على أبرز الملفات الشائكة في المنطقة وفي مقدمتها الملف اللبناني . فلبنان -كما هو معلوم- عالق في الفراغ الرئاسي منذ انتهاء مدة ولاية الرئيس ميشال عون وذلك وسط انقسامات وخلافات عميقة بين الفرقاء السياسيين حول انتخاب رئيس الجمهورية المقبل .
ويعيش لبنان أوضاعا صعبة في خضم انهيار مالي لا يتوقف وقد سجلت العملة الوطنية خلال الأيام الماضية أعلى انهيار لها مقابل الدولار . مما دفع جمعية مصارف لبنان الى إقفال أبوابها احتجاجا على صدور أحكام قضائية تقضي باسترداد ودائع لبعض المواطنين،وذلك قبل ان تعلن رفع الاضراب امس مع حلول شهر رمضان .
دعوات للحوار
وقد أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعوة الحوار ليكون سبيلا لخروج لبنان من أزماته، مضيفا "يجب أن يشجعنا ذلك على حوار حقيقي يشكل السبيل الوحيد للخروج من أزماتنا وتعافي بلادنا". ويرى البعض ان السيناريو الأقرب في لبنان هو التوافق على اختيار سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية . وحول ما اذا كان التوافق الايراني السعودي سيؤدي الى حلحلة الازمة وانتخاب رئيس للجمهورية يجيب الباحث اللبناني قاسم قصير لـ" المغرب " الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية تطور مهم على الصعيد الإقليمي والدولي وستكون له انعكاسات مهمة على صعيد العلاقة بين البلدين وعلى كل المنطقة والملفات المهمة كاليمن وسوريا والعراق. ويمكن أن يكون له انعكاسات إيجابية على لبنان". ويضيف بالقول :" وبدأنا نشهد تطورات مهمة في العلاقات العربية الإيرانية من خلال الزيارات وإعادة التواصل بين إيران وعدد من الدول العربية . بالنسبة للانتخابات الرئاسية في لبنان فهذا يحتاج إلى وقت اولا بسبب الموقف السعودي الرافض حاليا لدعم سليمان فرنجية في انتظار الجهود الفرنسية وثانيا بسبب المواقف الداخلية". وأردف قائلا :" لكن هناك توقع بأن يتغير الموقف السعودي لصالح فرنجية وذلك بعد عودة العلاقات السعودية السورية".
الانهيار المالي
وفيما يتعلق بانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار وتأثيراته على معيشة اللبنانيين قال :" واما بشأن الأوضاع الاقتصادية والمالية وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية فهذا يعود لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والمالية وبسبب الأزمة السياسية . طبعا هناك تداعيات خطيرة وتخوف من أن يؤدي ذلك لمشاكل عديدة". وفق قوله .
يشار الى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعلن أن البنك المركزي سيبدأ في بيع مبالغ لم يتم تحديدها من الدولارات في محاولة لوضع حد للتراجع المتفاقم في سعر صرف الليرة. وحدد سلامة سعر الصرف الجديد على منصة صيرفة التابعة للبنك عند 90 ألف ليرة للدولار. وكان قد حدد سعر الصرف عند 70 ألف ليرة في أول مارس آذار لكن الدولار ارتفع بشكل كبير وتم تداوله عند 85 ألف ليرة على المنصة. وفقدت الليرة أكثر من 98 بالمئة من قيمتها منذ أن بدأ الاقتصاد في الانهيار عام 2019.
وقال سلامة إن هذا التحرك جاء بموافقة رئيس الوزراء ووزير المالية في حكومة تصريف الأعمال ويهدف إلى "الحد من ارتفاع سعر صرف الليرة في السوق الموازية". ويعد توحيد أسعار الصرف المتعددة خطوة من بين خطوات عدة وضعها صندوق النقد الدولي للبنان حتى يحصل على حزمة مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات دولار للمساعدة على وضع حد لانهياره المالي.
ومع قرب مرور عام على توقيع لبنان على اتفاق مبدئي مع صندوق النقد، لازال المواطنون يتعاملون مع أسعار صرف عديدة للدولار.
وقال سلامة إن لبنان لازالت لديه نحو عشرة مليارات دولار من احتياطيات النقد الأجنبي. وكان لدى البلاد أكثر من 30 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية عندما بدأت الأزمة.