لديهما علاقات مشتركة وتاريخية مشددا على أهمية زيادة نسق المبادلات الى مستوى أعلى . وقال ان لدى البلدين فرصا عديدة للاستثمار في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية . جاء ذلك خلال مؤتمر خاص بحضور ممثلي وسائل الإعلام، وفاعلين في المجتمع المدني، وممثلي الوزارات ووكالات السفر.
وردد السفير مقولة " تونس واندونيسيا صحاب" الذي تم اعتماد كشعار للسفارة الأندونيسية في تونس مشيرا الى ان كلا البلدين يتمتعان بطبيعة خلابة تشجع على السياحة . وأضاف :" يجب أن نعمل على ترسيخ وتطوير العلاقة بين البلدين ."
تاريخ من النضال المشترك
وقدّم مصراوي أمام الحضور صورة للزعيم الحبيب بورقيبة مع الزعيم احمد سوكارنو الموجودة في كتاب مذكرات راشد ادريس صديق الزعيم بورقيبة . وقال ان الزعيم بورقيبة توجه الى اندونيسيا خمس سنوات قبل استقلال تونس طالبا العون من الزعيم الأندونيسي لاستقلال تونس . فلبى الزعيم احمد سوكارنو الطلب بفتح مكتب تمثيل دبلوماسي تونسي في جاكرتا . وقدم السفير صورة نادرة لهذا المكتب الدبلوماسي في اندونيسيا التي تعد اول دولة ترفع العلم التونسي عام 1952 قبل استقلال تونس.
وتحدث السفير عن زيارة الحبيب بورقيبة إلى إندونيسيا عام 1951 حيث لقي استقبالًا كبيرًا من الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو ومن الشعب. وألقى بورقيبة خطابا أمام البرلمان الإندونيسي والإذاعة الوطنية، وأكد خلاله على وحدة النضال ضد الاستعمار.
وقال ان إندونيسيا قدمت دعمًا كاملاً لقضية استقلال تونس . وركزت وسائل الإعلام الإندونيسية على الزيارة واعتبرتها جزءًا من معركة التحرر في العالم.
وأضاف أن هذا الحدث كان له صدى واسع في تونس، وعزّز مكانة بورقيبة في قلوب التونسيين. وقال " لولا سوكارنو لما كانت اندونيسيا ولولا بورقيبة لما كانت تونس" .
كما تحدث مصراوي عن الزيارة التاريخية لزعيم سوكارنو الى تونس مشيرا الى ان الزعيم الاندونيسي ألقى خطابا تاريخيا أمام البرلمان التونسي حول الثورة المتعددة الأبعاد والتي مهدت لإندونيسيا الطريق لتحقيق استقلالها. فكانت هذه الثورة ثورة وطنية وسياسية واجتماعية . وأكد آنذاك سوكارنو على أن النضال الإندونيسي مستمر من أجل استقلال الدول الآسيوية والإفريقية وتعزيز السلم العالمي، وأن الشعبين الإندونيسي والتونسي لهما نقطة التقاء ألا وهي إشعال نار النضال ضد المستعمر، مؤكداً على الدعوة إلى الوحدة .
وذكّر السفير أيضاً بالدور الكبير للمناضل الفلسطيني محمد علي الطاهر الذي كان من مقيمي جاكرتا في بداية نشأة الاتصالات المكثفة بين المناضلين التونسيين والإندونيسيين، حيث ساهم بكتاباته وجرائده بتوثيق العلاقات التاريخية.
وقال :"تحدث الزعيم بورقيبة مع الزعيم أحمد سوكارنو من القلب إلى القلب، وكان لقاءً تاريخياً حافلاً بالمشاعر، أفضى إلى قرار زعيم إندونيسيا مساعدة تونس في تحقيق استقلالها التام وتعزيز العلاقات بين البلدين."
دعم مستمر وآفاق أرحب
وقال السفير الأندونيسي ان الدعم الإندونيسي لتونس استمر على المستوى الدبلوماسي والسياسي في المحافل الدولية.
أما على صعيد العلاقات التجارية فأوضح ان بلاده تستورد حاليا زيت الزيتون التونسي وعديد المنتجات الأخرى وان هناك شركتين تونسيتين لزيت الزيتون في جاكرتا . وقال انه يشجع على مزيد تصدير المنتجات ويشجع كذلك على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. وقال ان بلاده أيضا تستورد الفوسفات من تونس . مشيرا الى ان حاجة بلاده من الفوسفات سنويا هي 3.5 مليون طن . وأوضح بالقول:" نفكر في الاستثمار بمادة الفوسفات"، مشيرا الى ان بلاده استثمرت بالماضي في النفط والغاز ".
كما تم خلال المؤتمر التطرق الى آفاق تطوير العلاقات السياحية بين البلدين من خلال مزيد الرفع في تشجيع السياحة. وقال مصراوي ان اندونيسيا تتميز بفنادق من كل الأنواع التي تلبي كل الاحتياجات والامكانيات وتتميز بشعب يحب العمل والوطن ومضياف . وقال ان منتدى الأعمال هو عبارة عن تحية شكر ،معربا عن أمله بان يرى مليون سائح إندونيسي يزورون كل عام تونس، التي يعتز بتاريخها وثقافتها .
نكهات الأرخبيل
وعرض السفير مصراوي أمام الحاضرين صورا لأهم المناطق الأثرية والسياحية في بلاد الأرخبيلات، متحدثا بكل فخر واعتزاز عن جمال بلاده اللامتناهي، والتي تضم فسيفساء من الجزر والثقافات . فعرض صورا لجاكرتا الساحرة، وبالي النابضة بالجمال، ولومبوك الحية بالتراث والأدب ، وبانيووانجي الزاهية بالتقاليد العريقة. فلكل منطقة أزياؤها الخاصة، ورقصاتها ذات الطقوس الاستثنائية وألوانها الزاهية وقصصها القديمة. تروي رقصات بالي، المسرحية والصوفية، ملاحم الآلهة، وتكشف رقصات جاوة عن أناقة البلاط الملكي. وفي سومطرة، تُحلّق الرقصات كصلوات جماعية. كل شيء في اندونيسيا يحكي قصة الحياة والحب والجمال. وحتى الطبخ الاندونيسي يعكس روح الأرخبيلات بالتوابل المبهجة المنبثقة من أعمال التراث الاندونيسي .
وتم خلال الندوة تقديم آخر الكتب لصحفيين وكتاب ضمنوا في اصداراتهم قصصهم حول اندونيسيا ورؤاهم حول تعزيز جسور الروابط التي تعزز العلاقات المشتركة بين البلدين.