يخضع لأشغال ترميم بـتكلفة 132 ألف دينار: موقع "عنق الجمل" بتوزر أيقونة "حرب النجوم"

في عمق صحراء الجريد حيث يلامس الخيال رمال الزمن

يعود موقع عنق الجمل ليصنع الحدث من جديد. هناك، بين كثبان نفطة وسماء توزر الصافية، تستيقظ ديكورات فيلم "حرب النجوم" من سباتها الطويل لتروي حكاية لقاء جميل جمع بين هوليوود وتونس، بين الأسطورة والواقع، وبين الفن والسياحة.

لا يقتصر موقع "عنق الجمل" على كونه نقطة جذب سياحي، بل هو موقع صحرواي يحمل تاريخا سينمائيا استثنائيا. فقد اختار المخرج الأمريكي "جورج لوكاس" صحراء توزر في سبعينات القرن الماضي لتصوير مشاهد من فيلمه الشهير "حرب النجوم".

جوهرة الصحراء التونسية

انطلقت منذ أسابيع أشغال صيانة وترميم موقع عنق الجمل من معتمدية نفطة بولاية توزر، حيث توجد ديكورات فيلم "حرب النجوم" الشهيرة، وسط آمال كبيرة بأن يستعيد هذا الفضاء مكانته كإحدى أبرز الوجهات السياحية في الجنوب التونسي باعتباره معلما سينمائيا ذاع صيته عالميا.

وتتقدم الأشغال التي بلغت إلى حد الآن نسبة 10% بوتيرة متصاعدة، بتمويل مشترك بين وزارة السياحة والمجلس الجهوي لتوزر، بكلفة إجمالية تقدّر بـ132 ألف دينار، منها 112 ألف دينار وفرتها الوزارة و20 ألف دينار من المجلس الجهوي.

وتشمل التدخلات الحالية ترميم الديكورات الأصلية بنفس المواد التي صُممت بها في السابق، إلى جانب إصلاح الأبواب والنوافذ وطلاء الهياكل وتسييج الموقع لحمايته من العوامل الطبيعية ومن الاعتداءات البشرية العشوائية. وقد أكّد والي توزر شاهين الزريبي خلال زيارة ميدانية أهمية التسريع في الإنجاز باعتبار أنّ "الموقع يمثل ثروة ثقافية وسياحية يجب تثمينها واستغلالها بطريقة مستدامة."

تحفة سينمائية في قلب الصحراء

يعود تاريخ إنشاء ديكورات "حرب النجوم" في عنق الجمل إلى سنة 1997 حين اختار المخرج الأميركي جورج لوكاس صحراء الجريد لتصوير مشاهد من ثلاثية "حرب النجوم" ، وتحديداً المدينة الخيالية "موس إسبا" على كوكب "تاتوين"،اسم مستوحى من مدينة تطاوين التونسية.

ومنذ ذلك التاريخ، تحول المكان إلى مزار لعشاق السينما ومحبي السلسلة حول العالم، وجوهرة مخفية وسط الرمال الذهبية، تجمع بين الخيال السينمائي وجمال الطبيعة الصحراوية. غير أن الإهمال وعوامل التعرية أديا عبر السنوات إلى تآكل أجزاء من الديكور وتهديد بقائه.

رهانات الاستدامة والترويج

لا يقتصر دور موقع "عنق الجمل" على قيمته السينمائية فحسب، بل يمثل رافدا اقتصاديا وسياحيا مهما للجهة. فقد استقطب على مر السنوات الآلاف من السياح واحتضن فعاليات دولية مثل مهرجان "الكثبان الإلكترونية" الذي ساهم في ترويج صورة جديدة عن صحراء تونس. كما أصبح الموقع جزءا من مسارات السياحة البيئية ورحلات المغامرة، وفضاء لتصوير الوصلات الإشهارية والأفلام العالمية.

بالرغم من أن أشغال الترميم الحالية خطوة إيجابية، فإن الحفاظ على الموقع يتطلب رؤية شاملة قد تشمل إحداث مسار سياحي ثقافي دائم بالموقع وتحسين الخدمات الأساسية للزوار وإدماج الموقع في الترويج الدولي للسياحة الصحراوية...
إنّ إعادة الاعتبار لموقع عنق الجمل ليست مجرد عملية صيانة بل إعادة إحياء ذاكرة سينمائية وتجربة سياحية فريدة حيث تتوفر الصحراء التونسية على مواطن الجمال والخيال.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115