ضمن الأقسام الموازية بل تطمح إلى الفوز بالسعفة الذهبية. وقد نال الفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية لقب الفيلم العربي الوحيد الموجود في صف الأفلام المرشحة للمسابقة الرسمية للمهرجان. وتعود السينما التونسية إلى المسابقة الرسمية بعد أكثر من نصف قرن من الغياب حيث كان فيلم "حكاية بسيطة كهذه" للمخرج الراحل عبد اللطيف بن عمّار آخر فيلم سجل مروره في مسابقة الأفلام الطويلة عام 1970.
حلّت هند صبري ضيفة على برنامج "موعد في كان" على قناة "فرانس 24" مع الإعلامية "ليانا صالح" في حديث عن مشاركتها في فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية. وكعادتها على الدوام برهنت هند صبري عن شخصية ممثلة محترفة ومثقفة ومنفتحة...
تجربة فريدة من نوعها
في مزج بين الروائي والوثائقي، اقتبس فيلم "بنات ألفة" موضوعه من القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم لأربع فتيات، تنضم اثنتان منهما (رحمة وغفران شيخاوي) إلى "داعش" ، وتهربان إلى ليبيا لينتهي بهما المطاف سجينتين هناك، بينما تكافح الأم لإنقاذ ابنتيها من السجن، والحفاظ على سلامة ابنتيها الأخريين.وفيلم "بنات ألفة" من بطولة هند صبري، ومجد مستورة، بالإضافة إلى مشاركة بطلات القصة الحقيقيات: ألفة الحمروني وابنتيها آية وتيسير شيخاوي، وتستعين المخرجة بالممثلتين نور خوري وإشراق مطر لأداء دورَيْ الابنتين الغائبتين.
في توصيف لمشاركتها في فيلم "بنات ألفة"، قالت هند صبري: " إنها تجربة فريدة من نوعها على كل المقاييس انطلاقا من المزج بين الروائي والوثائقي وصولا إلى تجرد الممثل أمام المرآة من كل "إيڤو" أمام سلطة الحقيقة. إنّ "بنات ألفة" هو فيلم مشبع بالحقيقة ولو كانت مُرّة ومؤلمة، إلى درجة أنّ الاستنجاد بالخيال كان صعبا أمام سطوة الحقيقة. لم يكن أمامي كممثلة سوى أن أكون حقيقية حتى لا أكون سببا في فشل جزء كبير من الفيلم. وهذا كان التحدي الكبير بالنسبة لي حتى إني شكرت المخرجة كوثر بن هنية، وقلت لها شكرا لأنك منحتني هذا الدرس في التفرقة بين هند الممثلة والنجمة وبين ما قمت به في "بنات ألفة".
الفيلم لا يقدّم أجوبة بل يطرح تجارب حياة
عن تواشج الإنساني والفني في دورها في فيلم "بنات ألفة"، قالت هند صبري: "إنّ كوثر بن هنية نجحت على مستوى طريقة السرد أو التصوير بطريقة احترافية في الحفاظ على مسافة بين الممثل وبين الشخصية . وقد سبق لي وأن قدّمت شخصيات حقيقية أو تعرفت عليها في الحقيقة من خلال تجربة لي في أحد الأفلام التونسية لكنها آذتني في نهاية المطاف. ولكن كان الأمر مختلفا في " بنات ألفة" حتى اني في نهاية الفيلم كنت منهارة حقا بسبب معاناة "ألفة" الحقيقية . لقد اتخذ الفيلم أبعادا إنسانية وعلاجية في نوع من المداواة النفسية لأثار العنف بكل أشكاله... لقد لعبت دور الوسيط هنا لأكون جسرا بين القضايا والأبطال .
ما الذي تغيّر قبل الفيلم وبعده في موقف هند صبري من قضية هزت الرأي العام في تونس؟ تجيب فتقول: "في البداية كانت لدي مجرد أحكام مسبقة على هذه القضية الكبرى التي مثلت قضية رأي في تونس. وبعد مشاركتي في "بنات ألفة" لم أجد أجوبة بقدر ما وجدت بشرا وتجارب . إن الفيلم لم يجرد الأم من مسؤوليتها ولم يبرئها ، ولم يصوّر ابنتيها فقد كمذنبات بل كضحايا أيضا. ضحايا لمن ولماذا ؟ هذا سؤال كبير ويطول شرحه؟"
هند صبري تعود إلى "كان" بعد 29 سنة
لأوّل مرة تتعامل النجمة التونسية هند صبري مع لمخرجة ذات الصيت العالمي كوثر بن هنية. وقد صرّحت هند صبري بأنها سعيدة بالتجربة مع كوثر بن هنية لأنّ التعامل معها كان مريحا ، مضيفة:" أنا بطبعي شخصية عمليّة ووجدت في كوثر أيضا هذا الجانب العملي. وأيضا هي مخرجة لا تخاف من التجربة ولا تحاول فرض رؤيتها على الممثل. أنا شخصيا أحترم مسيرتها ووجهة نظرها السينمائية الفريدة من نوعها واعتقد أننا وفقنا معا في إبلاغ الرسالة."
بعد 29 سنة عادت هند صبري إلى مهرجان " كان " بمشاعر فياضة من الشجن والحنين ، فبعد بطولتها في فيلم "صمت القصور" للراحلة مفيدة التلاتلي جاءت إلى مهرجان "كان" سنة 1994. واليوم تعود إلى "كان " من جديد في بطولة فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية. ولئن كان الجامع بين الفيلمين هو أنّ الإخراج كان بتوقيع نسائي فإنّ هند صبري اعتبرت أن البطولة في كلتي الحالتين كانت نسائية بامتياز في انتصار لقضايا المرأة لتكتمل الدائرة بعد حوالي 3 عقود من الزمن.