في قطاع غزة، عاد التوتر ليخيّم على الأجواء رغم الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار. فقد أفادت تقارير ، امس الأحد، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ هجوماً على مواقع داخل القطاع، في خطوة أثارت مخاوف من تجدد الحرب بعد فترة قصيرة من الهدوء النسبي.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتواصل فيه الاتهامات المتبادلة بين كيان اسرائيل وحركة حماس بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، بهدف إنهاء الحرب التي خلّفت دمارا واسعا ومعاناة إنسانية غير مسبوقة في غزة. وبينما تؤكد تل أبيب أن الهجوم جاء ردا على “انتهاكات من جانب حماس”، تنفي الأخيرة تلك المزاعم وتتهم إسرائيل بمحاولة تقويض جهود التهدئة وإفشال المساعي الدولية لتحقيق الاستقرار.
هذا المشهد المعقد يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى صمود الاتفاق الهش، وقدرة الأطراف المعنية والوسطاء الدوليين على احتواء الموقف ومنع انزلاق الأوضاع مجددا نحو دائرة الحرب.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تحضيرات جارية لمشروع مدعوم من أوروبا والولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، يهدف إلى" إنشاء قوة دولية تُمنح صلاحيات واسعة للسيطرة على الأمن داخل قطاع غزة".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين بريطانيين قولهم إن مسألة نزع سلاح حماس ستكون التحدي الأصعب، مشيرين إلى أن لندن بدأت تقديم أفكار مستمدة من تجربة أيرلندا الشمالية.
يُذكر أن عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نزال كان قد صرّح في مقابلة مع وكالة "رويترز" أنه لا يستطيع الجزم بإمكانية نزع سلاح الحركة، قائلاً: "لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا حول نزع السلاح، فهذا يتوقف على طبيعة المشروع".
ولفت نزال إلى أن القضايا المطروحة للنقاش في المرحلة المقبلة، ومنها موضوع السلاح، لا تخص حماس وحدها، بل تشمل فصائل فلسطينية مسلحة أخرى، مما يستدعي موقفًا فلسطينيًا أوسع. وتساءل: "ماذا يعني نزع السلاح؟ لمن سيُسلّم السلاح؟ ولماذا يُسلّم؟".
جولة ويتكوف
كشفت تقارير إعلامية أمريكية، أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الشرق الأوسط مساء الأحد، في جولة تشمل الاراضي المحتلة ومصر وربما قطاع غزة، لمتابعة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
تأتي زيارة ويتكوف في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل إسرائيل حول مستقبل الحرب على غزة، بعد أن عجزت تل أبيب طوال عامين من العمليات العسكرية عن تحقيق ما عجزت عنه الدبلوماسية وهو إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس. وتعتبر واشنطن أن اللحظة الراهنة تمثل فرصة لإحياء ما تسميه “المرحلة الانتقالية”، تمهيدا لنزع سلاح الفصائل وإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني .
ووفقا لموقع أكسيوس، فإن ويتكوف سيركّز خلال جولته على تسريع تشكيل القوة الدولية للاستقرار، وهي قوة متعددة الجنسيات ستُكلّف بإدارة المناطق الخارجة عن سيطرة حماس، ولا سيما في مدينة رفح جنوب القطاع. كما سيبحث مشاريع “إعادة الإعمار” في تلك المناطق ، على أن يجري تنفيذ هذه الخطط بالتعاون مع أطراف عربية .
ضغوط أمريكية
تزامن الإعلان عن الزيارة مع تسريب معلومات عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس ترامب مع رئيس وزراء الاختلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تناول قضية جثث الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. ووفق مسؤول إسرائيلي نقلت عنه وسائل إعلام عبرية، فإنه لايزال لدى حماس ما بين سبع إلى عشر جثث “يمكنها تسليمها في أي وقت”، وفق مزاعمه متجاهلة الصعوبات الميدانية التي تواجهها الحركة لاستخراج الجثث ، فيما أكدت مصادر أمريكية أن إدارة ترامب تتابع الملف شخصيًا، لكنها طالبت تل أبيب بعدم استغلال القضية ذريعة لفرض عقوبات جديدة على القطاع أو تعطيل تنفيذ المراحل التالية من الخطة.
ويرى مراقبون أن هذه الضغوط الأمريكية لا تهدف إلى تخفيف التوتر بقدر ما تسعى إلى ضبط الإيقاع الإسرائيلي بما يضمن نجاح المشروع الأمريكي في غزة. فالولايات المتحدة لا تعارض جرائم الاحتلال بقدر ما تريد أن تتم بغطاء منضبط يخدم ترتيباتها السياسية المقبلة، في إطار ما تصفه بـ"إعادة الإعمار والاستقرار".
الاحتلال يواصل خنق غزة
في المقابل، أعلن نتنياهو استمرار إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر، مشترطا إعادة جثث الرهائن قبل أي خطوة إنسانية أو لوجستية، ما يعني عمليا استخدام الملف كورقة ضغط سياسية. كما تخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بحسب مصادر عبرية، لمنع إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، في رسالة واضحة بأن الاحتلال لا ينوي السماح بعودة الحياة إلى طبيعتها قبل ضمان السيطرة الكاملة على القطاع.
ورغم أن حماس أعادت جثث عدد من الرهائن وأفرجت عن عشرين رهينة أحياء منذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، إلا أن إسرائيل وواشنطن تتعاملان مع الملف من زاوية أمنية بحتة، متجاهلتين أن القطاع يعيش تحت حصار خانق ودمار واسع خلفه العدوان المستمر منذ عامين.
اتهم مكتب الإعلام الحكومي في القطاع الكيان العبري بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة 47 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، موضحًا أن ذلك أسفر عن استشهاد 38 فلسطينيًا على الأقل.
أوعز رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم إعادة فتح معبر رفح البري حتى إشعار آخر، وقال إن "المعبر لن يُفتح إلا بعد تنفيذ حركة حماس التزاماتها المتعلقة بإعادة جثث الرهائن" وفقًا لما أوردَه مكتبه مساء السبت.
يأتي ذلك بعد إعلان إسرائيل تسلّمها جثة رهينة عُرف من مستوطنة نير عوز، وكان يبلغ من العمر 75 عامًا.
بين "الإعمار" و"التجريد من السلاح"
ويرى مراقبون أن المشروع الأمريكي، الذي يُقدم كخطة لإعادة إعمار غزة، يخفي في جوهره رغبة في تفكيك بنية المقاومة وتجريدها من قدرتها العسكرية، عبر تحويل المناطق المتضررة إلى “مناطق إنسانية مؤقتة” تخضع لإشراف دولي. ووفق تسريبات إسرائيلية، بدأت بالفعل “أعمال ميدانية محدودة” في بعض مناطق الجنوب ، في ما يشبه التجربة الأولى لتقسيم القطاع عمليًا إلى مناطق نفوذ متباينة.هذه الترتيبات، التي تدعمها واشنطن وتل أبيب ، تُعد امتدادًا لسياسات الاحتلال القديمة بأسلوب جديد.
حماس: لا وصاية على غزة
في المقابل، تؤكد حركة حماس أن كل هذه المحاولات ستفشل كما فشلت الخطط العسكرية السابقة، وأن غزة لن تُدار إلا بإرادة أهلها. فالمقاومة، بحسب قيادات في الحركة، تعتبر أن أي وجود أجنبي أو قوة وصاية على القطاع هو “وجه آخر للاحتلال”، وأن الشعب الفلسطيني الذي قدّم آلاف الشهداء لن يقبل بتسوية تُعيد الاحتلال من الباب الخلفي.
ويرى محللون فلسطينيون أن الولايات المتحدة لم تعد منذ مدة طويلة وسيطا في الصراع، بل طرفا منحازا بالكامل للمشروع الصهيوني، وأن كل ما يُطرح من “خطط سياسية” ما هو إلا غطاء لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتقويض أي إمكانية لقيام دولة مستقلة.
في الجوهر، تكشف زيارة ويتكوف وما يرافقها من تحركات دبلوماسية أن واشنطن وتل أبيب تسعيان لتجميل الفشل العسكري بغطاء سياسي. فبعد أن عجزت إسرائيل عن تحقيق نصر ميداني أو القضاء على المقاومة، تحاول اليوم تمرير خطة “الاستقرار” كبديل عن الانسحاب الكامل من غزة. لكن الواقع على الأرض، كما يؤكد المراقبون، يُظهر أن إرادة الشعب الفلسطيني ما زالت أقوى من كل محاولات الإخضاع، وأن أي مشروع لا ينطلق من حقوقه الوطنية الثابتة محكوم عليه بالانهيار.
هدنة هشة
في اليوم العاشر من أيام وقف إطلاق النار بعد 735 يوما من حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة سلّمت المقاومة جثتي أسيرين إسرائيليين قُتلا في قصف الاحتلال على غزة، وأكدت إسرائيل التعرف إليهما.
وفي القطاع، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على رفح جنوبا، بزعم الرد على خرق الاتفاق بعد تبادل إطلاق نار بين الجيش ومسلحين في المنطقة.
على صعيد متصل، حذر الدفاع المدني بغزة من أن 70 ألف طن من المواد غير المتفجرة تشكل تهديدا كبيرا لسكان القطاع، وسط استمرار إغلاق معبر رفح ومنع دخول المواد اللازمة للتعامل مع المتفجرات.
وسياسيا، رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس بيانا لوزارة الخارجية الأمريكية يتهم الحركة بأنها تعمل على انتهاك وشيك للاتفاق ضد سكان غزة.
أكدت حركة حماس، في بيان لها، قبل امس، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددة على أن الاحتلال الصهيوني هو من يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه.
وشددت حماس على أن محاولات نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه الإرهابي المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين.
وكانت قد قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها، أبلغنا الدول الضامنة لعملية وقف اطلاق النار في غزة بتقارير موثوقة عن انتهاك وشيك للاتفاق من قبل حركة حماس ضد سكان غزة.
وتابع البيان، الهجوم المخطط له ضد المدنيين في غزة يشكل انتهاكا مباشرا وخطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوض التقدم الكبير الذي تحقق من خلال جهود الوساطة.
"دعوات لاستئناف للحرب"
من جهته دعا وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، امس الأحد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إصدار أمر للجيش باستئناف كامل وشامل للقتال في قطاع غزة.
ونشر بن غفير على حسابه في منصة "إكس" قائلاً: "أدعو رئيس الوزراء أن يأمر الجيش الإسرائيلي باستئناف كامل للقتال في القطاع بكامل شدته".
وأضاف بن غفير: "الأوهام الزائفة بأن حماس ستغيّر جلدها، أو أنها حتى ستلتزم بالاتفاق الذي وقّعته، تتبيّن، كما كان متوقعًا، بأنها خطيرة على أمننا".
وتابع: "يجب إبادة تنظيم الإرهاب النازي حتى النهاية، وكلما كان ذلك عاجلًا كان أفضل".
جاءت تصريحات بن غفير في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش شن هجومًا في غزة، وسط تبادل اتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن انتهاكات لوقف إطلاق النار.
"إسرائيل" تدرس فرض عقوبات على غزة
في الاثناء ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الحكومة تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاع غزة في حال لم تواصل تسليم جثث المحتجزين القتلى، وذلك بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم فتح معبر رفح البري حتى إشعار آخر، وهو المعبر الذي تسيطر عليه تل أبيب من الجانب الفلسطيني منذ ماي 2024.
ومنذ الاثنين الماضي، أفرجت حماس عن 20 أسيرا إسرائيليا حيا، كما سلمت جثث 13 من بين 28 معظمهم إسرائيليون، وقالت إنها تسعى "لإغلاق الملف" وتحتاج وقتا ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لإخراج بقية الجثامين.
فيما تقول إسرائيل إن العدد المتبقي 16، إذ ادعت، الأربعاء، أن إحدى الجثث المستلمة لا تتطابق مع أي من أسراها، كما تقول إن من بين الجثامين العائدة جثة لمواطن نيبالي.
ونقلت القناة الرسمية "كان" عن مسؤول إسرائيلي (لم تذكر اسمه) أن نتنياهو يبحث إعادة تموضع قوات الجيش داخل قطاع غزة وتحريك خطوط انسحابها إذا لم تسلم حماس الجثث في موعد المحدد (دون تفاصيل إضافية).
وفي 10 أكتوبر الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا إلى مناطق داخل قطاع غزة تعرف بـ"الخط الأصفر"، تزامنا مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بينما أبقى قواته منتشرة في نحو 50 بالمئة من مساحة القطاع.
و"الخط الأصفر"؛ خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأضافت القناة، أن بيان مكتب رئيس الوزراء أكد أن فتح معبر رفح، سيُبحث فقط وفق الطريقة التي ستنفذ بها حماس التزاماتها في إعادة جثث المحتجزين وتنفيذ بنود الاتفاق المتفق عليه
كما أشارت "كان" إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ممثل ترامب، سيصل إلى اليوم الاثنين برفقة نائب الرئيس جي دي فانس، لمتابعة تنفيذ المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.
وإسرائيل، في 9 أكتوبر الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق خطة ترامب، وفي اليوم التالي دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ.
برلين.. متظاهرون يتضامنون مع فلسطين
شهدت العاصمة الألمانية برلين، مظاهرة تضامنية مع فلسطين ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مطالبين ألمانيا بعدم تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وذكرت الأناضول، أن عددا كبيرا من الأشخاص تجمعوا وسط ميدان بحي ميته، في برلين، تعبيرا عن دعمهم لفلسطين.
وطالب المتظاهرون بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووقف دعم ألمانيا لإسرائيل.
وحمل المشاركون أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها عبارات من قبيل "الحرية لفلسطين"، و"كرامة الإنسان مصونة"، و"أوقفوا الحرب والاحتلال"، و"لا لتزويد إسرائيل بالأسلحة".
كما رفعوا صورًا لصحفيين وأطفال قُتلوا على يد إسرائيل في غزة، مرددين هتافات مثل "إسرائيل تقتل الأطفال"، و"نتنياهو إلى المحكمة"، و"إسرائيل دولة إرهابية"، و"ألمانيا تموّل.. إسرائيل تقصف".
ومن جهة أخرى، حاولت مجموعة مؤيدة لإسرائيل استفزاز المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، عبر رفع الأعلام الإسرائيلية بالقرب من مكان المظاهرة.
واتخذت الشرطة إجراءات أمنية مشددة حول المنطقة التي أُقيمت فيها المظاهرة.
مستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية
ميدانيا احرق مستوطنون إسرائيليون، فجر امس الأحد، عدة مركبات فلسطينية، في قرية الجبعة غرب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن مستوطنين أضرموا النار بعدد من المركبات داخل ساحة ورشة تصليح، تعود للمواطن علي أحمد الطوس في قرية الجبعة غرب بيت لحم.
وأفادت الوكالة بأن مجموعة من المستوطنين تسللت إلى المكان، وأضرمت النيران في المركبات المتوقفة داخل الساحة، ما أدى إلى احتراقها وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمكان.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون الإسرائيليون 7 آلاف و154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية خلال سنتي الإبادة.
كما أقام المستوطنون خلال الفترة نفسها 114 بؤرة استيطانية جديدة بمناطق متفرقة بالضفة.
ومنذ بدء الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة في 8 أكتوبر 2023 تصاعدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، وخلفت ما لا يقل عن ألف و54 شهيدا فلسطينيا، ونحو 10 آلاف مصاب، فضلا عن اعتقال أكثر من 20 ألفا بينهم 1600 طفل.
كما فجّر الجيش الإسرائيلي، صباح امس الأحد، شقة سكنية في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما اعتقلت قواته 10 فلسطينيين في حملة اقتحامات لأنحاء متفرقة من الضفة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن الجيش الإسرائيلي فجر شقة سكنية، في طوباس واقتحم عشرات المنازل، ونفذ تحقيقات ميدانية، قبل الانسحاب.
وداهم الجيش الشقة وسط طوباس، وأخلى منها سكانها، وزرع فيها المتفجرات، قبل تفجيرها، حيث سمع دوي الانفجار في أنحاء المدينة.
وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم المدينة، بعدد كبير من الآليات العسكرية، وانتشر في أنحائها، وأغلق مدخلها الجنوبي بالسواتر الترابية وننفذ عمليات تجريف في وسطها بحسب الوكالة.
ونقلت وكالة "وفا" عن مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، أن الجيش الإسرائيلي احتجز عددا من المواطنين في المدينة، وأجرى معهم تحقيقات ميدانية.
وعلى صعيد الاعتقالات، اعتقلت قوات إسرائيلية 6 فلسطينيين، بعد دهم منازل في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس شمالي الضفة، وبلدة بيتا جنوبًا، بحسب وكالة "وفا".
وفي سلفيت (شمال) اعتقل الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين، بينهم النائب في المجلس التشريعي (البرلمان) عمر عبد الرازق، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها، تبعًا لمصادر محلية.
وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين أحرق مستوطنون الأحد، مركبتين، وهاجموا بدعم الجيش قاطفي زيتون فلسطينيين، في محافظتي رام الله ونابلس.