الدوحة تستضيف قمة عربية إسلامية طارئة تحرّك دبلوماسي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي .. وحماس تتمسك بشروطها لإنهاء الحرب

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "عربات جدعون 2"

لتدمير غزة ودفع سكانها الى التهجير القسري. فقد ترافق العدوان الصهيوني مع توسع حركة النزوح بين مناطق غزة وأحيائها . واستهدف العدوان 8 بنايات سكنية في منطقة مخيم الشاطئ وحي النصر المجاور غرب مدينة غزة إضافة الى 7 أبراج سكنية كبيرة تضم مئات الشقق السكنية.

وفي الأثناء تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، يومي الأحد والاثنين، قمة عربية إسلامية طارئة، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي طال منشآت ومصالح قطرية تضم قادة من حركة المقاومة الإسلامية حماس، في تطور غير مسبوق ينذر بتصعيد خطير في المنطقة ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإقليمية وتوازنات القوى في الشرق الأوسط.
ويأتي انعقاد القمة بعد أيام من تعرض منشآت حيوية في قطر لهجوم مباشر استهدف قادة حماس ، وصفه مراقبون بأنه "نقطة تحوّل" في قواعد الاشتباك التقليدية. فبينما كان كيان الاحتلال الإسرائيلي يحصر عملياته العسكرية في غزة، وسوريا، و لبنان واليمن ، فإن توسيع نطاق ضرباتها ليطال قطر يشكل تصعيدا غير مألوف.ورغم تحفظ السلطات القطرية في البداية على التصعيد إعلاميا، فقد سارعت الدوحة إلى التنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للدعوة إلى قمة طارئة، تعكس خطورة اللحظة السياسية وتعقيداتها .
وبحسب مصادر دبلوماسية وتقارير إعلامية، فإن القمة ستركز على ثلاث أولويات تتمثل في ردع التصعيد الإسرائيلي من خلال إصدار موقف عربي وإسلامي موحد، قد يتضمن تحذيرات من توسيع دائرة الصراع أو المساس بأمن دول الخليج. ثانيا دعم قطر سياسيا وأمنيا باعتبارها دولة تعرضت لاعتداء خارجي، في خرق واضح للقانون الدولي، وتهديد لاستقرار المنطقة. ثالثا تفعيل المسارات الدبلوماسية الدولية خاصة داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مع الدفع باتجاه عقد جلسة طارئة وتكثيف الضغوط الدولية على تل أبيب التي تستمر في حرب ابادة منذ عامين في قطاع غزة .
ويعتقد مراقبون أن القمة تمثل اختبارا لمتانة التماسك العربي والإسلامي. وقد تفتح هذه القمة الباب أمام بلورة سياسة دفاعية عربية ، وربما التفكير في إعادة تقييم العلاقة مع الشركاء الدوليين، لا سيما في ظل "الصمت الأمريكي اللافت" على التصعيد الإسرائيلي، وفق ما أوردته مصادر مطلعة.
وتعقد قمة الدوحة في لحظة حرجة إقليميا ودوليا، لكن نجاح القمة وفق مراقبين لن يُقاس فقط ببيانات الختام، بل بالقدرة على التحرك الفعلي في المحافل الدولية، ووقف التصعيد.
''اغتيال لمسار التفاوض برمته ''
من جانبها اعتبرت حركة حماس، أمس الخميس، أن هجوم "إسرائيل" على قادتها بالعاصمة القطرية الدوحة "جريمة مكتملة الأركان"، وقالت إن ذلك "لم يكن مجرد محاولة اغتيال للوفد، بل قصف واغتيال لمسار التفاوض برمته".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للقيادي في الحركة فوزي برهوم، نقلته قناة "الأقصى" الفضائية، تعليقا على هجوم شنته "إسرائيل" على مقر سكني بالدوحة لقادة في "حماس"، الثلاثاء، أسفر عن نجاة الوفد المفاوض، واستشهاد نجل رئيس الوفد خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد، و3 مرافقين إضافة إلى عنصر أمني قطري.وفي المؤتمر الصحفي، قال برهوم: "هذه الجريمة لم تكن مجرد محاولة اغتيال للوفد، بل هي قصف واغتيال لمسار التفاوض برمته، واستهداف مقصود لدور الإخوة الوسطاء في قطر ومصر".
وأوضح أن الهجوم "تأكيد فج من (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وعصابته الإجرامية على رفضهم التوصل إلى أي اتفاق، وإصرارهم على إفشال كل المساعي والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الإبادة والتجويع وإنهاء الحرب ضد أهلنا في غزة".وشدد على أن الهجوم "يثبت بجلاء أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتحملون وحدهم المسؤولية الكاملة عن إفشال وتعطيل جميع محطات التفاوض السابقة".
وأكدت الحركة في بيانها أن "ما جرى يؤكد بكل وضوح أن المعركة مع الكيان الصهيوني ليست معركة غزة، ولا حماس، ولا فلسطين فحسب، بل هي معركة الأمة بأسرها"، مشددة على أن "جريمة الكيان الصهيوني ليست اعتداءً على سيادة دولة قطر فحسب، بل هي إعلان همجي وإعلان حرب على كل دولنا العربية والإسلامية".
وأضافت حماس أن "الكيان الصهيوني يعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر، وعلى قيادة العالم أن تختار بكل وضوح بين شريعة الغاب التي تفرضها إسرائيل بجرائمها، وبين مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان".واختتمت الحركة بيانها بالدعوة إلى "تحرك عربي وإسلامي ودولي قوي وفاعل لعزل هذا الكيان الإسرائيلي المجرم، ومحاسبته على جرائمه المتكررة".
مصر تحذر
في نفس السياق أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الخميس، لأمير دولة قطر تميم بن حمد، أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة يعد "مساسا مباشرا بالأمن القومي العربي".
جاء ذلك خلال لقاء بينهما بالدوحة بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.ونقل عبد العاطي للأمير تميم "رسالة تضامن" من السيسي ومصر "ووقوفها الكامل إلى جانب دولة قطر الشقيقة في أعقاب العدوان الإسرائيلي السافر الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة".وجدد الوزير "إدانة مصر بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغادر الذي يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر الشقيقة، وخرقا فاضحا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".وأكد أن "هذا العدوان الصارخ يشكل سابقة خطيرة لا يستهدف دولة قطر الشقيقة فحسب وإنما تقويض الأمن الجماعي العربي، وأن المساس بأمن قطر يعد مساسا مباشرا بالأمن القومي العربي".

ويأتي اللقاء في ظل توافد زعماء ومسؤولين عرب ومسلمين إلى الدوحة للتعبير عن تضامن بلادهم ووقوفها إلى جانب قطر.وفي وقت سابق أمس الخميس، وصل رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف الدوحة في زيارة أخوية للتضامن مع قطر ضد الهجوم الإسرائيلي عليها الثلاثاء، بحسب وكالتي الأنباء الرسمتين الباكستانية والقطرية.
واستقبل أمير قطر الأربعاء، رئيس الإمارات محمد بن زايد، ووليا عهد الكويت صباح خالد الحمد الصباح، والأردن الحسين بن عبد الله الثاني، وأدان القادة الهجوم الإسرائيلي مؤكدين التضامن مع الدوحة، وفق بيانات للديوان الأميري القطري.،
وفي تقرير لها كشفت قناة "كان" العبرية، في تقرير لافت، عن رسالة تحذيرية شديدة اللهجة بعثتها مصر إلى الولايات المتحدة، على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير في العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف وفدا تابعا لحركة "حماس" خلال جولة من مفاوضات الهدنة. وأكدت مصر في رسالتها أن أي استهداف لعناصر حماس على الأراضي المصرية سيقود إلى "تداعيات كارثية"، في مؤشر واضح على تصعيد غير مسبوق في العلاقات المصرية الإسرائيلية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن مصر باتت ترى في الضربات الإسرائيلية خارج غزة تجاوزا للخطوط الحمراء، خصوصا عندما يهدد ذلك أمنها القومي أو سيادتها. وبات الهجوم على الدوحة – الذي نددت به عدة عواصم عربية ودولية – يشكل منعطفا خطيرا في مسار الوساطات التي تقودها مصر وقطر بين ''إسرائيل'' وحماس.
الخشية الأكبر في مصر، بحسب ما تسرب عن دوائر صنع القرار، تتمثل في تكرار الاستهداف الإسرائيلي للوفود السياسية داخل الأراضي العربية، الأمر الذي سيُعدّ اعتداء مباشرا على السيادة المصرية ويضع المنطقة على شفا مواجهة إقليمية أوسع.
وكانت تصريحات رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن فتح معبر رفح والسماح بخروج الفلسطينيين، فُسّرت في مصر على أنها مقدمة لمخطط تهجير جماعي، أثار ردود فعل عنيفة في الأوساط الإعلامية والرسمية.وسارعت وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان شديد اللهجة رفضت فيه تصريحات نتنياهو، وأكدت أن مصر ترفض رفضا قاطعا استخدام أراضيها كمعبر أو محطة لتصفية القضية الفلسطينية. وحظي هذا الموقف بدعم إقليمي ودولي واسع وفق تقارير إعلامية.

تشييع جثامين ضحايا العدوان
من جهة أخرى شيعت جموع حاشدة،أمس الخميس، جثامين ضحايا العدوان الإسرائيلي على الدوحة من المسجد الرئيسي في البلاد بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وشهد "مسجد محمد بن عبد الوهاب" بالعاصمة الدوحة، جموعا حاشدة أدت صلاة الجنازة على ضحايا الهجوم، وفق الأناضول.
وأفادت قناة "الجزيرة" ، بأنه سيتم تشييع جثامين الشهداء الستة في مقبرة مسيمير، أكبر المقابر في البلاد.وأدانت قطر الهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه "إرهاب دولة"، مؤكدة احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي.وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة إلى جانب مصر، وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ويعكس هذا الهجوم توسيع إسرائيل اعتداءاتها إقليميا، إذ شنت في جوان الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية بغزة واعتداءات بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115