رسائل ومغزى زيارة الرئيس الأسد إلى عمان

أثبتت سوريا للعالم أنها وطن لا يعرف المستحيل ، وكانت زيارة الرئيس الأسد لسلطنة عمان مليئة بالتحدي ومواجهة أعداء الوطن

في الداخل والخارج. كما كانت رسالة جديدة بان سوريا تمضي نحو الأمن والإستقرار، وأنها طوت صفحة الفوضي إلى غير رجعة.

لم تقطع سلطنة عمان علاقاتها الدبلوماسية والسياسية بسوريا طيلة سنوات الأزمة، ولم تغلق سفارتها في دمشق مطلقاً، وذلك لان العلاقات السورية العمانية ترتكز على أسس راسخة وقوية تعمقت أواصرها من خلال الاهتمام المشترك بين الجانبين لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وإنجاح مسار الحل السياسي في سوريا.
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى مسقط فسرها المتابعون السياسيون بأنها مقدمة لتطبيع العلاقات العربية مع الدولة السورية وكسر قانون “قيصر” وتأكيداً على فشل الحِصار الأمريكي، وهزيمته وعودة سوريا إلى عمقها العربي ، كما تحمل في طياتها رسائل مهمة بأن علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين سورية وسلطنة عمان قوية، وخارج المساومات والصفقات، وهي زيارة تعطي الانطباع بوجود دور عماني جديد في الأزمة السورية، وبالتالي فإن توقيت هذه الزيارة مهم جدا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حالياً.
في هذا السياق تعتبر عودة بعض الدفء للعلاقات السورية ودول عربية دليلا على فشل التعاطي مع المعارضة السورية المسلحة التي فشلت في اقناع اطراف اقليمية ودولية بدورها وقدرتها على ان تكون البديل المطلوب في سورية وهي والتي تحاول خلط الأوراق من جديد، ووضع العصا في عجلات أي جهود لإيجاد حل للأزمة السورية بما يلبي طموحات الشعب السوري بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية.
هنا أرى بأن هناك رؤية إستراتيجية في كل الأوساط العمانية وعلى أعلى المستويات، مفادها أن عمان يمكن أن تسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة كما إن هناك رؤية إستراتيجية ثابتة وهي دعم سوريا في كل الأوقات.
في سياق متصل اقتنعت الإدارة الأمريكية ومن لف لفيفها بشكل كامل بأن لا مخرج لها من مستنقع الفشل الذي إنغمست به في المنطقة، إلا بالعودة إلى سوريا فهي صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في المنطقة، والداعمة لحركات المقاومة، و صانعة معادلات القوة في لبنان وفلسطين و…، خصوصاً أن الرهانات الأمريكية –الغربية على وكلائها الإقليميين فشلت في إسقاط سوريا.
ما يتجه إليه العالم من مآس وعدم استقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي نتاج للحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، واندلعت الحرب . لذلك فان العالم كله اليوم في قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سوريا، انطلاقا من إن استقرار سوريا من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سوريا مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.
في إطار ذلك ستنهض سورية وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، وتبث الثقة والأمان في نفوس شعبها، بفضل يقظة أبنائها المخلصين الذين يعرفون أن غرق في سوريا غرق للأمة العربية كلها، لذلك يجب عليهم أن يراهنوا على استمرار حضورها الداعم للأمن والاستقرار الإقليمي في ظل الأوضاع الدولية المعقدة في هذه المنطقة.
ستكون سوريا بخير، ومهما فجروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115