زيارة الرئيس الصيني الى روسيا من أجل "السلام": تعزيز تحالف موسكو وبكين في مواجهة دعم واشنطن لكييف

تحمل زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ يوم أمس الاثنين إلى موسكو - والتي تستغرق ثلاثة أيام- الكثير من القراءات

نظرا للتحالف الوثيق بين الجانبين الروسي والصيني وما يمثله ذلك من معضلة للولايات المتحدة الأمريكية . وتأتي زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس الصيني في ظل احتدام الحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا المدعومة من واشنطن والغرب.

وفي تصريحاتهما أشاد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين أمس بمتانة شراكتهما وذلك قبل عقد قمة الرئيس الصيني مع نظيره الروسي المعزول على الساحة الدولية خصوصا بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرة توقيف ضده.والزيارة التي تستمر ثلاثة أيام هي أول زيارة دولة يقوم بها شي لروسيا منذ حوالي أربع سنوات، علما وأن بكين ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مهمة مع موسكو .
وفي مقال نشرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، وصف الرئيس الصيني الزيارة بأنها "رحلة صداقة وتعاون وسلام" فيما ينظر الغرب بحذر إلى العلاقة بين البلدين. وكتب شي "أتطلع إلى العمل مع الرئيس بوتين لنعتمد معا رؤية جديدة" للعلاقات الثنائية.
وزاد الموقف الصيني الداعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا في تكريس الخلاف بينها وبين أمريكا خاصة بعد إعلان بكين عن مبادرة سلام لحل الأزمة بين موسكو وكييف ، وهو ماقابله ترحيب أوروبي وتشكيك وتحذير أمريكي.وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين مستعدة لتقديم اقتراحها للسلام بشأن أوكرانيا، في إعلان هو الأول من نوعه من قبل الصين منذ اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال وانغ يي في كلمة له خلال مؤتمر ميونخ للأمن: "هذه الحرب لا يمكن أن تستمر في الاشتعال.. وحدة أراضي وسيادة جميع الدول سيتم احترامها في اقتراح الصين.. بكين ستواصل العمل من أجل السلام".وأضاف: "أقترح أن نبدأ في التفكير بهدوء خاصة مع الأصدقاء في أوروبا.. نحن بحاجة إلى التفكير في الجهود التي يمكن بذلها لإنهاء هذه الحرب.. لا زال العديد من قادة الاتحاد الأوروبي في ميونيخ متشككين في نوايا بكين.. سأذهب إلى موسكو بعد انتهاء الاجتماعات في ميونخ للتحدث مع الروس".
ردا على دعوة الصين لقيادة جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في تصريحات لها، إن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا، ولكنها في الوقت نفسه تؤكد أن أوروبا مطمئنة نسبيا الى ان الصين لا تلعب دورا في هذه الحرب.
أهم بنود المبادرة
ويرى مراقبون أنّ الزيارة التي يؤديها الرئيس الصيني تتنزل في إطار إبراز دعم بكين لحليفها بوتين وأيضا لمزيد بحث المبادرة التي قدمتها لحلّ الأزمة الروسية الأوكرانية .وتنصّ المبادرة التي نشرت وزارة الخارجية الصينية عبر موقعها الإلكتروني بنودها الـ12 تحت عنوان: "موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية" على التقيد الصارم بالقانون الدولي المعترف به عالمياً، بما في ذلك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مشددة على وجوب التمسك بشكل فعّال بسيادة واستقلال ووحدة أراضي كلّ البلدان.
ويشدّد بند آخر على وجوب عدم السعي لتحقيق أمن دولة ما على حساب دول أخرى، أو تحقيق أمن المنطقة من خلال تعزيز أو توسيع الكتل العسكرية، مؤكداً أن على جميع الأطراف معارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين، ومنع المواجهة، والعمل معاً من أجل السلام والاستقرار في أوكرانيا. ويدعو هذا البند أيضاً إلى المساعدة في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن، وفعّال، ومستدام، مع مراعاة السلام والاستقرار في العالم على المدى الطويل.
كما تؤكد الصين أن على جميع الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتجنّب تأجيج النيران ومفاقمة التوترات، لأن الصراع والحرب لا يفيدان أحداً. كما تعتبر الصين أن الحوار والتفاوض هما الحلّ الوحيد القابل للتطبيق في الأزمة الأوكرانية، مشددة على وجوب تشجيع ودعم كلّ الجهود التي تُفضي إلى تسوية سلمية للأزمة. كما تؤكد بكين وجوب تشجيع ودعم كلّ التدابير التي تؤدي إلى التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية، مع عدم تسييس القضايا الإنسانية، داعية إلى تأمين سلامة المدنيين بشكل فعّال، وإنشاء ممرات إنسانية لإجلائهم من مناطق النزاعات.وشدّدت الصين على ضرورة التزام أطراف النزاع بشكل صارم بالقانون الدولي، وتجنّب مهاجمة المدنيين أو المنشآت المدنية، واحترام الحقوق الأساسية لأسرى الحرب.
وتعارض الصين، وفق هذا البند، الهجمات المسلّحة ضد محطات الطاقة النووية أو أي منشآت نووية سلمية أخرى، وتدعو كلّ الأطراف للامتثال للقانون الدولي. وتؤكد دعمها للوكالة الدولية للطاقة الذرية للعب دور بنّاء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية. كما تشدّد بكين على وجوب عدم استخدام الأسلحة النووية، وعدم خوض حرب نووية، مؤكدة على ضرورة معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ووجوب منع الانتشار النووي وتجنّب أزمة نووية. وتؤكد الصين بموجب هذا البند معارضتها استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف كان.
تؤكّد هذه النقطة أنه يتعيّن على جميع الأطراف تنفيذ مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي وقّعتها كلّ من روسيا، وتركيا، وأوكرانيا، والأمم المتحدة، وترى الصين أن العقوبات الأحادية وسياسة الضغط القصوى لا يمكن أن تحلّ المشكلة، بل هي تخلق مشكلات جديدة، مؤكدة معارضتها العقوبات الأحادية غير المصرّح بها من قبل مجلس الأمن. وتشدد على وجوب أن تتوقف الدول المعنية عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية ضد الدول الأخرى. كما تعتبر بكين، وفق هذا البند، أن على جميع الأطراف الحفاظ بجدية على النظام الاقتصادي العالمي الحالي، ومعارضة استخدام الاقتصاد العالمي كأداة أو سلاح لأغراض سياسية.

 

المشاركة في هذا المقال

تعليقات204401

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115