في ندوة دولية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تأكيد على ضرورة مساءلة الاحتلال وتجسيد الاعتراف بدولة فلسطين

دعا وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج

محمد علي النفطي إلى كف يد الاحتلال والامتناع عن كل أشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري لسياساته . وأكد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى "قوة دفع سياسية ودبلوماسية" لإنهاء الاحتلال بدلاً من مجرد "التضامن والتعاطف" .
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني برعاية سفارة دولة فلسطين وبالشراكة مع وزارة الخارجية التونسية والأمم المتحدة، تحت شعار "فلسطين: من الاعتراف إلى تجسيد الدولة"، وذلك في مقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس.
كما شهد هذا اليوم فعاليات عديدة في عديد المناطق التونسية وكذلك مسيرات في العالم تؤكد على حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وفي وقف الإبادة. فهذا اليوم الذي يتضامن فيه العالم مع الشعب الفلسطيني، منذ 1977 بقرار من الأمم المتحدة، هو نفسه تاريخ قرار التقسيم 1947 الذي أدخل المنطقة في مرحلة النكبات والحروب بسبب هذا الاحتلال الذي غير شكل المنطقة . ووجهت كل هذه الفعاليات والمسيرات العالمية رسائل تؤكد على أهمية وقف الحرب والعدوان والتهجير القسري والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي يمارسها الاحتلال الصهيوني بكل صلف في غزة وفي كافة أنحاء فلسطين.
دعم تونسي لفلسطين
وأعرب وزير الخارجية التونسي عن إجلاله لصمود الشعب الفلسطيني الذي لم تُقتلع منه هويته وحقه الثابت في العودة إلى الديار، وهو حق غير قابل للتفويت أو التجزئة ولا يسقط بالتقادم. وأكد أن المشاهد القادمة من غزة التي تكشف الدمار الذي خلفته آلة الحرب الوحشية لم تنل من ثبات الشعب الفلسطيني، وأن منطق القوة مهما كان جبروته لن يقدر على كسر إرادة الشعوب الحرّة. ودعا المجموعة الدولية لإنصاف الشعب الفلسطيني عبر تطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أقر بوجوب وقف الأنشطة الاستيطانية الجديدة والإخلاء الفوري للمستوطنات. وقال على أن المجموعة الدولية مطالبة بتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الغوث الدولي وحماية طالبي المساعدات.
من الاعتراف الى التجسيد
وفي كلمته خلال الندوة ،أكد سفير دولة فلسطين بتونس رامي فاروق القدومي، على أهمية الانتقال من مرحلة الاعتراف السياسي بفلسطين إلى مرحلة تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال أن قضية فلسطين هي قضية وجود ونضال في مواجهة مشروع استعماري استيطاني، وأن الإبادة مستمرة منذ النكبة.
وأكد أن قضية فلسطين هي قضية وجود ونضال في مواجهة مشروع استعماري استيطاني جوهره فكرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، كما انها قضية أخلاق وقيم إنسانية كاملة تستبيحها إسرائيل اليوم بلا أدنى إحساس بالمسؤولية، محذرًا من أن أطفالنا "سيقرؤون عن الإبادة في غزة في كتب التاريخ، وسيتساءلون كيف سمحنا بحدوث هذا". وتابع بالقول :" ان الزخم الدولي المتنامي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ساهم في وصول عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى مائة وستين دولة. وطالب بالانتقال من الاعتراف إلى تجسيد قيام الدولة من خلال تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع السلطة الفلسطينية التي تشكل نواة لهذه الدولة.
كارثة إنسانية متواصلة
وكانت الندوة التي حضرها سفراء دول عربية وأجنبية فرصة لاستعراض هول الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الاحتلال في غزة والضفة . فقد قدم السفير الفلسطيني أحدث الأرقام التي تبين هول الكارثة الإنسانية والإنشائية في غزة، وأكد انه تم تدمير نحو 92% من المدينة و300 ألف وحدة سكنية و80% من منشآت القطاع الصحي. ودعا لتدخل دولي عاجل لرفع الحصار وتأمين الغذاء والدواء. وشدد على ضرورة تمكين الدولة الفلسطينية من ممارسة ولايتها الكاملة على غزة والضفة وفق رؤية "الدولة الواحدة، الحكومة الواحدة، القانون الواحد والسلاح الواحد"، مطالباً بفك الحصار المالي الإسرائيلي عن أموال المقاصة البالغة 3.7 مليار دولار، وتنفيذ اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكد عدم قانونية الاحتلال.
من جهتها دعت منسقة الأمم المتحدة في تونس رنا طه إلى إنهاء "الاحتلال غير المشروع" وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو "حل الدولتين" بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، على أساس خطوط ما قبل عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين. وتابعت في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة والتي قدمتها للحاضرين:" ان هذا اليوم يأتي بعد عامين من "المعاناة المروعة" في غزة، وتفاقم الإجحاف في الضفة الغربية". وتابعت بالقول :"ان استمرار قتل المدنيين وعرقلة المساعدة الإنسانية ينبغي ألا يكون مقبولاً أبداً".

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115