عن الطعام لتشمل القائمة إلى حدّ الآن كل من جوهر مبارك الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ أسبوعين دفاعًا عن حقه في محاكمة عادلة ومباشرة وسط تدهور حالته الصحية وفق تصريحات شقيقته المحامية دليلة بن مبارك مصدق ليلتحق به كل من راشد الغنوشي وعصام الشابي وعبد الحميد الجلاصي ورضا بلحاج والمهدي بن غربية، والأسباب مختلفة بين التضامن مع مبارك والضغط والمطالبة بمحاكمة علنية، ووفق ما نشرته هيئة الدفاع عن المساجين السياسيين في بيان لها والذي جاء تحت عنوان "تواصل تدهور الوضع الصّحّي لجوهر بن مبارك ، وتوسّع حركة الإضرابات..!" فإن جوهر بن مبارك قد تعرض يوم الاثنين المنقضي إلى أزمة كلى في مناسبتين وعاودته نفس الأعراض أثناء مقابلته لمحاميه بعد أن حمله إلى مكتب الزّيارة سجينان مودعان معه بنفس السّجن.
وأضافت هيئة الدفاع أن جوهر بن مبارك جدّد عزمه مواصلة إضرابه - الذي لا يتناول فيه سوى كأس واحد من الماء يوميّا منذ يوم الجمعة - حتّى استعادته حقّه الذي سلبه القضاء، مشيرة إلى أن رضا بلحاج دخل بدوره في إضراب عن الطّعام منذ يوم السّبت 08 نوفمبر الجاري، ويدخل الموقوف السّياسي عصام الشّابي يومه السّابع من الإضراب عن الطّعام ، وجددت هيئة الدفاع عزمها الرّاسخ على الدّفاع عن حقّ منوّبيها في الحرّيّة وحق الحضور أمام المحكمة، كما حملت هيئة الدّفاع إدارة سجن بلّي والإطار الطّبّي به المسؤوليّة كاملة عن التّقاعس في الرّعاية الطّبّيّة والتّهاون في نقله للمستشفى لتلقّي الفحوصات الضّروريّة.
تدهور الوضع الصحي لجوهر بن مبارك
أكدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أنها أدّت زيارة ميدانية إلى السجن المدني ببلي بتاريخ 7 نوفمبر الجاري، وذلك في إطار تفعيل مذكرة التفاهم المبرمة مع وزارة العدل. وأوضحت الرابطة في بلاغ أن وفدًا من أعضائها، مرفوقًا بطبيب، اطلع على ظروف إقامة الموقوفين داخل السجن، كما أجرى مقابلات فردية مع عدد من المساجين، من بينهم السجين السياسي جوهر بن مبارك، الذي يخوض إضرابًا عن الطعام، وبحسب ذات البلاغ فإن الوفد لاحظ تدهورا خطيرا في الحالة الصحية لبن مبارك، مشيرًا إلى أن جميع محاولات إقناعه بإنهاء إضرابه أو على الأقل تناول الماء والسكر باءت بالفشل، حيث أكد الأخير تمسّكه بمواصلة الإضراب إلى حين رفع ما وصفه بالمظلمة المسلطة عليه. وشددت على أنها ستواصل متابعتها لأوضاع السجون والسجناء، بمن فيهم السجناء السياسيون، مؤكدة في الوقت ذاته مواصلة جهودها لإقناع جوهر بن مبارك بتعليق إضرابه لما يمثله من خطر جسيم على سلامته الجسدية وقد يعرّض حياته للخطر.
هيئة السجون: قيام بعض المساجين بإضراب عن الطعام لا أساس له من الصحة
في المقابل نفت الهيئة العامة للسجون والإصلاح في بلاغها الصادر أمس ما وقع تداوله عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بخصوص تدهور الوضعيات الصحية لبعض المساجين نتيجة إضرابهم عن الطعام. وشددت على أن الوضعيات الصحية لكل المساجين ولكل من ادعى إضرابه عن الطعام هي وضعيات محل متابعة صحية مستمرة وفقا للتراتيب والبروتوكول الصحي الجاري به العمل. كما أكدت أن قيام بعض المساجين بإضراب عن الطعام لا أساس له من الصحة بعد أن ثبت من خلال المعاينات والشهادات الموثقة سواء من الإطار المباشر أو من أطباء المستشفى العمومي زيف ادعاءاتهم خاصة أمام رفضهم الخضوع للفحوصات الطبية المتعلقة بقياس مؤشراتهم الحياتية وثبوت تناول البعض منهم للمأكولات والمشروبات، فضلا على أن أحد المعنيين وقع إخراجه لأحد المستشفيات العمومية ورفض الخضوع للفحوصات من قبل أطباء الصحة العمومية اللذين أكدوا سلامته البدنية.
مباشرة التتبعات العدلية
شددت هيئة السجون على حرصها المتواصل على التقيد بتطبيق القانون لضمان حقوق جميع المودعين على قدم المساواة، وأكدت أنها باشرت التتبعات العدلية ضد كل من تعمد نشر أخبار ومعطيات مغلوطة في هذا الصدد وستحيل كافة المؤيدات الموثقة لديها للجهات القضائية المختصة، بلاغ هيئة السجون والإصلاح حول هذا الموضوع هو الثاني من نوعه في ظرف أسبوع فقط، فقد سبق وأن نفت بتاريخ 5 نوفمبر الجاري ما تمّ تداوله حول تدهور الوضعيات الصحية لبعض المساجين نتيجة إضرابهم عن الطعام، مؤكدة أنه لا صحة لما يشاع على الإطلاق. وأضافت أن الوضعيات الصحية للمعنيين عادية ومستقرة تبعا لما أثبتته الفحوصات الطبية والمعاينات المجراة من طرف الإطارات الطبية وشبه الطبية بصفة يومية ومستمرة، فضلا عن المتابعات الحينية من طرف الأعوان المباشرين بالوحدات السجنية والتي أثبتت جميعها أن الإضرابات عن الطعام المشار إليها لا تكتسي أي صبغة جدية خاصة بعد ثبوت تناول الطعام من بعض الحالات التي يروج أنها تخوض إضراب جوع وحشي.