فبعد النقص الكبير الذي تمّ تسجيله في عدة مواد على غرار القهوة والسكر والزيت النباتي والأرز إلى جانب النقص المسجل في المحروقات والأدوية والذي مازال متواصلا إلى حد اليوم، تعاني البلاد من النقص في مادتي الفرينة والسميد مما أثر على عمل المخابز وتزويد السوق بالخبز، أزمة مازالت متواصلة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر بالرغم من تأكيدات أهل الاختصاص أنها تتجه نحو الانفراج وباتت الطوابير أمام المخابز المشهد المهيمن في الأيام الأخيرة إلى جانب اكتفاء عدة مخابز بالعمل نصف اليوم وغلق أبوابها في ساعات مبكرة، وبتتالي وتواصل نقص المواد الأساسية عادت النقاشات حول الأمن الغذائي الذي بات مهددا إلى الواجهة وسط غياب الحلول الجذرية لتفادي هذه الأزمات.
تتواصل الاضطرابات في تزويد السوق بشكل كبير، وسط تصاعد مخاوف المواطنين من أن يشمل النقص مواد أخرى عدا تلك التي مازالت إلى حدّ الآن شبه مفقودة مع تواصل الفارق بين العرض والطلب، وبالرغم من أن نقص مادتي الفرينة والسميد ليس حديثا إلا أنه تعمق أكثر خلال هذه الأيام أمام فقدان الخبز، وحسب وزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب فإن مردّ النقص المسجل في الخبز يكمن في وجود اضطراب في التزوّد بالقمح الصلب، مما ولّد ضغطا على القمح اللين المستخدم في استخراج مادة "الفارينة"، إضافة إلى تزامن النقص نهاية الأسبوع الماضي مع الراحة الأسبوعية لبعض المخابز. وأكدت بن رجب في تصريحات إعلامية أن الدولة تعتمد على سياسة توريد مادة القمح بسبب تراجع صابة الحبوب هذه السنة، مشدّدة على أن وزارة الفلاحة تقوم بدورها.
على ديوان الحبوب أن يكون في مستوى المرحلة
فرض الاضطرابات الحاصلة في الخبز على رئيس الجمهورية قيس سعيد التدخل والتحرك، حيث شدد خلال زيارته أول أمس إلى مقر وزارة الفلاحة و الموارد المائية على ضرورة حسم مسألة الخبز في الساعات القادمة قائلا " أن خبز المواطن لابد أن يتوفر و تتوفر كل المواد الأساسية"، واعتبرا أن ما تعرفه المخابز اليوم من افتعال لوبيات وعناصر معروفة بالاسم تريد تأجيج الوضع ،و انه لا يمكن العبث بحياة المواطن. وطالب الرئيس ديوان الحبوب بأن يكون في مستوى المرحلة ويتحمل المسؤولية لأنه لا يمكن مواصلة التعامل مع هؤلاء ونتركهم يعبثون بقوت المواطن وبحياته في كل أوجهها من سكر و خبز وقهوة وزيت مدعم...، مشيرا إلى أن "الخبز والمواد الأساسية بالنسبة للمواطن خط أحمر" مضيفا انه "كما لا نقبل أن يمس احد بسيادتنا فالخبز أيضا والمواد الأساسية بالنسبة للمواطن خط أحمر".
حسم مسألة الحبوب
وشدد سعيد على أن ''مسألة الحبوب لا بد من حسمها في الساعات القادمة... الطوابير موجودة والخبزة بـ 2000 في القيروان والمواطن البائس الفقير لا يجد حظه في وطنه وهذه من افتعال جملة من الشبكات الإجرامية التي تعمل على تجويع الشعب ولا بد من الوقوف صفا واحدا للوضع حد لهذه الأوضاع...على المخلصين للوطن الوقوف في جبهة واحدة والدولة هي دولة كل التونسيين وعلى كل المسؤولين في الإدارة أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة وإلا لا مجال لهم في الإدارة..".
محمد بوعنان: المخابز استعادت نسقها العادي
من جهته، أكد محمد بوعنان رئيس غرفة المخابز لـ"المغرب" أن إشكاليات النقص الحاصل في الخبز قد تمّ حلها وعادت المخابز إلى عملها بشكل عادي وعمليات تزويد هذه المخابز بالفرينة يسير بالنسق المطلوب وستتحسن الأمور أكثر في الساعات القليلة القادمة، مشيرا إلى أن الخبز متوفرا حاليا وستستعيد المخابز نسقها العادي في صنع الخبز بداية من اليوم. وبالنسبة إلى إقرار عدة مخابز في عدة ولايات تنفيذ إضرابات مفتوحة خلال شهر جوان المقبل، أكد بوعنان أن الغرفة الوطنية للمخابز تجبر على تنفيذ إضراب في حالة عدم التوصل إلى حل وغلق باب التفاوض ولكن الحكومة تعهدت بصرف مستحقات أصحاب المخابز المتخلدة، مشيرا إلى أن الإضرابات المقررة في عدة جهات لا علاقة للغرفة بها وتمّ إقرارها على مستوى الجهات، معربا عن أمله في عدم تنفيذها خاصة وأن سلطة الإشراف قد تعهدت بصرف هذه المستحقات.