحت
بعد ارتحال في عوالم الألوان والأشكال ومحاولة فهم وتدبر الرموز والمعاني... لملمت "أيام قرطاج للفن المعاصر " أوراقها ولوحاتها وإبداعاتها في اختتام دورتها الثالثة ، وهي التي عادت بعد انقطاع وغياب لأكثر من دورتين بسبب جائحة كورونا.
في "نظرة خاصة" على فلسطين، احتفت أيام قرطاج للفن المعاصر بالتجربة التشكيلية المعاصرة لهذا البلد الذي اخترته ضيف شرف دورتها الثالثة .
تحت إشراف سميرة التركي (ابنة الرسام التونسي الراحل الهادي التركي) انتظمت أيام قرطاج للفن المعاصر وفقا لفلسفة "الأروقة" في توزيع الأعمال والمشاركات. فاتخذ كل رواق اسما خاصا به يحيل على البلد أو الانتماء الفني أو الاتجاه الفكري... فكان لقاء ثريا ومفعما بالحيوية وتبادل التجارب.
في حفل الاختتام كان الركح شاهدا على تكريم أسماء كبيرة ساهمت بأناملها الذهبية في نحت المشهد التشكيلي التونسي، فتم تكريم الفنان الراحل محمد إمطيمط والفنان عبد المجيد بن مسعود.
وبعد أن تنافس على جوائز أيام قرطاج للفن المعاصر 50 فنانا من مختلف الأجيال والمدارس الفنية، شهد حفل الاختتام الإفصاح عن أسماء الفائزين الثلاثة. فقد ارتأت لجنة التحكيم التي ترأسها سامي بن عامر وشكل عضويتها كل من الفنانة التشكيلية التونسية كوثر الجلازي والرسام الجزائري زبير هلال وتم إسناد جائزتها الأولى إلى الرسام رؤوف قارة عن لوحته "رمشة عين". وآلت الجائزة الثانية إلى النحات محمد بوعزيز عن عمله "أرضنا". في حين كانت الجائزة الثالثة من نصيب إلهام السباعي شعبان عن لوحتها "بوزيدي".
وقد حظي تتويج الفنان رؤوف قارة بالجائزة الأولى بالتأييد والتشجيع باعتبار أن هذا الرسام يستحق عن جدارة الفوز وهو الذي قضى فصول العمر في محاولة البحث عن لغة تشكيلية خاصة به. وقد وصفه الشاعر ورئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن بأنّه « رسّام حالات البحر في تونس». وقد جاءت لوحته "رمشة عين" المتوجة في أيام قرطاج للفن المعاصر وكأنها رسم لحالات الحياة في رمشة عين ألم أو أمل ، نور أو عتمة، وجع أو حلم...
في بهجة الألوان وتحدّي الأشكال، كانت الموسيقى شقيقة الرسم وملهمة الفنانين في كل العصور. في هذا السياق عزفت الموسيقى أصوات الفرح والاحتفال بثقافة الحياة في اختتام أيام قرطاج للفن المعاصر على إيقاع حفل "يوفا" لنصر الدين الشبلي الذي مزج بين الآلات التقليدية والمعاصرة، والتيارات الكلاسيكية و الاتجاهات والموسيقى وموسيقى "الأندرڤراوند" ليسافر الجمهور على أجنحة خيال لا يكف عن الحلم إلى مدن الجمال التي تحلو فيها الحياة.