الذي يتحدث عنه رئيس الحكومة البنيامينية ، نشرت "ذا آتلانتيك " تقريراً لـتوم نيكولز ، بعنوان ماذا بعد الضربة الأمريكية على طهران !؟ وركز المقال على أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية كانت توحي بأن نتنياهو سعى إلى زيادة فرص تغيير النظام في طهران.
بالتوازي مع رهانه على جرِّ ترامب إلى المعركة، لربَّما كانت هذه هي الخطة الإسرائيلية منذ البداية، وعلى الرغم أن النظام الإيراني سيتأذَّى ، إلا أنه من الأرجح أن ينجو، وقد يتأخَّر البرنامج النووي ولكنه أقد يستمر، وستُصبح المنطقة أكثر اضطرابًا في حربٍ شاملة . وقال التقرير بأنه ولئن نجا «ترامب» من فضائح وإخفاقاتٍ سياسية، فإن قصف إيران هو أكبر مقامرةٍ وأكثرها تقلُّبًا؛ لأنه يُعرِّض القوات الأمريكية لخطر خوض حربٍ فعلية بالشرق الأوسط.
وفي حين تجمع التقديرات السياسية والإعلامية في دولة الإحتلال على أن 21 جوان والضربة الأمريكية بمثابة إنجاز تاريخي ، فإن هناك بعض التقديرات التي تربط المسار الإسرائيلي بطبيعة الرد الإيراني وقليل من التقديرات ترجح الاتجاه مجدداً إلى المسار الدبلوماسي. ونشرت هآرتس مقالاً لـأمير تيبون المراسل الدبلوماسي للصحيفة ، يشير فيه إلى إنه علي الرغم من تحذير ترامب لطهران من الرد على الضربات الأمريكية لمواقعتها النووية ، فإن احتمال التصعيد يبقي مرتفعاً ، وتبعات ذلك ستكون عميقة ، ليس فقط على رئاسة ترامب ، بل على إسرائيل أيضاً ، فالضربة الأمريكية - وفقاً لكاتب المقال- تُعد أهم خطوة اتخذها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض ، فخلافاً لقراراته المتعلقة بالرسوم الجمركية على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة ، والتي قوبلت بكثير من الضجة ثم تم تخفيفها تدريجياً ، فإن قصف إيران كان قراراً مضى فيه ترامب حتى النهاية ؛ حتى ضد نصائح بعض أقرب مؤيديه ومستشاريه البارزين؛وكأن مخاطر مضاعفة التصعيد على الأمن الإقليمي لا تشغل بال الساسة في تل أبيب وصرح زعيم المعارضة " لابيد" بأنها ليلة تاريخيّة في الشرق الأوسط ، ودفعهم فرط الثقة إلى الحديث عن الانتقال إلى التركيز على تهديد الصواريخ الباليستية.
وهو ما أكده رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي- تساحي هنغبي- خلال جلسة مغلقة للجنة الأمن والخارجية في الكنيست، بأن الهجمات الأخيرة أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لسنوات، مشيرًا إلى أن التركيز الإسرائيلي سيتحول في المرحلة المقبلة إلى مواجهة قدرات إيران الصاروخية، وعلى رأسها الباليستية. وفيما يتعلق بتقديرات وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تأثيرات إغلاق مضيق هرمز، أشار مقال في صحيفة "معاريف" إلى أن إغلاق مضيق هرمز، رُغم ما قد يسببه من أضرار اقتصادية عالمية، فإنه سيضر إيران بالدرجة الأولى، لأنه قد يؤدي إلى خنق اقتصادها وتعميق أزماتها الداخلية.
وفيما يقدم نفسه نتنياهو على أنه القيادة التاريخية وسرديات أخري تجد صداها لدى الرأي العام الداخلي وتعكس حالة نشوة وطنية ، صدر قبل عدة أيام تقريرًا أوروبيًا عن انتهاك حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية، وأدانت الحكومة البنيامينية قرار الاتحاد الأوروبي مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية - الإسرائيلية؛ بسبب انتهاكات إسرائيل في غزة والضفة، وهو القرار الذي جاء بعد بعد ضغوط مارستها 17 دولة أوروبية لإعادة تقييم التزام إسرائيل بالمادة الثانية من اتفاقية الشراكة، والتي تشترط احترام حقوق الإنسان. واستمراراً للخطوات أوروبية التصعيدية ، دعت تسع دول المفوضية الأوروبية إلى تقديم آليات لوقف التجارة مع المستوطنات، وعلّقت بريطانيا في 20 ماي الماضي، مفاوضاتها بشأن التجارة الحرّة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات على جهات متورطة في دعم الاستيطان، ونتطلع إلى تخطي الآحاد الأوروبي حالة الإنقسام وعدم التأثر بما يحدث في الملف الإيراني وتآكل القدرات الإيرانية على ردع دولة الإحتلال وحكوماتها الاستيطانية.