المزمع إجراؤها في 2024 ، بالتزامن مع ماتعيشه بلاد "العم سام" من تحديات إقتصاديو وإجتماعية وأيضا خارجية على علاقة بالحرب الروسية الأوكرانية.
وتتجه الأنظار صوب الإنتخابات المقبلة وما ستحمله من مفاجآت من شأنها التأثير على السياسة الأمريكية في الداخل او في الخارج ، خصوصا وأن هناك أنباء تؤكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب المثير للجدل ينوي الترشح مجددا رغم حزمة القضايا التي يواجهها .
وانتخب جو بايدن عام 2020 على رأس الإدارة البيضاوية ليصبح الرئيس السادس والأربعين لأمريكا.
ويربط مراقبون ترشح بايدن بإمكانية حصول خلافات صلب حزبه الديمقراطي باعتبار أن الرئيس المنتخب سبق وأن أعلن عدم نيته التقدم لولاية ثانية، مما طرح آنذاك إمكانية تكليف نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس بمهام حقيقية في الإدارة لتحضيرها للترشح للرئاسة عام 2024 لتكون أول امرأة تقود أكبر دولة عظمى .
اختبار للعهدة الرئاسية الأولى
هذا وتعيش الولايات المتحدة الأمريكية هذه الفترة على وقع تحديات داخلية باعتبار أنها بمثابة اختبار لسنتين من حكم ساكن البيت الأبيض الديمقراطي جو بايدن وأيضا منافسة شرسة بين معسكر الجمهوريين من جهة ومعسكر الديمقراطيين من جهة أخرى.
ووفق مراقبين للشأن الأمريكي تعد الانتخابات المقبلة اختبارا هاما لعهدة الرئيس الحالي جو بايدن الأولى الذي حكم لمدة 3 سنوات من عهدته الرئاسية الراهنة بكل ماحملته من إنجازات وإخفاقات ورهانات لازالت مطروحة أمامه خلال العام المتبقي.
وفي تصريحاته أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ‘’الديمقراطية تكمن في صناديق الاقتراع’’، ولكن العديد من المحللين الأمريكيين قالوا إن بايدن قد يكون عبئاً على المرشحين الديمقراطيين في الاقتراع.
ويرى متابعون أن انتخابات 2024، تأتي في شكل استفتاء على انجازات ساكن البيت الأبيض وتقييم لسياسة إدارته الداخلية والخارجية خلال عهدته الرئاسية الأولى التي تدوم أربع سنوات .
وتولى جو بايدن الرئاسة بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، التي هزم فيها دونالد ترامب. ويرافقه في منصبه نائب الرئيس كامالا هاريس، أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي، وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى ذلك المنصب.
وتجري التحضيرات للانتخابات بالتزامن مع مد وجزر صلب إدارة البيت الأبيض في وقت يواجه فيه بايدن عدة رهانات متعلقة بالوضع الإقتصادي الحرج الذي يواجهه العالم وماتبعه من مخلفات على الصعيد الإجتماعي كما توجد رهانات كبيرة في عدة قضايا حساسة اهمها قضية الهجرة والنزوح والحرب الروسية الأوكرانية وأيضا تبعات وباء «كورونا».
ومن بين القضايا التي ستؤثر على انتخابات أمريكا وفق مراقبين هي الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا والموقف الأمريكي الغربي الداعم لها، وأيضا الحرب غير المباشرة ضدّ إيران والتوتر بين واشطن وبيونغ يانغ على خلفية الملف النووي لمملكة الراهب والخلاف التقليدي بين واشنطن وبكين .
قضايا خارجية
وتشهد العلاقات الأمريكية الروسية فترة من الجفاء والبرود والتي بدأت منذ عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب واستمرت خلال بداية عهد بايدن، رغم أنّ الآمال كانت مرتفعة في البداية بحدوث تغيرات بوصول الرئيس الجديد إلاّ أنّ ذلك لم يحصل ، وزادتها الحرب في أوكرنيا تعقيدا وضبابية.
وبشأن الصين التي تشهد علاقاتها مع أمريكا صداما مستمرّا زادت حدّته بعد إنتشار فيروس ‘’كورونا’’ في العالم والاتهامات التي تبادلتها الدولتان حول منشإ الوباء، إلاّ أنّ بايدن قال أمام الكونغرس إنّ الولايات المتحدة «لا تريد نزاعا» مع الصين، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن «الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأمريكية في المجالات كافة»، ورغم ذلك أعادت أزمة "المناطيد" التوتر بين البلدين بعد أن أسقطت واشنطن منطادا قالت أنه منطاد أرسلته الصين بغاية التجسس.
ترامب من جديد ؟
ومنذ التنصيب الرسمي للرئيس الأمريكي الـ46 الديمقراطي جو بايدن الذي أدى اليمين الدستورية خلفا للرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب ، وجد الساكن الجديد للبيت الأبيض جو بايدن نفسه أمام إرث صعب تركه سلفه الرئيس الأمريكي الأكثر غرابة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بشهادة قادة الرأي العام الدولي بسبب سياسته المتهورة تارة وبسبب الإنعطافات الخطيرة التي أحدثها ترامب في علاقات أمريكا بعدد من دول العالم وما تبعها من تغيرات في التحالفات الدولية وعلى صعيد الداخل الأمريكي خلفت عهدة ترامب التي استمرت 4 سنوات منذ العام 2016 انقساما حادا لم يسبق له مثيل في الشارع الأمريكي زادت حدّته بعد تسجيل أمريكا ملايين الإصابات والوفيات بوباء كوفيد-19 فضلا عن اقتصاد تضرر بشدة وعنف سياسي متصاعد.
وكانت الفترة الأخيرة من عهدة ترامب الرئاسية مشحونة في ظلّ عراقيل واتهامات تواجه عملية انتقال السلطة،فرغم إعلان خسارته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن وبعد خسارته لأغلب الدعاوي القانونية التي طعن من خلالها في نتائج الانتخابات، يرى مراقبون أن ترامب حاول مرارا قبل مغادرته الحكم وضع المزيد من العراقيل أمام الرئيس المنتخب جو بايدن. ولعلّ واقعة العنف والفوضى التي شهدها الكونغرس الأمريكي كانت سابقة في تاريخ البلاد وصدمة على الصعيد الدولي في بلد يعد من أكبر ديمقراطيات العالم، لكن لا يبدو أن مغادرة الملياردير الأمريكي للحكم كانت في هدوء على غرار وصوله للحكم وفترة حكمه، إذ طالما أثارت سياساته عاصفة من الاضطرابات في الأجواء الأمريكية.
واتسمت فترة حكم ترامب باتخاذه قرارات أثارت جدلا واسعا انقسمت بين خروج بلاده من اتفاقات دولية ودخولها في اتفاقات أخرى كانت محل انقسام داخلي حتى انه أحدث انقساما حادا صلب إدارته في حد ذاتها ومؤسسات الدولة العميقة أيضا . واتخذ فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، حزمة قرارات في اليوم الأول لولايته، مثلت انقلابا على إرث سلفه دونالد ترامب من خلال اتخاذ بايدن سلسلة قرارات، تهم إلغاء 17 قرارا تنفيذيا اتخذتها إدارة ترامب في أوقات سابقة.
ومن أبرز قرارات بايدن، إلغاء مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده ترامب سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.كما تعهد بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ، وإلى منظمة الصحة العالمية.وعلق الرئيس المنتخب أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.
يبدو ان دونالد ترامب الذي فشل في انتخابات 2020 ينتظر ان يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024 ، وهو يعول على اكتساح الموالين من الجمهورييين الكونغرس تمهيدًا لعودته المحتملة الى البيت الأبيض. ويريد الرئيس السابق الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية السابقة أمام الرئيس جو بايدن في نوفمبر 2020.